عين العرب السورية: الجمال المقاتل يلقن «ضباع داعش» درساً في البسالة!

نصّار ابراهيم

«داعش» ذلك التنظيم الذي يعتمد صدمة الرعب والتوحّش ليفرض سيطرته على الجغرافيا من دون قتال… «داعش» الذي انهارت أمامه عدد من فرق الجيش العراقي… وفرّت أمامه في أربيل نخبة قوات بيشمركة بارزاني… «داعش» هذا صدمته بذات القوة إرادة وبسالة المقاتلات الكرديات في عين العرب السورية…

لم تجد نفعاً غارات التحالف المقننة والموجهة والمحسوبة في وقف تقدم «داعش»… غير أنّ ما أثار رعب «داعش» وصدمه جاءه من حيث لا يحتسب… لقد جاءه الردّ بالضبط من الزاوية التي أرعب منها العالم… زاوية سبي النساء واغتصابهن وإهانتهن، ثقافة جز الرؤوس وبث الهول… لقد جاءته الصدمة والردّ من نساء وفتيات بجمال الورد وأناقة الخيزران، فتيات رفضن الانتظار والاستكانة لشفرة سيف القاتل وعهره، وذلك حين نهضت صبايا عين العرب، ونزلن إلى ميدان الحرب، وخضن قتالاً باسلاً بلا هوادة أو تردّد، لقد كان قرار عين عرب بنسائها أولاً ورجالها قراراً حاسماً ونهائياً: لا فرار أمام الهمجية والتوحش، بل هو القتال حتى النهاية…

فامتشقت حسناوات عين العرب وغيرها السلاح، فكان بأسهن شديداً… كما كانت رسالتهن واضحة كما عيونهن: نحن هنا وسنقاتل بعيوننا وسلاحنا… ولن نكون سبايا للوحشية والهمجية، سنخرج لملاقاتهم بكلّ بهائنا وجمالنا وإرادتنا… سنعلمهم كيف نحمي بالسلاح كرامتنا وإنسانيتنا.

كانت رسالة مقاتلات عين العرب الكرديات والعربيات السوريات رسالة هائلة… ركيزتها أنّ شرف المرأة هو في كرامتها كإنسانة وفي حرية وطنها، تلك هي كلمة السرّ التي أشعلت اللهيب في وجه «داعش» ومن يقف فوقه ووراءه.

اندفعت مقاتلات عين العرب فيما الشمس تضيء وجوههن الآسرة والريح تداعب شعرهن المرسل كالأمواج ولكنه محمي بالسلاح والإرادة والشجاعة.

عين العرب هي المدينة السورية كاشفة نفاق ما يُسمّى بالتحالف العالمي لمواجهة «داعش»، كما كشفت حقيقة رهانات وأحلام أردوغان باستغلال «داعش» من أجل احتلال الجغرافيا السورية… فانفلت الوحش وخرج عن السيطرة فارتعب العالم… هو الحلف ذاته الذي أسّس «داعش» لتكون الوحش الذي سيسقط سورية فقدموا له ولا يزالون الدعم والعون والاحتضان والتسهيلات… «داعش» هذه وقفت مذهولة عند أبواب عين العرب… كانت تعتقد أنّ المدينة ستسقط فريسة سهلة دون قتال تحت أعين وبهجة أردوغان المتحفز بسبب ما يسبقها من أهوال وتدمير نفسي ومعنوي… وستساق نساؤها إلى المجزرة بصمت الحملان، غير أنّ نساء عين العرب كانت لهن كلمة أخرى: المقاومة ولا شيء غير المقاومة، فإذا بالصدمة تذهل «داعش» ذاته وهو تصطلي بنار المقاومة وبسالة الصمود.

قد «تسقط» عين العرب، ولا نتمنى ذلك أبداً ، نتيجة تخاذل المحيط والعالم وقلة الإمكانات واختلال المعادلات وتدفق العون لـ»داعش» من كلّ حدب وصوب، ومع ذلك فإنّ االرسالة قد وصلت… فالنساء السافرات العلمانيات قلن لـ»داعش» بأجسادهن المتفجرة غضباً وكرامة وعنفواناً… سنعلّمكم كيف يكون القتال وكيف تكون التضحية…

هنا في عين العرب وفي كلّ المدن السورية التي تقاوم بنسائها ورجالها، بعربها وكردها، لا يبحث المقاتل أو المقاتلة عن حوري أو حورية، ولا ينتظرون مالاً أو فتوى حمقاء، كما لا ينتظرون بركة من أحد، بل هو خيارهم الحرّ والحاسم دفاعاً عن وطن وكرامة… ذلك لأنّ المواجهة… هي بين الإنسانية والوحشية، بين الكرامة والسقوط، بين الجمال والبشاعة… وهنا ستعرف «داعش» ومن خلفها وبالنار أنّ المرأة ليست مجرّد موضوع للهوس الجنسي…

هنا في عين العرب السورية لا تحتاج المرأة إلى محرم كي تقاتل عن شرفها… إنها لا تنزل إلى ميدان القتال بحجاب لتخفي وجهها… بل تنزل واضحة كالشمس… إنها تقف أمام الوحشية وجهاً لوجه… تنظر في عيون القتلة المنطفئة مباشرة وتطلق النار… وتهتف بلا تردّد أو خوف: إرحلوا عن أرضنا نحو سمائكم أو جحيمكم فهذا لا يهمّنا… فلسنا منكم ولستم منا، فارحلوا… أو هو الموت «الجميل» بانتظاركم فتقدموا إنْ شئتم أو سنأتيكم حيث أنتم…

صفحة الكاتب: https://www.facebook.com/pages/Nassar-Ibrahim/267544203407374?ref=bookmarks

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى