آبي: اليابان تدعم الموقف الأميركي ضدّ كوريا الشمالية وترامب ينتقد العلاقات التجارية بين طوكيو وواشنطن
التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا مع إمبراطور اليابان أكيهيتو وزوجته الإمبراطورة ميتشيكو في قصرهما في طوكيو.
ونشر التلفزيون الياباني تسجيلاً مصوّراً لاستقبال الإمبراطور والإمبراطورة ترامب وزوجته عند مدخل القصر، وتوديعهما. وقالت قناة «أي أيتش كاي» إنّ اللقاء بين الإمبراطور وترامب استمر نحو 20 دقيقة.
وقال الإمبراطور أكيهيتو أثناء اللقاء: «سبق أن خاضت الولايات المتحدة واليابان حرباً ضدّ بعضهما بعضاً. لكن أعتقد أن اليابان موجودة في شكلها الحالي بفضل علاقات الصداقة مع الولايات المتحدة ومساعداتها».
من جهّته، أشار ترامب إلى أن اللقاء مع الإمبراطور «الذي يحبّه الشعب الياباني كله» يشرّفه، مضيفاً أن «العلاقات الحالية بين الولايات المتحدة واليابان في حالة أفضل مما كانت عليها سابقاً».
ورداً على سؤال الإمبراطور حول سير زيارته إلى اليابان، قال ترامب: «كل شيء على ما يُرام. إننا نقوم بتبادل بنّاء للآراء في مختلف المواضيع بما فيها كوريا الشمالية والتعاون الاستراتيجي بين اليابان والولايات المتحدة والعلاقات التجارية».
من جهته، صرّح رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، أمس، «أنه حان الوقت لممارسة أكبر ضغوط ممكنة على كوريا الشمالية».
ووافق آبي على موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفاده، «أنّ الصين يجب أن تقوم بدور أكبر لإرغام بيونغ يانغ على التخلّي عن برامجها النووية».
وقال للصحافيين «إنّ اليابان تدعم الموقف الأميركي بأنّ جميع الخيارات مطروحة على الطاولة من أجل حلّ قضية كوريا الشمالية».
وفي تصريحات، خلال اليوم الثاني من زيارته إلى اليابان، قال الرئيس الأميركي أمام قادة قطاع الأعمال الأميركيين واليابانيين في طوكيو: «نرغب في علاقات تجارية عادلة ومفتوحة، لكن علاقاتنا التجارية مع اليابان في الوقت الرهن ليست عادلة».
كما انتقد الرئيس الأميركي العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة واليابان، ووصفها بأنها «غير عادلة». ودعا قطاع الأعمال الياباني لـ «توطيد صناعات على الأراضي الأميركية».
وقال ترامب، أمس: «تعاني الولايات المتحدة عجزاً تجارياً كبيراً مع اليابان منذ سنوات عديدة، ومن ثم فعلينا أن نتفاوض وسنفعل ذلك بطريقة ودية».
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة واليابان، العام الماضي، بحسب بيانات موقع «ITC Trade»، ما يقارب 200 مليار دولار، منها 63 مليار دولار هي صادرات الولايات المتحدة إلى اليابان، مقابل واردات بقيمة 135 مليار دولار.
في السياق نفسه، أعلن ترامب، «أنّ بلاده تنتج أفضل معدّات عسكرية في العالم».
وأشار سيد البيت الأبيض، إلى «اعتراض قوات الدفاع السعودية، يوم السبت، باستخدام الأنظمة أميركية الصنع صاروخاً أطلق من اليمن باتجاه العاصمة الرياض»، متباهياً بـ «التكنولوجيا الأميركية المذهلة».
وأضاف «ننتج أعظم المعدّات العسكرية في العالم، ولا شيء قريباً من ذلك. ويحجز رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي كميات كبيرة من هذه المعدات العسكرية، كما ينبغي عليه في ظل ما يجري استخدامها مع أحد جيرانه»، في إشارة إلى عدم اعتراض اليابان للصواريخ الكورية الشمالية.
من جانبه، علّق نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين على تصريحات ترامب حول «الأسلحة الأميركية لا مثيل لها في العالم بنشر تغريدة سخرية قصيرة على حسابه في «تويتر»، قائلاً فيها «هل أنت جاد في ما تتكلم!».
فيما يرى السيناتور الروسي، أليكسي بوشكوف، أن الحرب المحتملة ضد كوريا الشمالية «طريق خطيرة للغاية» بالنسبة للولايات المتحدة.
وكتب السيناتور على صفحته في موقع تويتر، أمس: «ترامب وآبي أعلنا احتمال اللجوء للحل العسكري بقضية كوريا الشمالية. وعدد الدول التي ستدعمهما قليل. ولن ينجح ذلك كوسيلة ضغط على بيونغ يانغ. وتخطو الولايات المتحدة في طريق خطيرة للغاية، عندما تعدّ حرباً ضدّ كوريا الشمالية. وردّ بيونغ يانغ على ذلك معروف مسبقاً. الحرب تنطلق عادة من التصريحات، ثم يبدأ قتل الناس».
وكان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قال في وقت سابق أمس، «إنّ اليابان والولايات المتحدة تنويان أن تعملا بشكل مشترك مع روسيا والصين لحل القضية حول البرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية».
وقبل ذلك أعلن آبي «أن طوكيو وواشنطن قد اتفقتا على ممارسة أكبر ضغوط ممكنة على كوريا الشمالية» على صعيد آخر، شارك الآلاف من سكان العاصمة اليابانية طوكيو في مسيرة غاضبة، احتجاجاً على زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لليابان.
كما انتقد المتظاهرون السياسة الاقتصادية لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، واستخدام الطاقة الذرية في البلاد، والوجود العسكري الأميركي.