مارلين حردان: ترسيخ الوحدة الوطنية يعزّز الصمود في وجه تهديدات العدوّ رندة برّي: المرّأة اللبنانية أخذت دورها في حفظ كرامة الوطن… ولم تنل حقّها حتى اليوم
نظّمت رئيسة جمعية «نور للرعاية الصحية والاجتماعية مارلين أسعد حردان، لقاءً نسائياً مع عقيلة رئيس مجلس النواب رندة عاصي برّي، وذلك في دارتها في راشيا الفخّار، بحضور عقيلات وزراء ونوّاب ورؤساء جمعيات نسائية، ووفود من: مكتب شؤون المرأة في حركة أمل، الهيئات النسائية وهيئة دعم المقاومة في حزب الله، وممثلات عن عددٍ من الأحزاب والقوى، وجمعٌ من سيدات المنطقة والجوار.
وكان في استقبال السيّدة برّي إلى جانب السيّدة حردان، رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، وعدد من مسؤولي الحزب، ورئيس بلدية راشيا الفخّار.
حردان
بعد النشيد الوطني ألقت مارلين حردان كلمة قالت فيها: عندما يحين اللقاء، تطيب الساعات وتُفتَح مساحات الشوق، وتعبق مفاتيح الصداقة بالأمل. فيتّسع المكان بالمحبّة، وتعلو منارات الألفة، وتحلو المجالس.
عندما يحين اللقاء، يتمايل شجر الزيتون بالتحيّة، لشتلات التبغ في جبل عامل… من هنا، من الجنوب، تشرق شمس البطولة، فتملأ وجه الأرض بالشهادة والنصر. من هنا، يتعلّم الغد معنى العزّ في الحياة بالصمود المقاوم.
وأضافت: أرحّب بكنّ بِاسمي وبِاسم النائب أسعد حردان في دارته، في راشيا الفخار، بلدة المحبة والصمود. أهلاً بكنّ في وادي التيم، ومرجعيون المحروسة بقمم حرمون الشاخصة نحو فلسطين الجريحة.
وتابعت: يوم كان الجنوب والجنوبيون، يعانون من الاحتلال والحرمان، وغياب الدولة عن القيام بواجباتها، وقفت السيدة رندة برّي، إلى جانب أهلنا لرفع الحرمان وتعزيزالصمود في وجه الاحتلال، فقامت بكلّ اندفاع بتأمين مستلزمات الصمود، في الجوانب الاجتماعيّة والصحّية والتربوية، وضحايا الاحتلال المقنّع كالألغام، التي بترت أيادي الجنوبيين وأرجلهم، وشيّدت مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة، ما بلسم جراحهم. كما أسّست المدارس لنشر العلم والمعرفة، وأنشأت الجمعيات النسائية للاهتمام بقضايا المرأة، فأقامت المشاغل المنتِجة والتعاونيات، والمعارض لتسويق الإنتاج المحلي، وافتتحت المستوصفات الصحّية، في غالبية مناطق الجنوب، واهتمّت بالآثار، لِما لهذا الحقل من معانٍ كبيرة ومميّزة في تاريخ المنطقة، فكانت مهرجانات قلعة صور أكبر شاهد على ذلك. وقد توّجت أعمال التنمية، بإنشاء «جامعة فينيسيا» التي تُعتبَر من أضخم وأهمّ المشاريع التعليمية في لبنان.
أضافت: نعم، عندما يطيب اللقاء تُشرَّع أبواب الوطن، وتلتقي جميع مكوّناته بوحدة وطنية، تعزّز السلم الأهلي وتقوّي الترابط بين أبناء المجتمع الواحد. فحياتنا مشتركة ومصيرنا واحد، وما هذا الحضور اليوم إلّا النموذج المعبّر عن الوحدة الوطنية التي نتمنّاها على مساحة الوطن كاملة. فترسيخ الوحدة الوطنية يعزّز الصمود في وجه تهديدات العدوّ. فلا سمح الله، إذا سقط الجنوب يسقط لبنان، وإذا سقط الوطن لن يكون للحياة معنى أو وجود. وانطلاقاً من أهمية الوحدة الوطنية وتعزيزها وترسيخها، التحية كلّ التحية، من هنا، لصمّام أمان هذا الوطن دولة الرئيس نبيه برّي، ولثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي حمت وتحمي لبنان، فسلام كلّ السلام إلى أرواح الشهداء جميعاً.
وختمت حردان: يوم بدأنا العمل في جمعية نور منذ عشرين سنة ونيّف، كانت السيدة برّي صديقة لجمعية نور، ومواكبة لها حتّى هذا اليوم. فلها منّا جميعاً كلّ الشكر والتقدير.
برّي
ثمّ تحدّثت برّي فقالت: نلتقي صباحاً في بيت كريم عزيز مناضل في هذا الوطن منذ أمد بعيد. أسّس للقاء وطنيّ دائم وتخطّى مع دولة الرئيس نبيه برّي وكلّ الشرفاء كلّ المراحل. وأهمّ هذه المراحل نقطة ضوء كانت تغيب عن اللبنانيين، خصوصاً السياسيين، عنيت غياب المرأة وإقصاءها.
وأضافت: شاهدنا خلال ثلاثين سنة نهضة نوعيّة حين اخترقت المرأة اللبنانية كلّ الحواجز، وخرجت لتحدّد مكانتها ومكانها لتمكّن نفسها من أجل تمكين الوطن والمجتمع.
وأشارت إلى حردان التي استطاعت بجهدها وإصرارها ومصابرتها أن تخلق حركة نوعية وفكرية إنسانية ـ اقتصادية، رغم غياب كلّ الإمكانيات وحتى في ظلّ حرب لم يشهدها العالم في منطقة، كان من الصعب علينا جميعاً الوصول إليها، وهي التي مهّدت لنا الطريق للوصول في تأمين مسؤولياتنا رغم الوضع الأمنيّ الخطير في ذلك الوقت، لدعم كلّ الأنشطة لهذه المنطقة العزيزة، رغم الحصار «الإسرائيلي» في تلك الأيام وسَرقته المياه والأراضي ودخولها إلى الجنوب. رغم ذلك قدّم الأهالي التضحيات الكبيرة وحققوا المعجزات، والفضل للمقاومة التي قدّمت أجسادها تضحية من دون أيّ مصلحة، لحفظ كرامة هذا الوطن وسيادته. وكان وراء كلّ ذلك المرأة هي المسؤولة رغم كلّ الآلام، هذه المرأة الأمّ أخذت دورها والتي لم تأخذ حقها حتى اليوم.
وتابعت: هذا اللقاء اليوم هو شرف كبير ومنبر من أجل أن نعبّر عن صمت المرأة ومن أجل تضحياتها في هذه المنطقة من أجل الوطن، واليوم بفضل القيادات التي شاركت أيديها مع الرئيس نبيه برّي، وأحمل لكنّ منه أفضل التمنّيات والتحيّات، بدعمه المرأة وإصراره على مشاركتها في كلّ المجالات السياسية والاجتماعية.
وتوجّهت برّي إلى المرأة بإتقان اللغة العربية الأمّ، لأنّ فاقد اللغة فاقد الهوية. ودعتها إلى إكمال رسالتها في تعليم إطفالها منذ الصغر والإمساك بعقولهم بالتوجيه والمساعدة باللغات، والحفاظ على هذا الوطن بإرثه الإنساني في تربية أولادنا على الحرص للإرث والتاريخ والحفاظ عليها. ومسؤوليتنا في تهيئة الأجيال، وعلى المدرسة إجبار الأهل في متابعة برامج معينة، كبرنامج محو الأمّية كما قال الإمام السيد موسى الصدر، والذي ما يزال يحرّك فينا كلّ يوم بكلمة قالها: «ابنوا المدارس قبل الجوامع. من علّمني حرفاً كنت له عبداً». ولكن، رغم كلّ الإهمال الذي حصل من النظام السياسي تمكنّا من تجاوز كلّ هذه الأزمات والصعوبات واستطعنا أن نعلّي صوت لبنان وشأن لبنان أولاً وأخيراً. تمسّكنا بالوحدة، الوحدة أننا نؤمن أنّ أهمّ ما في هذه الدنيا هو الإنسان والتعايش.
وأشارت برّي إلى أهالي المنطقة في هذه الأيام كيف هم متمسّكون ومتشبّثون بأرضهم من خلال مشاهدتنا لهم وهم يقطفون هذه الشجرة، شجرة الزيتون وإقامة المهرجان. وإن دلّ على شيء يدلّ على الثبات والصمود والتضحية والتمسّك بالأرض التي شربت تعباً وألماً ووجعاً.
وتحدّثت برّي عن تقصير وزارتَي الصحة والشؤون الاجتماعية في تنفيذ تأمين دخول حاملي البطاقات لذوي الإعاقة إلى المستشفيات ومعالجتهم.
وختمت برّي مجدّدةً الشكر لمارلين حردان على هذا اللقاء. ثمّ كان حوار مع الحضور عن دور المرأة والسياسات التي رُسمت لها.
وفي الختام، تسلّمت برّي هدايا تذكارية أهمّها مصحف عمره أكثر من ألف سنة مخطّط بالذهب من ميرنا هشام المعلوف. فيما تسلّمت حردان ميدالية ذهبيةً موقّعة من قبل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، سلّمتها إياها غزوى الخنسا، المسؤولة في هيئة دعم المقاومة.