«من الأرز»… بقلم الرّسّامة جومانا حسواني
برعاية رئيسة الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة اللبنانيّة كلودين شامل روكز، وقّعت الفنّانة جومانا حسواني كتابها الأوّل بعنوان « De R ve, de Terre et de Feu At the Cedars, Enchanted من الأرز، أرز الرّب» نهار الجمعة الماضي، وذلك في معرض الكتاب الفرنكوفونيّ في نسخته الرابعة والعشرين في البيال، بدعمٍ من «مكتبة أنطوان» التي نشرت هذا الكتاب المميّز والنابض بالأحاسيس.
بدأت الفنّانة جومانا حسواني مسيرتها في مجال الفنّ منذ أكثر من 13 سنة، تماماً كالبرعم الذي ينبت أخضر وينمو ليعطي زهراً. فعلّمت نفسها بنفسها، وراحت تبحث عن وجدانها في خبايا حياتها، وراحت تغرف من جوف الطبيعة رسوماتٍ ولوحاتٍ تجسّد فرحها وقوّتها، وتعكس حزنها وضعفها.
وشاركت جومانا في عددٍ من المعارض الفرديّة والجماعيّة في لبنان وفي الخارج على حدّ سواء، إلى جانب فنّانين يتمتّعون بشهرةٍ عالمية. ومن بين هذه المعارض، معرض في جامعة «الرّوح القدس» ـ الكسليك ومعرض في «آرت داليا غاليري» ـ باريس لصاحبته الرسامة داليا الفايد شقيقة دودي الفايد، ومعرض في «بشارات غاليري» ـ بربيزون، وهو من أكثر المعارض أهميةً وشهرةً على الصعيد العالميّ.
أمّا المعرضين اللذين قدّمتهما جومانا في باريس وفي جامعة «الرّوح القدس» ـ الكسليك، فكانا بعنوان «الحلم والأرض والنار»، منهما انبثق كتابها الأول، يحمل العنوان نفسه، وفي طيّاته معانٍ كثيرة أخفتها النصوص بين أسطرها، مولّدةً شعراً ونثراً وحياةً.
وبحسب جومانا، فعنوان الكتاب، يعكس محتواه ويجسّد طريقة فهمها للحياة كما تراها من زاويتها، ويقدّم صورةً عن سيرة حياتها كفنّانة ملهَمة ومفعمة بالجمال. فكلّ شيءٍ يبدأ بالحلم الذي إذا ما زال، نزول نحن عن الوجود، وهذا الحلم لا يمكن تحقيقه إلّا بالمقاومة والعمل الشّاق على الأرض الذي يحتاج إلى الوقود، أي الشغف المتمثّل بالنار هنا. وهذا الشغف، هو ما تجده جومانا في حوارها مع لوحاتها، في حبّها لعائلتها وفي عشقها لوطنها.
والجدير ذكره، أنّ هذا الكتاب مكتوبٌ بلغّاتٍ ثلاث وهي: العربية، الفرنسية، والإنكليزية. أمّا اللّغة الرابعة، فهي لغة اللّوحات الزيتية التي بثّت جومانا الروحَ فيها برقّةِ أحاسيسها فجعلتها حيّةً تحدّثُ متأمِّلها.
ومن بين الفقرات الشعريّة الجميلة التي خطّتها جومانا في كتابها، هذا البيت الذي يقول: «كم راقتني أنغام تمايل الأغصان توقع لحناً عذباً، تشبه قصيدةً، تضيع عن الدنيا شاردة الذّهن، ساهية، تطارد ربيع العمر وحلم الصبا. وإذا أتى ملاك الريح، تعثّر أزرق البيادر واستقرّ على أبيض ثوبها ليتّحد بها».
لقد وجدت جومانا مصدراً لشغفها وينبوعاً لعطائها في الطبيعة الأمّ. إنّما هي ليست بمجرّد طبيعةٍ بالنسبة إليها، بل هي طبيعة الأرز المتحدة بكيانها التي جعلتها صدىً لحياتها وحرّكت ريشة قلمها. ويتضمّن كتاب جومانا صوَراً للوحاتها الخلّابة المقتبسة من مشاهد من الطبيعة كالأشجار والسماء والتلال والجبال والوديان، وأهمّها وادي قاديشا، فضلاً عن رسمها للوحاتٍ تُبرِز صوَراً لأشخاصٍ في محطّاتٍ عدّة من الكتاب.
تقول جومانا:
دنا ومعه دنتِ اللّهفة إليه
كأنّه خيالٌ من أحلام العيون
من سؤالٍ على شفاهٍ
من همساتٍ تتغازل على القمر
كأنّ العمر لحظات!
وما يميّز الكتاب، أنّه بصوَره ومحتواه، نتيجة عمل موحّدٍ لفنّانة تمزج الأحاسيس والمشاعر بين لوحات كتابها ونصوصه. ولا بدّ من القول هنا، أنّ الأشعار المكوِّنة لهذا الكتاب، هي أشعارٌ تبثّ اللهيب في نفس القارئ وتسري في عروقه لشدّة تأثيرها. هي أشعارٌ حيّة تخاطبُ قارءها وتشدّه للتأمّل بأعمق معانيها.
حضر حفل التوقيع عدد من الشخصيّات، إضافةً إلى حشدٍ من الإعلاميّين والصحافيّين الذين توافدوا لتقديم الدعم لهذه الفنانة الملهمة والشغوفة، إلى جانب المساعدة التي قدّمتها وكالة «نويس ش. م. م. للعلاقات العامّة NOISE sarl» تحضيراً لهذا الكتاب. ولا بدّ من الإشارة أيضاً في هذا الإطار إلى الدعم الذي قدّمته «أديار»، وهي الماركة اللبنانيّة الأولى الرائدة في مجال صناعة النبيذ العضوي. ولاقى حفل توقيع الكتاب هذا نجاحاً كبيراً نقلته وسائل الإعلام بعدسات كاميراتها.