بوتين يمهّد بالاقتصاد مع أردوغان لضمّ الأكراد للحلّ السياسي في سورية ماكرون مرتاح للانفراج… وعون يرحّب بعودة الحريري… وبري: «العدول عدالة»
كتب المحرّر السياسي
لم يكن الانفراج الذي تحدّث عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الملف اللبناني بعد تغييب رئيس الحكومة سعد الحريري، وفَرَضَهُ اللبنانيون بإرادتهم الشجاعة والحكيمة والذكية التي أدارها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري لأزمة العلاقة بالسعودية، المجال الوحيد للتراجع السعودي، الذي برز يمنياً بوقف إجراءات الحصار، وتجميد التصعيد الذي كان يؤشر لجولة حرب تستهدف إسقاط الحديدة، بعدما تعالت الأصوات الدولية المندّدة بالمسؤولية السعودية عن المأساة اليمنية، وإعلان الجيش واللجان الشعبية في اليمن عزمهما على تلقين قوى العدوان السعودي درساً لن ينسى، ظهرت وراءه جموع اليمنيين في تظاهرة مليونية تحدّت قصف الطائرات السعودية في شوارع صنعاء.
التراجع السعودي جاء متزامناً مع التفاهم الروسي الأميركي حول سورية، الذي أوضح الكرملين رداً على تسريبات أردنية و«إسرائيلية»، أنه لا يتضمّن أيّ التزام بانسحاب لحلفاء سورية من متطوّعين وأحزاب من مواقع وجودهم، أو التزام برسم خطوط حمراء حول حركتهم. وجاءت قمة سوتشي التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس التركي رجب أردوغان، لتلقي الضوء على بعض ما تضمّنه التفاهم الروسي الأميركي خصوصاً لجهة ضمّ الأكراد للعملية السياسية التي يفترض أن تنطلق جولتها المقبلة من جنيف بعد تشكيل وفد موحّد لقوى المعارضة بعد اجتماعات تستضيفها الرياض، يجري تحت عنوان البيان الروسي الأميركي بالتمهيد للانتخابات، حيث قالت مصادر إعلامية روسية إنّ ما قدّمته روسيا من حوافز اقتصادية لتركيا سواء برفع القيود على البضائع التركية الزراعية أو بتسريع السيل الجنوبي لأنابيب الغاز الروسية عبر تركيا إلى أوروبا، أو بتسريع بناء المفاعل النووي المولد للطاقة الكهربائية، وفي المقابل تقديم الضمانات حول إنهاء أيّ شكل من الخصوصية العسكرية والأمنية الكردية في سورية كشرط لأيّ تسوية، تهدف للحصول على مساندة تركية للمسعى الروسي بإدماج الأكراد في العملية السياسية السورية.
لبنانياً، بدا أنّ درجة الخطر التي بلغت الخط الأحمر في بداية أزمة استقالة الرئيس الحريري بدأت تتراجع معالم القلق المرافقة لها في ضوء رسائل طمأنة متعدّدة وصلت بيروت، تؤكد إحاطة الاستقرار اللبناني برعاية أوروبية من جهة، وبقرار مواجهة من جانب محور المقاومة إذا اندلعت المواجهة من جهة مقابلة، ومثلما عبّرت باريس عن مؤشرات الانفراج، تحدّث رئيس الجمهورية عن مؤشرات إيجابية حملها كلام الحريري سواء بالاستعداد للعودة قريباً إلى بيروت، أو بالتمسك بالتسوية والتلميح للتراجع عن الاستقالة. وقال رئيس الجمهورية لزواره إنه يتمسك بعودة الحريري وعائلته وفريق عمله منعاً لأيّ شبهة تحيط بحرية قرار الرئيس الحريري، بينما اختصر رئيس المجلس النيابي موقفه بجملة معبّرة بقوله، إنّ في العدول عن الاستقالة عدالة.
انفراجات ومبادرات …
بعد أسبوع من الغموض الذي لفّ مصير رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والمشهد الداخلي، برزت انفراجات في أفق الأزمة بين سطور مواقف الرئيس الحريري في المقابلة التلفزيونية ليل أمس الأول، وإن كانت هي غامضة أيضاً في بعض جوانبها، ما يفتح الباب أمام صيغٍ ومخارج عدة لا يمكن استبعاد الرجوع عن الاستقالة، منها كما أوحى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي اعتبر أن «العدول عن الاستقالة فيه عدالة».
وما عزّز هذا «المناخ الانفراجي» هو المواقف الدولية المتتالية الداعمة لاستقرار لبنان وحلّ الأزمة القائمة وضرورة أن يكون رئس الحكومة حرأً في حركته ومواقفه وعودته إلى بلاده، وقد برز بيان الرئاسة الفرنسية الذي تحدّث عن «بوادر انفراج في لبنان بعد إعلان الحريري عزمه العودة»، متحدّثة عن «مبادرات أخرى قد تطرحها بالتعاون مع الأمم المتحدة بحال لم تجد الأزمة مخرجاً سريعاً».
بعبدا التي كانت تترقّب أي معلومة أو خبر تشفي غليلها وغليل اللبنانيين حول مصير رئيس حكومتهم و«شريك العهد»، تابعت باهتمام شديد مقابلة الحريري كما وقرأت في سطور المواقف ما طمأنها عن سلامة الحريري وعودته أولاً وعن استمرار التسوية ثانياً، بينما تحدّثت مصادرها عن ثلاث مبادرات تسير بالتوازي الأولى فرنسية يقودها الرئيس ايمانويل ماكرون ووزير الخارجية الفرنسي، والثانية مصرية يقودها وزير الخارجية المصري سامح شكري بتكليف من الرئيس المصري على أن تشمل دولاً عربية وأوروبية عدّة تنتهي يوم الثلاثاء المقبل بالسعودية، والثالثة يقودها وزير الخارجية جبران باسيل بتكليف من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حيث سيلتقي باسيل اليوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وينتقل من باريس الى لندن وبروكسل وبرلين ومن ثم موسكو.
.. وارتياح في بعبدا
وعبّر الرئيس عون عن سروره أمس، «لاعلان الرئيس الحريري عن قرب عودته الى لبنان»، وقال «أنتظر هذه العودة للبحث مع رئيس الحكومة في موضوع الاستقالة وأسبابها وظروفها والمواضيع والهواجس التي تحتاج الى معالجة»، ولفت الى أن «الحملة الوطنية والدبلوماسية التي خاضها لبنان من أجل جلاء الغموض حول وضع الحريري في المملكة العربية السعودية أعطت نتائجها الإيجابية». وتوقف الرئيس عون عند ما أعلنه الحريري من أن التسوية السياسية لا تزال قائمة وأن مسألة عودته عن الاستقالة واردة من ضمن خياراته». في موازاة ذلك، أشار الى أن «التماسك الذي أظهره اللبنانيون خلال الأيام الماضية في أعقاب إعلان الحريري استقالته من الخارج، حمى الوحدة الوطنية، وأكد لدول العالم أن لبنان وطن سيّد ومستقل وقراره حر، ما جعل هذه الدول تجدّد حرصها على استمرار الاستقرار الأمني والسياسي فيه وعدم السماح لأي جهة بالتدخل في شؤونه وفي قراراته وخطواته السيادية».
ونقل زوار عون عنه لـ «البناء» «ارتياحه بعد مقابلة الحريري وملاحظته تراجع سقف الخطاب بين بيان استقالته وبين مواقفه في المقابلة التي تشكّل نوعاً من الإيجابية يُبنى عليها وتتكلل بعودته الى لبنان»، كما نقلوا عنه «تفاؤله واطمئنانه للإجماع الوطني الذي بفضله تمكن وسيتمكن لبنان من تجاوز أزمته ومحنته والمرحلة الدقيقة التي يمر بها»، ولفتوا الى مخاوف تكوّنت لدى عون ليلة الاستقالة من مخطط كان يهدف لإعادة لبنان سنوات إلى الخلف لولا مواجهته بحزم وصبر وحكمة وتضامن».
وفي حين أكد زوار بعبدا أن عون مستمر في حملته الدبلوماسية وتحركه الدولي لاستعادة الحريري، نقل الزوار اتجاهاً لدى رئيس الجمهورية لـ «عقد طاولة حوار وطني في بعبدا تجمع الحريري وحزب الله والقيادات السياسية كافة، لبحث العناوين الخلافية لحماية البلد». كما ترى بعبدا بحسب الزوار بأن «كلام الحريري يؤشر الى أنه عائد للحوار وليس للتصعيد، لكن لا يزال الاتصال مفقوداً معه حتى الآن».
وأكّد الوزير باسيل أن «لبنان ينتظر عودة الحريري الى بيروت الأربعاء على أبعد تقدير»، وقال في حديث لقناة الـ «سي ان ان» الأميركية: «نريد أن يعود بحرية الى لبنان، حيث يمكنه الإعلان عما يشاء، ويقرر عندها مسألة البت بالاستقالة».
برّي: العدول عن الاستقالة فيه عدالة
ولم يختلف المناخ التفاؤلي السائد في بعبدا على ضفة عين التينة، فقد نقل زوار الرئيس بري عنه لـ «البناء» ارتياحه لبعض الإشارات الإيجابية التي حملتها اطلالة الحريري أمس، لا سيما إزاء عودته الى بيروت وعدوله عن قرار الاستقالة وإن كان في الوقت عينه يعتبر أن الاحتمالات كافة واردة، وهو ينتظر عودة الحريري ولقائه مع الرئيس عون للبناء على الشيء مقتضاه غير أن بري مطمئن الى أن الرئيس الحريري سيعود. وهذا يشكل ضمانة وطنية بعدم انزلاق البلاد الى مستنقع الفوضى والفتنة وإبقاء الأزمة في دائرة الخلاف السياسي. ولفت بري الى أنه على تنسيق عميق وتامّ مع رئيس الجمهورية كما أوضح أن الوحدة الوطنية التي تكوّنت والتنسيق بين الرئيسين عون وبري ووعي القيادات السياسية كافة «أجهض المخطط المرسوم والمُعَدّ للبنان لإحداث فتنة وفراغٍ سياسي طويل الأمد».
وتحدّث الزوار عن احتمالين للخروج من الأزمة بعد عودة الحريري، الأول تراجع الحريري عن استقالته واستمرار الحكومة والدخول في حوار حول أسباب الاستقالة.
الثاني تقديم الحريري استقالته الى رئيس الجمهورية وربط إعادة تكليفه بشروط سياسية، لكن المصادر ترى بأن في كلتا الحالتين الأمر يتطلب حواراً هادئاً برعاية رئيس الجمهورية بين حزب الله والرئيس الحريري وعبر القنوات الخاصة بعيداً عن الإعلام لبحث أسباب الاستقالة وكل مجريات المرحلة الحالية والمستقبلية. ورجحت مصادر أن «يدعو عون الذي يعتبر مصدر اطمئنان لجميع الاطراف الى حوار في بعبدا ويعمل بحنكته على تدوير الزوايا لمصلحة البلد».
وتوقفت كتلة المستقبل النيابية بعد اجتماعها أمس، في بيت الوسط بارتياح كبير أمام إعلان الرئيس الحريري عن عودته إلى بيروت في غضون الأيام المقبلة، ورأت في ذلك «بشارة طيبة بشأن طبيعة المرحلة المقبلة بما يجعلها تتطلع إلى أن تكون بإذن الله في مصلحة لبنان»، وأكدت الكتلة في بيان مقتضب تأييدها الكامل للمواقف التي يتخذها الرئيس الحريري لا سيما لجهة الالتزام بأسلوب الحوار الوطني، منطلقاً لمعالجة صحيحة وهادفة للخلافات الداخلية القائمة والأسباب التي دفعت بالبلاد إلى الأزمة الراهنة.
حزب الله لن يتنازل في اليمن
ونفت مصادر نيابية في فريق المقاومة الرضوخ للشروط السعودية، نافية أيضاً أي وجود عسكري لحزب الله في اليمن، بل يقتصر الأمر على مواقف سياسية وإعلامية وموقف إنساني إزاء المجازر التي يرتكبها النظام السعودي بحق الشعب اليمني، مشيرة لـ «البناء» الى أن «اليمنيين هم الذين يقاتلون ويصمدون ويردّون العدوان على بلدهم وليس حزب الله، وما اتهام الحزب بذلك إلا من قبيل الافتراء والتضليل والاستهانة بقدرات الشعب اليمني الذي هزم السعودية ومن ورائها الأميركيين و«الإسرائيليين»، موضحة أن «الحزب موجود في ميادين القتال في سورية ولم يخف ذلك، وعندما تقتضي المصلحة وتنتفي الحاجة سيعود الى لبنان».
وأشارت مصادر نيابية لـ «البناء» الى أن «الحريري رفع سقف مواقفه وشروطه قبل العودة الى بيروت للبدء بجولة مفاوضات مع الرئيس عون على المرحلة المقبلة لتحقيق مكاسب وشروط إضافية سيحملها الحريري من السلطات السعودية وينقلها الى بيروت». ورجحت المصادر «عودة الحريري عن استقالته في حال وجد ضمانات لدى عون بشأن علاقة لبنان مع السعودية».
.. وجعجع يسوّق الشروط السعودية
وقد نصّب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع نفسه وكيل السعودية في لبنان وناقل ومسوّق شروطها، وهو الذي سارع منذ اللحظة الأولى الى الدعوة لقبول استقالة الحريري، وغرّد أمس قائلاً: «ما زال من الممكن إنقاذ التسوية السياسية إذا التزمت الحكومة فعلياً وعملياً بسياسة النأي بالنفس، خصوصاً لجهة سحب حزب الله من سورية ومن أزمات المنطقة».
الراعي في الرياض
الى ذلك، وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الى الرياض مساء أمس، لكن كان لافتاً ومريباً حضور النائب السابق فارس سعيد في عداد المستقبلين، وأكد الراعي في كلمة أمام الجالية اللبنانية في السعودية، أن «علاقات الصداقة بين لبنان والمملكة متجذّرة بالتاريخ»، وأوضح أنه «على الرغم من الأزمات تبقى علاقة الأخوة تجمع لبنان والسعودية، التي كانت حاضرة دائماً في أزمات لبنان الاقتصادية والسياسية، ولبنان لا يزول طالما أن التعايش الإسلامي – المسيحي قائم». ومن المتوقع أن يلتقي الراعي الرئيس الحريري اليوم.
مواقف دولية
وتوالت المواقف الدولية إزاء الأزمة اللبنانية والرافضة لسياسة المملكة في لبنان والمنطقة، ودعا وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى «عدم التدخل» في لبنان. وقال عند وصوله الى اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل «لكي يكون هناك حلّ سياسي في لبنان، يجب أن تكون لكل من المسؤولين السياسيين بالتأكيد حريته الكاملة في التحرّك وأن يكون عدم التدخّل هو المبدأ الأساسي ويهمّنا استقرار ووحدة لبنان وعدم التدخّل في شؤونه ودستوره».
في المقابل، نفت طهران تدخلها في شؤون لبنان، وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أنّها تتمنّى عودة الرئيس سعد الحريري إلى بلاده في أسرع وقت، لافتة إلى أن «إيران توجد في سورية بصورة رسمية وقانونية بناء على طلب من الحكومة السورية. أما الخارجية العراقية، فكشفت أن بغداد تتواصل مع السعودية ولبنان لحلّ الأزمة الناجمة عن استقالة الرئيس الحريري.
واعتبر وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنّ «المسألة اللبنانية ذات حساسية خاصة لتعدّد أطيافه، ويجب عدم التدخّل في شؤونه»، وأعرب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل عن أمله بعودة الحريري إلى وطنه في أقرب وقت، والحفاظ على الاستقرار في المنطقة».
كما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ، فيديريكا موغيريني أن « الاتحاد الأوروبي يدعم لبنان ، ورئيس وفدنا في الرياض التقى رئيس الحكومة سعد الحريري وسألتقي وزير الخارجية جبران باسيل غداً»، مشيرةً إلى «أنّنا لا نتوقّع تدخلاً خارجيّاً في لبنان، ولا بدّ أن تركّز الجهات كافّة على عودة الحريري».
سفير سابق: السعودية حرّضت على ضرب لبنان
وفي غضون تتكشّف يوماً بعد يوم تفاصيل المؤامرة السعودية لشنّ حرب على لبنان، فقد كشف السفير الأميركي السابق لدى «تل أبيب» داني شبيرو أن «السعودية تحاول خلق سياق بوسائل مختلفة يؤدي إلى نشوب مواجهة إسرائيلية ضد حزب الله اللبناني في إطار منافستها لإيران. وأوضح شبيرو بمقالة له في صحيفة «هآرتس» العبرية أن السعوديين وعقب استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من قلب الرياض «يدفعون إسرائيل لمواجهة مع حزب الله لزيادة نفوذهم في لبنان». وشدّد على أن القادة «الإسرائيليين» يجب أن «ينتبهوا بأن لا يجدوا أنفسهم مدفوعين لمواجهة سابقة لأوانها من خلال مناورات حلفائهم الجالسين في الرياض».
جنبلاط حذّر من ارتفاع الدين العام
وقد بدت المخاوف من الحرب الاقتصادية والمالية السعودية على لبنان واضحة من خلال تغريدة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، قائلاً: «الى جانب هذه الحالة الاستثنائية غير المسبوقة، قد يكون من المفيد أن نتذكّر بأن الدين العام يرتفع استثنائياً»، مؤكداً أنه «تجب الحيطة من كل الجوانب».
وفي سياق ذلك لوحظ أمس، اتخاذ وزارة المالية تدبيراً مالياً، حيث أعلن مسؤولون في وزارة المالية أن «الوزارة ستصدر سندات دولية بقيمة 1.7 مليار دولار إلى المصرف المركزي في مقابل أذون خزانة بالقيمة نفسها، وذلك في مبادلة للدين».