الجيش يعثر على سيارة مفخّخة تحتوي مواد كيميائية في دير الزور.. واستشهاد 100 شخص وسط تجمّع للنازحين
أكّد وزيرا الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي والسوري العماد فهد جاسم الفريج في اتصال هاتفي بينهما أمس، على تعزيز التعاون بين البلدين، وبذل المزيد من الجهود للقضاء على الإرهابيّين.
وبارك حاتمي للرئيس السوري بشار الأسد ولنظيره وللقادة والمقاتلين وللشعب السوري الانتصارت الأخيرة، خصوصاً تحرير دير الزور، مُعرباً عن أمله في مواصلة الجيش السوري هذه الانتصارات ضدّ الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية.
ورأى وزير الدفاع الإيراني، أنّ صمود القوات المسلّحة السورية والشعب السوري لخمس سنوات في وجه المجموعات الإرهابية أمر يستدعي التقدير، ويجب أن يسجّل هذا في تاريخ الدفاع المشروع لشعب عن هويّته وكيانه، مؤكّداً أنّه كما وقفت إيران حتى الآن إلى جانب السوريّين ودعمتهم، فإنّها عازمة على الوقوف إلى جانبهم في مراحل ما بعد الحرب.
بدوره، قال وزير الدفاع السوري لنظيره حتامي، إنّ التنسيق المنقطع النظير بين إيران وسورية ضامن للسلام والاستقرار والأمن في البلدين والمنطقة، شاكراً له دعم بلاده في إحباط «مؤامرات وعداوات المجموعات الإرهابية الصهيونية»، وفق ما قال.
كما وجّه وزير الدفاع السوري دعوة لنظيره الإيراني لزيارة دمشق.
بدوره، عبّر بهرام قاسمي، المتحدّث بِاسم الخارجية الإيرانية، عن تضامن إيران مع الحكومة والشعب السوري وعوائل ضحايا التفجير الإرهابي في دير الزور.
وقال قاسمي، إنّ «الأعمال الوحشية واللاإنسانية لمسلّحي «داعش» الإرهابيّين مؤشّر واضح على هزيمة التنظيم»، مشيراً إلى أنّ «داعش يلفظ أنفاسه الأخيرة بفضل صمود ووحدة الشعب والحكومة في سورية».
ميدانياً، يواصل الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة تقدّمهم ضمن عمليات «والفجر ثلاثة» في محافظة دير الزور.
وقال الإعلام الحربي، إنّ القوة المتقدّمة باتت تبعد عن الحدود العراقية – السورية نحو 5 كيلومترات، بعد تقدّمهم انطلاقاً من الجهة الشرقية للمحطّة الثانية في ريف دير الزور الجنوبي بعد معارك عنيفة ضدّ مسلّحي «داعش»، كما أحرز الجيش وحلفاؤه تقدّماً ملحوظاً في منطقة حويجة قاطع.
وكان الجيش السوري وحلفاؤه قد نجحوا بفرض سيطرتهم الكاملة على مدينة دير الزور، بعد طرد تنظيم «داعش» من آخر معاقله في أحياء المدينة.
وفي دمشق، أدّى سقوط قذائف مدفعية في منطقة العباسيّين، أطلقتها الجماعات المسلّحة، إلى استشهاد شخصين وإصابة عدد بجروح.
إلى ذلك، عثرت قوات الجيش السوري، أول أمس السبت، على سيارة مفخّخة تحتوى على مواد كيميائية، ومستودعَي أسلحة وذخيرة، خلال تمشيط الأحياء المحرّرة من مدينة دير الزور.
وقالت وكالة «سبوتنيك» الروسية، إنّ «الجيش السوري خلال تمشيطه الأحياء المحرّرة عثر على سيارة «فان» مفخّخة، فيها عبوة تحتوي مواد كيميائية»، وأضافت: «كما عثر على مستودعَي أسلحة وذخيرة ضخمين، خلال تمشيطه للأحياء التي سيطر عليها مؤخّراً».
وتابعت: «تحتوي هذه المستودعات على كميات كبيرة من البنادق الآلية، وقناصات ناتو «وام سيكستين» أميركيّة الصنع و»شتاير» وأخرى بولونية و«دراكانوف» و«G3» وبنادق «شميزر» ومدافع هاون من عيارات مختلفة وقواذف مضادّة للدروع و«آر بي جي» وقاذف قنابل «آر جي سي» وصواريخ مضادّة للدروع بكميات كبيرة»، إضافةً إلى «أجهزة اتصالات وطائرات مسيّرة وأجهزة رؤية ليليّة وقذائف دبابات و»أر بي جي» و»دوشكا» أنواع مختلفة من القذائف».
وأشارت الوكالة إلى أنّه «من ضمن البنادق التي عثر عليها الجيش السوري، وجد بنادق مفخّخة أعدّها مسلّحو «داعش» للانفجار فور الضغط على الزناد، كما صادر الجيش السوري ستة دبابات كانت داخل الأحياء، واستولى على أعداد كبيرة من مدافع الهاون من أرض المعركة».
يُذكر أنّ الجيش السوري حرّر يوم الجمعة الماضي كامل مدينة دير الزور شمال شرقي سورية ، بعد القضاء على آخر فلول «داعش» فيها، وبدأ المهندسون العسكريّون بعملية إزالة الألغام.
وفي السِّياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ مجموعة من طائرات «تو-22إم3» التابعة للقوات الجوية الروسية وجّهت أوّل أمس السبت، ضربات لمواقع لتنظيم «داعش» في منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور السورية.
وقالت الوزارة، في بيان صدر عنها بهذا الصدد: «قامت قاذفات بعيدة المدى من طراز تو-22 إم3، بعد إقلاعها من الأراضي الروسيّة وتحليقها عبر المجال الجوي للعراق وإيران، يوم 4 تشرين الثاني عام 2017، بتوجيه ضربة جوّية جماعية إلى مواقع للإرهابيّين في منطقة مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور».
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، أنّ الأهداف التي تعرّضت للضربة هي مستودعات للأسلحة والذخائر تابعة للإرهابيّين، وكذلك مراكز قيادة لتشكيلات «داعش».
وأشار البيان إلى أنّ «معطيات وسائل الرصد الموضوعية تؤكّد تدمير جميع المواقع المحدّدة»، لافتاً إلى أنّ «كلّ الطائرات الروسية عادت إلى قواعدها بسلامة، بعد تنفيذ مهمّتها».
على صعيدٍ ميداني آخر، أعلنت «كتائب حزب الله العراق»، أحد الفصائل المنضوية تحت راية الحشد الشعبي، عن عزم قوات المقاومة العراقية على المشاركة في عملية تحرير مدينة البوكمال السوريّة الحدودية من قبضة «داعش».
وأكّد المتحدّث العسكري بِاسم «كتائب حزب الله العراق»، جعفر الحسيني، أول أمس السبت، في حديث إلى قناة «الميادين» اللبنانية، ارتباط المعارك الدائرة على طرفَي الحدود بين سورية والعراق، مشيراً إلى أنّه «لا يمكن العزل عسكرياً بين القائم والبوكمال، لذا العمليات في جبهة واحدة».
وأوضح الحسيني أنّ البوكمال، آخر معاقل الإرهابيّين في سورية، تقع حالياً ضمن دائرة الاستهداف الصاروخي من قِبل القوات العراقية المتواجدة في مدينة القائم المحرّرة مؤخراً من قبضة الإرهابيين، قائلاً: «تواجدنا عند الحدود يعني أنّه سيطلق محور جديد لمحاربة «داعش».
وذكر الحسيني، أنّ قوات المقاومة العراقية أفشلت، بسيطرتها على القائم، المخطّط الأميركي الساعي إلى عزل دول محور المقاومة عن بعضها، مضيفاً أنّ تحرير القائم أتاح التواصل مع الجانب السوري، وتحقّق التنسيق مع محور المقاومة في كلّ المنطقة.
واتّهم الحسيني واشنطن بممارسة ضغوط على حكومة بغداد بُغية عدم تحرير القائم، التي ظلّت حتى الآونة الأخيرة آخر معاقل «داعش» في العراق.