الصرّاف: موقع طرابلس وإرادة أهلها يؤهلانها لتكون عاصمة اقتصادية دبوسي: نفتخر بك إنسانياً واجتماعياً وعلمياً ووطنياً

زار وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف غرفة طرابلس ولبنان الشمالي والتقى رئيسها توفيق دبوسي، بحضور سفير لبنان في الجزائر محمد حسن، نائب الرئيس إبراهيم فوز وأمين المال بسام الرحولي، وكان عرض لمختلف القضايا الراهنة، لا سيما المعالجات الاقتصادية والأمنية في ضوء الأزمة الراهنة.

وقد استمع الصراف إلى شرح من دبوسي حول مبادرته «طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية» والظروف المحلية لواقع الاستثمارات في المدينة والشمال والتحديات التي تواجه بعض المشاريع الهامة للمنطقة.

بعد اللقاء، تحدث الصراف فقال: «إنني من هذا المرفق الهام أحيي طرابلس وأهلها وبساتينها وعسكرها وشهداءها ومشايخها وكهنتها وكبارها وسياسييها وزعماءها. أما زيارتي للرئيس دبوسي فهي للتأكيد على أمرين: الأول موضوع الساعة لأؤكد لأهل طرابلس وللمواطن اللبناني في العهد الجديد، عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون، أنّ الدولة ومؤسساتها تعمل لخدمة المواطن في الأزمات وتعمل في السراء والضراء والدولة والوزارات والادارات تقوم بخدمة المواطن تحت كل الظروف. والسبب الثاني لزيارتي أن لطرابلس ديناً بذمتي، إضافة إلى أنها المدينة الوحيدة في العالم التي تضم 800 الف نسمة وتخدم مليونا و200 ألف نسمة، والمدينة الوحيدة في العالم التي يعيش أهلها عائلة واحدة، فإذا تغربت عنها تعود بعد 40 عاماً لتجد الدكان نفسه وقد ورثه ابن من كان يشغله منذ 50 عاماً أو حفيد من كان يشغله منذ 70 عاماً. إنّ المحبة التي تنبع من طرابلس لا تنبع من غير مكان أبدا».

أضاف: «لقد ظلمت طرابلس لأن كل الطاقات الإدارية والاقتصادية تركزت في العاصمة، في حين المدينة كانت تستقطب جزءاً من السياحة والثقافة والعلم إنما لم تحظ بالاستثمارات التي تستحقها. وقد تبين أن اللامركزية الاقتصادية والإدارية هي حوافز ليس فقط للإنماء بل للتنوع والتكامل والتفاضل كي لا أقول للتسابق. لقد ظلمت طرابلس لأننا لم نستثمر فيها، مع العلم أنها مطلة على البحر وفيها الجبل والبساتين، والأهم فيها الرجال والإيمان».

وتابع: «كل عمل لإعادة طرابلس إلى واجهة لبنان هو عمل في محله، ليس لأنها ثاني المدن اللبنانية فقط إنما لأن فيها الطالب والعالم والزاهد والمؤمن والتاجر والطبيب والصناعي والوسيط والكاتب والشاعر والفنان والسياسي والزعيم، ما يحتم علينا ليس خدمتها فقط بل خدمة لبنان انطلاقاً منها. طرابلس يجب أن تعود لتحتل ما تستحقه في العجلة الاقتصادية. وكما هو معلوم، بيروت هي عاصمة لبنان وعاصمة قلوبنا، ولكن نسبة الاكتظاظ فيها تحد من إمكان استيعاب قدرات اللبنانيين. لذلك، فإنّ مواصفات العاصمة الرديفة أو المتممة للمخطط الاقتصادي الإنمائي العام اللبناني، تتوافر في طرابلس ما يجعلها عاصمة اقتصادية لبعض المشاريع إن لم نقل لأكثرها نمواً».

وقال: «لا يمكنني أن آتي إلى طرابلس دون أن أحيي أهل عكار والجبل، وأذكر أن في عكار 80 ألفاً من ذوي ومحبي أبناء الجيش اللبناني، ولا أستغرب أن يكون أكثر من 20 ألفاً منهم من أهالي طرابلس».

وحيّا الرئيس دبوسي «على العمل الجبار الذي يقوم به، فطرابلس بقيت واقفة حتى في الأوقات العصيبة، يحدوها الأمل بالنهضة الاقتصادية، ولسوف ينبع من ضفتي وادي نهر أبو علي الفجر الآتي بلا ريب. كما أحيي بصدق ومحبة القاطنين على تلك الضفتين، وأحيي جناحي المدينة: القديم من الخناق إلى باب الرمل والجديد من شارع المئتين إلى شارع الميناء ومن رأس القلعة إلى جزيرة عبد الوهاب». وأكد أنه «ابن المدينة ولن يتركها».

واعتبر الصراف «أنّ مسألة طرح مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية على أي جلسة لمجلس الوزراء ليست محل تجاذب أو خلاف لتخضع للتصويت، بل محل إجماع». وقال: «آمل مع عودة الرئيس سعد الحريري أن تعقد الجلسة المقررة لطرابلس والشمال في المدينة ليصار إلى إقرار هذه المبادرة».

ولفت إلى «أنّ مشروع اللامركزية هو من أوائل المشاريع التي نادى بها فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وهذا لسان حال مجلس الوزراء بكامله. ولكن ذلك لا يعني أنّ سلعاتا أو مرفأ صور لن يشهدا تنفيذ مشاريع، فالمبدأ أن نوفر البنى التحتية اللازمة حيث يتأمن المردود الأفضل للاستثمارات».

وختم: «إنّ موقع طرابلس وإرادة أهلها يؤهلانها لتكون عاصمة لبنان الاقتصادية».

من جهته، قدم دبوسي إلى وزير الدفاع كتاب «مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية»، وخاطبه قائلاً: «لبنان كله يفتخر بك، ونحن في طرابلس نفتخر بك أيضاً، إنسانياً واجتماعياً وعلمياً ووطنياً وعروبياً، ونقدر عالياً زيارتك لغرفة طرابلس ولبنان الشمالي ودعمك لمبادرتنا».

أضاف: «نحن اليوم بأمس الحاجة إلى عاصمة اقتصادية تشكل رافعة ونمواً على كافة المستويات من طرابلس باتجاه كل لبنان، وتشكل علاجاً للمشكلات المستعصية ومنها البطالة من خلال توفير فرص العمل والاستثمارات المفيدة للقطاعين العام والخاص، خصوصاً بعد إقرار قانون الشراكة بين القطاعين».

وختم دبوسي: «نستذكر اليوم النائب الراحل رياض الصراف الذي بصدق ومحبة وأخوة متجردة، وقف إلى جانب المدينة وبقي فيها في أحلك الظروف، والمستشفى الإسلامي شاهد على ما قدمه من إنسانيته وأخلاقه ومهنيته».

بعد ذلك، جال الجميع على مرافق الغرفة، حيث اطّلع الصراف على مشاريعها الحالية والمستقبلية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى