أبو فاعور يطلق الحملة الوطنية للتوعية ضدّ سرطان الثدي والسراي الحكومية يكسوها اللون الزهريّ تضامناً
أطلقت وزارة الصحة العامة من السراي الحكومية، الحملة الوطنية للتوعية ضدّ سرطان الثدي 2014 تحت شعار «بتذكرك بكل شي، دورك تذكرا بالصورة الشعاعية»، برعاية عقيلة رئيس مجلس الوزراء لمى تمام سلام، وبالتعاون مع شركة «روش» وبدعم من نقابات: أطباء لبنان، صيادلة لبنان، الممرضين والممرضات في لبنان، المستشفيات في لبنان، وجمعيات علمية أخرى إلى جانب اللجنة الوطنية لسرطان الثدي.
ولهذه المناسبة، لبست السراي الكبيرى الحلّة الزهرية ـ وهو لون الحملة العالمية ـ فازدانت أشجار الزيتون في باحته بالأشرطة الملونة حاملة تسمية «أشجار الأمل»، وزيّنت آلاف البالونات الزهرية سماءه تكريماً للنساء اللواتي خضعن للصورة الشعاعية السنة الماضية، وتشجيعاً لسائر النساء ليقمن بهذه الخطوة هذه السنة.
حضر حفل إطلاق الحملة، وزير الإعلام رمزي جريج، وزير الثقافة روني عريجي، وزير البيئة محمد المشنوق، النواب: عاطف مجدلاني، ميشال موسى وقاسم عبد العزيز، ممثل قائد الجيش العميد الطبيب جان عنداري، ممثلة المدير العام لقوى الأمن الداخلي الملازم أول الطبيبة مهاب مشموشي، ممثل المدير العام لأمن الدولة الملازم أول الطبيبة سمر قبيسي، ممثلة الأمن العام الملازم أول الطبيبة باميلا بو عبد الله، إلى جانب عقيلات عدد من السياسيين ورئيسات جمعيات نسائية ونقباء وإعلاميين وسياسيين وشخصيات اجتماعية وأعضاء اللجنة الوطنية لحملة سرطان الثدي.
وتميزت حملة التوعية ضد سرطان الثدي هذه السنة بإبراز أهمية التزام الرجال نشر التوعية حول هذا المرض والحثّ على الكشف المبكر ودعم النساء في حياتهن اليومية. فسرطان الثدي متعارف عليه تقليديا أنه يندرج في إطار القضايا النسائية قضية نسائية ـ وهو حتما كذلك. إلا أن هذا لا يعني أن تشخيص الإصابة بسرطان الثدي مسألة تؤثر على المرأة فحسب. ففي الواقع، سرطان الثدي يؤثر على الرجال أيضاً سواء كانت زوجاتهم، أو إحدى قريباتهم، أو أخواتهم، أو حتى صديقاتهم يكافحن هذا المرض الخبيث.
وألقت سلام بالمناسبة قالت فيها: «اعتُبر شهر تشرين الاول تاريخاً لدعم مرضى السرطان ومرضى سرطان الثدي بشكل خاص. إن هذه القضية الصحية هي قضية وطنية ومجتمعية بامتياز. فهي رسالة إنسانية تهدف إلى بعث الامل في نفوس الاصحاء قبل المرضى، عاملة من اجل توفير الوقاية والصحة والسلامة والأمان للمواطن والمواطَنة والدفاع عن كرامتهما».
ورأت سلام أن هذه القضية تتطلب تقدّماً أكبر في خطة عمل وطنية تتضمن بلورة الوعي لدى النساء للكشف المبكر، ما يتطلّب الوقاية والمراقبة الصحية بشكل دائم، والفحص الذاتي كما الدوري عند الطبيب، والصورة الشعاعية بعد سنّ الأربعين والتغذية السليمة والرياضة. ولفتت إلى أنّ المقاومة على الصعيد المعنوي أهم خطوة من خطوات العلاج، وهي المعركة نحو الحياة. مشددة على اعتماد سياسة صحية شاملة ودقيقة حول هذا الموضوع تتكامل مع سياسة تربوية وإعلامية.
ودعت سلام إلى تطوير السِجلّ الوطني للسرطان واعتماد برنامج وطني شامل للكشف المبكر عن سائر الأمراض السرطانية، فضلاً عن تحسين التقديمات الاجتماعية لجميع المواطنين، وتغطية أفضل لعلاج الأمراض المستعصية ومنها مرض السرطان بشكل كامل.
وقال أبو فاعور: «على مدى 14 سنة، على التوالي، حرصت وزارة الصحة العامة على رفع راية التوعية حول مرض سرطان الثدي من خلال دعمها المستمر للنساء. إن سرطان الثدي يمثل 42 في المئة من مجموع أمراض السرطان التي تصيب المرأة، و21 في المئة من مجمل ما يصيب المرأة والرجل في لبنان». معتبراً أنّ هذه النسبة عالية وتفترض عناية وتدخلاً مختلفين من قبل الدولة والمجتمع المدني والجهاز الطبي في لبنان.
وقال: «إن القاعدة الأساس لعملنا تكمن في خلق ثقافة صحيّة لدى المرأة وتعزيز الوعي وإزالة المخاوف الوهمية واعتماد كل السبل لتعريفها على حقيقة المرض. وهذه عملية واسعة تبدأ من المدارس والجامعات إلى المنزل ودور العبادة لتقديم كل المعلومات المتعلقة بالمرض وتطوره والعوامل المؤثرة وسبل الكشف المبكر والوقاية منه بالوسائل الممكنة، خصوصاً أن الكشف المبكر يساعد في الشفاء التام بمعدل يقارب 90 في المئة من الحالات».
وأعلن أبو فاعور أنّ نسبة التجاوب أو التوعية في الأرياف متدنّية بالنسبة إلى المدينة، وقال: «هذا الأمر ليس إخفاقاً إلا للدولة ومركزية الدولة وعدم قدرتها في الوصول إلى جميع أبنائها».
وتابع: «إن معاناة المرأة في أقصى الشمال وعكار والجنوب وكل المناطق هي المعاناة نفسها في بيروت وطرابلس والمدن الكبرى. ونأمل أن تنصف هذه الحملة المرأة الريفية في المناطق البعيدة المستبعدة من أنظار الدولة ورعايتها».
وأضاف: «إننا نعتبر أن برنامج الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي عند المرأة هو برنامج بالغ الأهمية، ليس فقط من الناحية الطبية بل كذلك من الناحية الاقتصادية، فهو يندرج ضمن برامج ترشيد الإنفاق وضبطه، إذ تبرز أهمية الكشف المبكر لكل الأمراض والاستباق في تقدير حالات المرض في التخفيف من الحالات الاستشفائية المكلفة، وهذا ما يشكل قاعدة أساسية في رسم سياستنا الصحية المقبلة لأنها تساهم فعلياً في تخفيف أكلاف الاستشفاء».
أما مدير مكتب «روش» عبد الرحمن صبرا، فأثنى على الدور الحيوي الذي تؤديه هذه الحملة لجهة نشر الوعي بين النساء وزيادة نسبة الإلمام بالمعلومات المتعلقة بمرض سرطان الثدي. وقال: «على مدى السنوات الماضية، سلّطت هذه الحملة الضوء على مهمة الشركة، المتمثلة في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من النساء بهدف نقل الرسالة وتثقيف الناس حول سرطان الثدي. واليوم، يسرّنا أن نضمّ جهودنا إلى جهود وزارة الصحة العامة مرّة أخرى للتشجيع على الكشف المبكر عن هذا المرض الفتاك للحصول على تشخيص أفضل له، لأن الكشف المبكر ينقذ الحياة».
وأشار إلى أن حملة التوعية الوطنية تمتد لثلاثة أشهر، ما سيتيح للنساء فرصة الاستفادة من الحسم على الصور الشعاعية للثدي حتى نهاية شهر كانون الأول 2014، إذ إنّ المستشفيات الخاصة والمراكز الطبية في كل أرجاء لبنان ستخفّض كلفة الصورة الشعاعية إلى أربعين ألف ليرة لبنانية، بينما ستقدم المستشفيات الحكومية الصور الشعاعية للثدي مجاناً طوال فترة الحملة.