مقتل 60 من البيشمركة في مواجهات مع القوات العراقية

اتّهمت حكومة إقليم كردستان أمس، بغداد بالعمل على إلغاء الكيان الدستوري للإقليم، فيما اعتبرت قرارات الحكومة العراقيّة بشأن دفع رواتب موظّفي كردستان وقوات البيشمركة «دعاية انتخابية».

جاء ذلك في بيان أصدرته حكومة إقليم كردستان العراق في أعقاب اجتماع أجرته أمس، رئاسة مجلس وزراء الإقليم مع المحافظين ورؤساء مجالس المحافظات. وبحسب البيان، فقد شدّد الاجتماع على «ضرورة تعاون مؤسّسات حكومة إقليم كردستان لتجاوز الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الإقليم».

وورد في البيان، أنّ «سياسة الحكومة العراقية واضحة، وهي تهدف لإلغاء الكيان الدستوري لإقليم كردستان». ودعت حكومة كردستان محافظات الإقليم ومجالسها المحلّية إلى «عدم الاهتمام بالقرارات اللادستوريّة للحكومة العراقية، وعدم القبول بتسبّب تلك القرارات مشاكل بين المحافظات وحكومة إقليم كردستان».

وتابع البيان، أنّ «الاجتماع بحث أوضاع الموظفين ومحاولات الحكومة لضمان رواتبهم»، مؤكّداً أنّ «ما صرّحت به الحكومة العراقية بشأن دفع رواتب إقليم كردستان، ليست سوى دعاية انتخابية».

وأشار مجلس رئاسة وزراء الإقليم، إلى أنّ «النسبة المحدّدة لإقليم كردستان في موازنة العام 2018 لا تكفي لمحافظة واحدة في الإقليم»، مبيّنةً أنّه «من خلال هذه السياسة تحاول الحكومة العراقية إحداث شقّ بين محافظات الإقليم».

وكانت حكومة إقليم كردستان طالبت الحكومة الاتحادية بعدم التصديق على مسودة قانون الموازنة العامّة للعراق لعام 2018 بصيغتها الحالية، مشيرةً إلى أنّ المسودة تمّ إعدادها من طرف واحد، و»بدون مشاركة الإقليم والأخذ بمبادئ الدستور».

ويمرّ العراق بأزمة سياسية داخلية بين بغداد وأربيل، اندلعت على خلفية إجراء سلطات إقليم كردستان العراق، يوم 25 أيلول الماضي، استفتاءً على انفصال الإقليم عن الدولة العراقية، في خطوة عارضتها بشدّة بغداد وعدد من الدول، على رأسها تركيا وإيران والولايات المتحدة وبريطانيا.

إلى ذلك، قال جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة كردستان العراق، إنّ 60 من المقاتلين الأكراد قُتلوا في مواجهات مع الجيش الحكومي العراقي وقوات الحشد الشعبي الرديفة له.

وفي مؤتمر صحافي بثّته قناة NRT التلفزيونية الكرديّة، قال ياور أمس، إنّ «الاشتباكات التي جرت مؤخّراً قُتل فيها 60 مقاتلاً من البيشمركة، وأُصيب 150 آخرون».

وبحسب المسؤول، فإنّ وزارة البيشمركة تسعى لحلّ الخلافات القائمة بين بغداد وأربيل «عن طريق الحوار والدستور»، مضيفاً: «علينا العودة إلى المباحثات لحلّ جميع المشاكل»، وأضاف أنّ «المشاكل الحالية هي سياسية وليست عسكرية».

وعبّر ياور عن مخاوفه «من مواجهات عسكرية مع بغداد حال عدم التوصّل إلى تفاهم سياسي». وأكّد أنّ إقليم كردستان بعث مبادرة من سبع نقاط على بغداد لحلّ المشاكل القائمة، وأنّه بانتظار الردّ.

كما دعا الأمين العام لوزارة البيشمركة «القوات العراقية إلى إدارة مشتركة للمناطق المتنازع عليها والمعابر الحدودية، إلّا أنّه أكّد أنّ الحكومة العراقية تصرّ على إدارة المناطق المتنازع عليها، قائلاً: «المشكلة مع بغداد هو إصرارها على تنفيذ مقترحاتها حصراً».

وذكر المسؤول الكردي، أنّ «وزارة البيشمركة تعمل منذ ثلاث سنوات بجانب الجيش العراقي للدفاع عن أراضي العراق وإقليم كردستان»، لافتاً إلى «وجود توافق في بعض النقاط بين قوات البيشمركة والقوات العراقية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى