بغداد: على أربيل الالتزام بعدم الانفصال والالتزام بالدستور
طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إقليم كردستان بإعلان الالتزام بشكل واضح بعدم الانفصال عن العراق، وذلك بناءً على قرار المحكمة الاتحادية.
يأتي ذلك بعد تأكيد المحكمة عدم وجود أيّ مادة تجيز انفصال أيّ من مكوّنات العراق.
وكانت الحكومة العراقية أكّدت أمس، التزامها بموقفها الدستوري بالحفاظ على وحدة العراق ومنع أيّ محاولة انفصاليّة والمضيّ باتخاذ الإجراءات اللازمة بفرض السلطة الاتحادية.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في بيان: «نجدّد الدعوة للالتزام التامّ بالدستور وقرارات المحكمة الاتحادية، وآخرها الذي صدر اليوم أمس ، والمتعلّق بتفسير المادة 1 من الدستور، والتي أكّدت على وحدة العراق وألزمت السلطات الاتحادية كافّة بالمحافظة على هذه الوحدة، وأشارت بوضوح إلى عدم وجود أيّ نصّ في الدستور يجيز الانفصال».
وأوضحت الحكومة، أنّ «جميع الإجراءات التي تمّ اتخاذها من قِبل الحكومة الاتحادية كانت ضمن هذه المواد الدستورية، وضمن صلاحياتها».
يأتي ذلك بعد وقت قصير من إعلان المحكمة الاتحادية العراقية، أنّ دستور البلاد لا يحتوي على نصّ يجيز انفصال أيّ من مكوّنات العراق، مشيرةً إلى أنّ الدستور يؤكّد على وحدة البلد.
وقال المتحدّث الرسمي بِاسم المحكمة الاتحادية العليا، إياس الساموك، في بيان، إنّ «المحكمة الاتحادية العليا أصدرت في جلستها أمس، قراراً بتفسير المادة رقم 1 من الدستور»، مبيّناً أنّ «المحكمة خلصت فيه إلى أنّ هذه المادّة والمواد الدستورية الأخرى ذات العلاقة أكّدت على وحدة العراق، وألزمت المادة 109 من الدستور السلطات الاتحادية كافّة بالمحافظة على هذه الوحدة».
وأضاف الساموك، أنّ المحكمة الاتحادية العليا أكّدت في قرارها على «عدم وجود نصّ في الدستور يجيز انفصال أيّ من مكوّناته المنصوص عليها في المادة 116 من الدستور في ظلّ أحكامه النافذة».
هذا، وكان إقليم كردستان قد اتّهم بغداد في وقت سابق بالعمل على تجريده من «كيانه الدستوري والقانوني ومن سلطاته، عبر التعامل معه مثل بقيّة المحافظات العراقية».
وخسر الأكراد بعد الاستفتاء مناطق هامّة كانت تحت سيطرتهم، أبرزها مدينة كركوك النفطية ومعابر الحدود العراقية، بعد انسحاب قوات البيشمركة الكردية منها.
وقد لاقى الاستفتاء، الذي جرى يوم 25 أيلول الماضي، معارضة شديدة من العراق ودول الجوار، وأبرزها تركيا وإيران.
على صعيدٍ آخر، بارك وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي للشعب العراقي انتصاراته، مؤكّداً استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار العراق.
وفي اتصال مع نظيره العراقي اللواء عرفان محمود الحيالي، بارك العميد حاتمي للشعب العراقي تحرير القائم والانتصارات الميدانية الأخيرة.
وقال حاتمي، إنّ ما حقّقه الجيش والشعب العراقي «سيسجّل في سجّل نضال المنطقة»، مؤكّداً استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار العراق.
وأضاف وزير الدفاع الإيراني، أنّ «الظروف مهيّأة تماماً للتعاون في إطار الاتفاقيّة الموقّعة بين البلدين».
ومن جهته، اعتبر وزير الدفاع العراقي أنّ انتصار الجيش العراقي على الإرهابيّين هو انتصار لكلّ شعوب المنطقة.
وأكّد الحيالي، أنّ «المجموعات الإرهابيّة زعزعت أمن واستقرار المنطقة»، مضيفاً: «نأمل أن يتمّ اقتلاع جذورهم في المستقبل بشكلٍ كامل».
وشدّد الحيالي بالقول: «لن ننسى دعم إيران الكبير لتوفير الأمن والاستقرار للعراق والمنطقة»، موجّهاً دعوة لنظيره الإيراني لزيارة العراق.
وفي السياق الميداني، أكّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أثناء رفع العلم العراقي بقضاء القائم بمحافظة الأنبار المحرّر مؤخّراً من مسلّحي تنظيم «داعش»، أنّه لولا تضحيات القوات العراقية لما تحقّق هذا الإنجاز.
وأعلن المكتب الإعلامي للعبادي، أول أمس الأحد، أنّ «رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلّحة حيدر العبادي تجوّل في قضاء القائم بعد تحريره من قبل قوّاتنا البطلة».
وكان العبادي وصل في وقت سابق، إلى قضاء القائم غرب محافظة الأنبار، كما رفع العبادي العلم العراقي فوق منفذ حصيبة الحدودي بين العراق وسورية.