باسيل كرّم جمعة لانتهاء مهامّه: ستبقى الوزارة تستعين بك عند الحاجة
أكّد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، «أنّ كلّ ما قام به في الوزارة هو قليل بالنسبة للكثير ممّا يجب القيام به في كلّ المجالات».
كلام الوزير باسيل جاء خلال كلمة ألقاها في الاحتفال الذي أقامه لمناسبة انتهاء مهام المدير العام للمغتربين هيثم جمعة في المديرية، لبلوغه السنّ القانونية، في حضور الأمين العام لوزارة الخارجية هاني الشميطلي والموظفين الكبار في الوزارة ومديرية المغتربين من دبلوماسيين وإداريين.
وتوجّه باسيل إلى جمعة، قائلاً: «أنت اليوم عشت تجربة كبيرة مع اللبنانيين في كلّ دول الاغتراب، وكانت لك الفرصة والنعمة للتعرّف على اللبنانيّين في الخارج، وهي نعمة يمنحها الله لكلّ من يعمل في هذه الوزارة، لأنّه يتعرّف على اللبنانيين وانتشارهم، ومن هنا يتحمّل مسؤولية أكبر تجاه عمله. نودّعك بعد وصولك إلى السن القانونية، لكنّنا نعرف أنّك ستبقى مواكباً لعملك الذي أصبح جزءاً من حياتك، وستبقى الوزارة تستعين بك عند الحاجة، لأنّ المتقاعدين هم في خدمة بلدهم دائماً، وقضية لبنان المنتشر يجب أن تكون قضية كلّ لبناني حتى لو لم يكن عاملاً في وزارة الخارجية، فكم بالحريّ إذا كان من أسرتها!».
أضاف: «نحن يوماً بعد يوم ندرك أهمية أن يكون اللبنانيّون المنتشرون جزءاً من الوطن، وأهميّة التواصل معهم ليكونوا جزءاً متكاملاً من الوطن في كلّ ما يربطهم به، بدءاً من الجنسية والمشاركة بالاستحقاقات الوطنيّة منها، كالانتخابات النيابيّة المقبلة، والمشاركة الفعّالة في الاقتصاد. ونحن اليوم أمام فرصة تُعطى للمرّة الأولى للمنتشرين اللبنانيّين ليمارسوا حقّهم في الاقتراع، وبذلك يكرّسون هذا الحقّ، وهو فرصة الانتخاب، ولديهم فرصة لتسجيل أسمائهم حتى 20 تشرين الثاني الحالي، حسب القانون».
بدوره، ألقى جمعة كلمة وداعيّة قال فيها: «25 عاماً من العمل العام، رافقت خلالها نخبة من الوزراء والسفراء والموظفين، تجربة غنية جداً عشتها على الصعيدين المهني والشخصي، وتقاسمت أوقات الفرح والأمل مع الجميع. كانت فترات مليئة بالتضحية، تجاوزنا خلالها بكلّ مسؤولية صعوبات كثيرة لحسن سير العمل، لأنّ روح المسؤولية لديّ وزملائي مكّنتنا من تجاوز الكثير من الأوضاع الدقيقة، سواء كانت إدارية أو سياسية».
وتحدّث جمعة إلى المشاركين من موظّفي الوزارة، فقال: «بذلنا جهوداً كبيرة وأرسينا نظرة جديدة للتعامل النظيف مع المغترب، بالنسبة لي، هي لحظة مؤثّرة وأنا أودّعكم من هذا الصرح الوطني، لكنّني أعدكم أنّنا سنلتقي بلبنان الكبير الذي نعرفه. وأنا أغادر هذه الوزارة، أغادر أسرة تحمل رأسمالاً إنسانياً وعلمياً وحرفيّاً كبيراً، أترك أخوة لي وطاقماً دبلوماسيّاً عالي المهنيّة، وطاقماً إدارياً يحمل روحاً عالية من المسؤوليّة والتنظيم والعمل».
وحيّا جمعة باسيل، وتوجّه إليه قائلاً «إنّكم أنجزتم خطوات كبيرة باتجاه الاغتراب اللبناني، وطبّقتم على أرض الواقع التواصل مع المغتربين. ومبدأ التواصل مع الآخرين الذي قمتم به أنتم يطبّقه كلّ الاغتراب في دول العالم، ونشهد أنّكم من أكثر وزراء الخارجية حركة وديناميكيّة تجاه دول الاغتراب».
أضاف: «في بعض الأحيان، كانت القرارات المتّخذة غير مقنعة بالنسبة للبعض منّا، لكن هذا لا يمنع أنّكم يا معالي الوزير، سعيتم وسعينا دائماً للمصلحة العامّة لهذه الوزارة وللبنان المغترب. أمور كثيرة عناوينها كانت مؤثّرة في الاغتراب قمتم بها، مثلاً موضوع استعادة الجنسيّة الذي بذلتم لتحقيقه جهداً كبيراً وتحقّق، وبدأ البعض من المغتربين بحمل الجنسيّة اللبنانية بعد صدور القانون. كذلك عملتم على إشراك المغتربين في الانتخابات النيابيّة لاختيار من يودّون أن يمثّلهم وينتخبون من يطمحون به للبنان، وهذه الخطوات حقّقت نجاحات تاريخيّة وكسرت الجمود». وختم: «اليوم نغادر هذه الوزارة، لكن نقول لكم إلى اللقاء للعمل في ساحات هذا الوطن الجميل من أجل خدمة الإنسان، ومن أجل الأفضل للمواطن للبناني».
ومساء أمس قام باسيل بجولة في قضاء الضنية في الشمال.
وكان باسيل أقام حفل عشاء في دارته، على شرف بطريرك أنطاكية وسائر المشرق لطائفة الروم الكاثوليك يوسف عبسي، بحضور وزراء وشخصيات سياسية وفاعليات.
وقد شكر البطريرك عبسي الوزير باسيل على ضيافته، معبّراً عن تقديره لمساعيه في خدمة الوطن.
وأشاد باسيل بما يقوم به عبسي منذ انتخابه «من أجل توحيد أبناء الطائفة، وخدمة همومهم».
وعن انتخابات المجلس الأعلى للروم الكاثوليك يوم الأربعاء المقبل، أكّد عبسي «أهمية الوحدة الداخلية، والعمل على توافق إجماعي».
وتمّ التوافق على الوزير ميشال فرعون نائباً لرئيس المجلس، والمدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود أميناً عامّاً.