تويني: متمسّكون بالتسوية والوحدة الوطنيّة

أكّد وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، أنّنا متمسّكون بالتسوية الوطنيّة التي جرت بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكلّ الأطياف السياسية اللبنانية وأوّلهم الرئيس سعد الحريري، لافتاً إلى أنّ الوحدة الوطنية ليست مهدّدة.

وقال تويني، بعد لقائه أمس مُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى: «نزور سماحته دائماً في الأوقات الصعبة كما الأوقات العاديّة لكي نستنير بحكمته وسعة اطّلاعه وبعد نظره ورويته، لمعالجة كلّ المواضيع. وموضوعنا اليوم وطني بامتياز، إنّه موضوع كلّ لبنان، موضوع الحكومة والتسوية الوطنية التي جرت بين فخامة الرئيس وكلّ أطياف السياسيّين اللبنانّيين، وأولهم دولة الرئيس سعد الحريري. هذه التسوية وهذا الاتفاق السياسي العريض الذي جعل من لبنان دولة مستقرّة آمنة تنظر في مصالح شعبها المالية والاقتصادية والسياسية في المنطقة والعالم، ونحن متمسّكون بهذا الاتفاق ومتمسّكون بهذه الوحدة الوطنية».

وأشار إلى أنّ «المطلب الشعبي اليوم، نبذ الطائفيّة الضيّقة، والسير مع الحياة الوطنيةّ المستقلّة الموحّدة. وسماحة المُفتي ناظر لهذا التوجّه ودائماً يتابع مستجدّات الأمور بروح وطنيّة مترفّعة عن كلّ ضيق طائفي أو مذهبي».

واعتبر أنّ «الوحدة الوطنية ترسّخت أكثر أمام المطلب الشعبي الذي هو الاستقرار والوحدة الوطنية»، مؤكّداً أنّ «الوحدة الوطنيّة ليست مهدّدة، ولا يوجد أيّ تهديد لحياتنا المستقرة».

واستقبل المُفتي النائب غازي العريضي، ثمّ رئيس حزب الاتحاد النائب السابق عبد الرحيم مراد يرافقه مستشاره هشام طباره، وقال مراد بعد اللقاء: «إنّنا نقدِّر مواقف المُفتي الساعية إلى تهدئة الأمور في هذه الظروف الصعبة، وجميع القيادات السنّية متّفقة على وحدة الموقف والتريّث».

أضاف: «أتينا لزيارة المُفتي لنشدّ على يديه، مقدّرين له هذه المواقف العاقلة والمحترمة التي تسعى من خلالها إلى تهدئة الأمور في هذه الظروف الصعبة التي نمرّ فيها»، معتبراً أنّ دريان «يمثِّل حقيقة دور الموقف العاقل الذي نتمنّى أن يلتزمه الكلّ، وأعتقد أنّ كلّ القيادات، والقيادات السنّية على الأخص، متّفقون جميعاً على أنّ وحدة الموقف السنّي ووحدة الموقف الوطني في التريّث ومعالجة الأمور بالتي هي أحسن».

والتقى دريان رئيس «حزب التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهّاب، الذي وصف الأول والرئيس عون ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي بأنّهم مثلث الأمان، مؤكّداً التمسّك ببقاء الحريري في رئاسة الحكومة.

ومن زوّار دار الفتوى الوزير السابق فيصل كرامي، الذي قال بعد اللقاء: «من الطبيعي في ظلّ الأزمات، ونحن نمرّ اليوم في أزمة وطنيّة، أن نزور هذه الدار، وأن نزور المُفتي الذي عوّدنا دائماً مواقفه الحكيمة وقراره الصائب في ما يتعلّق بكلّ الأزمات التي نمرّ بها، ولذلك ما سمعته من المُفتي يطمئن إلى أنّ كلّ الاتصالات التي يجريها تؤدّي إلى الوحدة الوطنية، وبالتالي إلى وحدة الطائفة السنّية. ونحن اليوم في لبنان نشعر بإرباك كبير نتيجة استقالة الرئيس سعد الحريري، ولذلك نعوِّل كثيراً على مواقف المُفتي الحكيمة».

واستقبل المُفتي رئيس «تيّار القرار اللبناني» النائب السابق طلال المرعبي والسفير المصري نزيه النجاري، وجرى البحث في الأوضاع العامّة.

والتقى أيضاً مجلس نقابة الصحافة في لبنان برئاسة النقيب عوني الكعكي، الذي نقل عن دريان تأكيده أنّ الأزمة التي أصابت لبنان باستقالة الرئيس الحريري، ينبغي أن نفهم ظروفها، وأن نعالجها ضمن إطار الوحدة الوطنية.

ودعا دريان إلى ضرورة التشاور والتلاقي والتواصل لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين، مشدّداً على أنّ أيّ موقف يصدر عن أيّ جهة سياسية، لا بُدّ من أن يكون في إطار تعزيز التلاحم بين أبناء لبنان.

بعد ذلك، التقى مُفتي الجمهورية وفد حركة «حماس» ضمّ رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية عزّت الرشى، يرافقه نائبه جمال عيسى وممثّل الحركة في لبنان علي بركة.

وأضح الرشى، أنّ الوفد أطلع دريان على أجواء تطوّرات القضية الفلسطينية، وبالأخصّ ملف المصالحة.

وأشار إلى أنّ الوفد عبّر عن تضامنه مع لبنان دائماً،

وقال: «أمّا المخيمات الفلسطينية، فإنّنا معنيّون بألّا تكون مصدراً لأيّ قلق أو إزعاج أو عدم استقرار في المحيط اللبناني، ومعنيّون أيضاً بتعزيز العلاقات بين الفلسطينيين واللبنانيين، وتعزيز التحرّك والتعاون الفلسطيني المشترك، بما يحقّق للمخيمات ولبنان الاستقرار. ونحن مع لبنان في كلّ المراحل ضدّ أيّ شيء يهدّد أمنه واستقراره».

كذلك، التقى المُفتي وفداً من صيدا برئاسة الدكتور عبد الرحمن البزري، الذي لفتَ إلى أنّ صيدا «تعيش مرحلة هدوء مشوبة بقلق وبحذر وبترقّب، لأنّها تريد للبنان الخير والأمان، وتريد أن يستطيع الرئيس الحريري أن يعود للبنان ليمارس مسؤوليته السياسية من جديد، ونحن كقوى صيداوية نتشاور في ما بيننا وسوف نحافظ على الاستقرار في مدينة صيدا».

ثمّ التقى مُفتي الجمهورية النائب السابق محمود عواد والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى