هيومن رايتس: الحصار السعودي لليمن ينتهك الالتزامات القانونية وادعاءات تخفيفه غير صحيحة
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن «السعودية حاولت اليوم إقناع الجميع بأن التغييرات التي أدخلتها على الحصار الشامل على مرافئ اليمن الأرضية والجوية والبحرية هي تقدّم إنساني ملموس، ولكن هذا ليس صحيحاً».
وكان مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي قد أعلن عن «نية التحالف بالسماح للمرافئ التي تقع تحت سيطرة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بالعمل». وأضاف أنّ «التحالف سيبقي المرافئ في المناطق تحت سيطرة قوات أنصار الله مغلقة حتى يتخذ التحالف الخطوات اللازمة لتجنب دخول الأسلحة إلى البلاد».
وقالت المنظمة إنه «بموجب قوانين الحرب، يستطيع التحالف منع وصول الأسلحة إلى خصمه، لكن عليه السماح بدخول المساعدات الإنسانية وعدم استعمال التجويع كسلاح حرب»، مضيفة أنّ «الحصار الشامل انتهك هذه الالتزامات القانونية، كما انتهكها الحصار الجديد الذي قيل إنه مخفف».
وتابعت هيومن رايتس ووتش قولها إنه «على أعضاء مجلس الأمن تقديم موقف واضح، من خلال فرض عقوبات على من يعرقل وصول المساعدات إلى اليمن».
وكانت تظاهرة حاشدة قد أقيمت في صنعاء لمرور 3 أعوام على الحصار الذي يفرضه التحالف السعودي عليها. وتحدث خلال التظاهرة رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن صالح الصمّاد وقال إن «الخيار الصحيح للنظام السعودي هو إيقاف الحرب والحصار على الشعب اليمني»، مؤكداً أن «كافة الخيارات متاحة لدينا لمواجهة العدوان».
في سياق متصل، دعت الأمم المتحدة أمس، السعودية إلى رفع الحصار على اليمن من دون انتظار تشديد المراقبة على السفن التي تنقل مساعدات إلى موانئ اليمن، كما اشترطت به الرياض.
ويفرض التحالف العربي بقيادة السعودية الذي تدخل في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، حظراً على حركة الطيران من مطار صنعاء وإليه، باستثناء رحلات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية.
وبعد إطلاق الحوثيين صاروخاً بالستياً في الرابع من تشرين الثاني تمّ اعتراضه فوق مطار الرياض، شدّد التحالف الحصار عبر إغلاق المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية كلها.
وطالبت الأمم المتحدة بـ «رفع كامل للحصار الذي يفرض منذ نحو أسبوع على مناطق اليمن كاملة»، بينما دعت الرياض إلى «تشديد الرقابة على الشحنات البحرية لمنع تهريب أسلحة إلى المتمردين الحوثيين».
وحذرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أنه إذا لم يرفع التحالف العربي الحصار عن اليمن حيث يعيش «سبعة ملايين شخص على حافة المجاعة»، فإنّ هذا البلد سيواجه «المجاعة الأضخم» منذ عقود ما قد يؤدي لسقوط «ملايين الضحايا».
من جانبه اعتبر منسق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكولدريك أمس، إن الوضع الإنساني الداهم لا يسمح بانتظار اتخاذ ترتيبات جديدة للتثبت من الشحنات.
وقال لوسائل إعلام في جنيف خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف «إن الوطأة الإنسانية لما يجري هنا حالياً يفوق التصور».
وأضاف «لا أعتقد أن المباحثات بشأن تعزيز عمليات المراقبة يجب أن تعرقل إعادة فتح ميناء الحديدة، المدخل الرئيسي للمساعدات الانسانية الحيوية للسكان».
وشدّد على أن الحصار «يعقّد الوضع الكارثي أصلاً».
على صعيد آخر، أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن «الهجوم الانتحاري» على مقرّ أمني في عدن جنوب اليمن.
وقال شهود «إن انتحارياً فجّر سيارة ملغومة خارج معسكر تستخدمه قوات الأمن في مدينة عدن بجنوب اليمن أمس، ما أدّى إلى مقتل ما لا يقلّ عن أربعة أشخاص».
وتحدثت وكالات إعلامية عن «مقتل 6 جنود وجرح العشرات في الانفجار في الهجوم خارج المعسكر المعروف باسم الحزام الأمني في حي المنصورة».
من جهة أخرى، أفاد مصدر عسكري يمني، بـ «مقتل وجرح عدد من قوات هادي في عملية هجومية للجيش واللجان الشعبية على مواقعهم في مديرية الغَيْل بمحافظة الجوف شمال شرق اليمن»، وأضاف المصدر «أنّ عملية الهجوم انطلقت باتجاه مواقع لقوات هادي بمنطقة الجَرْشَبْ غرب المديرية، وأدت العملية إلى تدمير آلية عسكرية واغتنام أسلحة متنوعة».
وامتدت العمليات بمقتل وجرح عدد من قوات هادي في قصف مدفعي استهدف تجمّعاتهم في منطقة الزّغْن بمديرية صِرواح غرب مأرب المحاذية للجوف شرق اليمن.
وفي نِهم شمال شرق صنعاء أفاد مصدر عسكري بـ «إطلاق الجيش واللجان الشعبية صاروخ زلزال1 على تجمعات قوات هادي في منطقة عِيْده الشرقية بمديرية نِهْم، في ظل تمركز قوات هادي في المنطقة، وتواصل المواجهات بين الطرفين في مناطق متفرقة من أطراف المديرية بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات التحالف السعودي في سماء المديرية».
واستمرّت طائرات التحالف السعودي بشنّ غاراتها الجوية حيث استهدفت بغارة جوية منطقة منْدبة في مديرية باقِم الحدودية غربي صعدة شمال اليمن، وامتدت الضربات الجوية لتستهدف بغارة أخرى مطار الحديدة غرب اليمن.