سجناء التكنولوجيا
تتطوّرت وسائل التواصل والاتصالات كثيراً خلال السنوات الأخيرة. فمنذ عقدين من الزمن تقريباً، كان اقتناء الهاتف الخلوي في لبنان يقتصر على المتموّلين فقط وعلى من منّ عليه راتبه شراء جهاز خلوي وشريحة إلكترونية خطّ والقدرة على توطين مبلغ من المال مقابل الفواتير. ومع الوقت صار الخلوي ينتشر أكثر وأكثر، ثم انتشرت بقوّة ظاهرة الرسائل القصيرة، وبعدما دمج الانترنت بالاتصالات الخلوية، كثرت وسائل الاتصال لتجتاح عالمنا ظواهر مثل: «واتس آب» و«فايبر» و«تانغو»، ولا ننسى «فايسبوك» وما إلى ذلك.
قبلاً كان التواصل جميلاً، صادقاً، من وجه إلى وجه، أما اليوم، ومع انتشار هذه التكنولوجيا الهدّامة، صار هذا التواصل مشوباً بعدم الثقة، فكم من شخص طلب من صديقه أن يرسل له أثناء «دردشتهما» ما يعرف بـ«اللوكايشن» كي يتأكد من مكان وجوده؟ وقس ذلك على الحبيبين، الزوجين، الأب وابنه، والأم وابنتها. لا ثقة عمياء اجتاحت التواصل بين البشر، فيما صرنا أسرى عالم التكنولوجيا، هذا العالم الذي يحرمنا السعادة. إذ أثبتت دراسات عدّة أنّ مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت العامل الرئيس للكآبة بين الناس.