استشهاد 23 عراقياً في تفجير مفخختين في بغداد

يشهد العراق اليوم سباقاً ماراثونياً بين اتجاهين متناقضين: تكريس أسس الدولة من خلال مواصلة مسيرة الاستحقاقات التي تستعد لها، كاستحقاق الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في الثلاثين من الشهر الجاري، والاتجاه الآخر هو محاولات «داعش» تعطيل هذا الاستحقاق الدستوري بمواصلة العمليات الإرهابية في مناطق متفرقة من العراق، وهو ما يتم التعامل معه من ِقبل القوات العراقية الباسلة.

وأمس قضت القوات المسلحة العراقية في الفلوجة على 44 إرهابياً في مناطق عدة. وقال الناطق الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة سعد معن لمراسلة سانا في بغداد: «إن فرقة التدخل السريع الأولى تمكنت من القضاء على 44 إرهابياً في مناطق الحي الصناعي والبوعلوان، وأسفل جسر الموظفين في مدينة الفلوجة وعثرت على ثلاث عبوات ناسفة في طريق الحيدان وثلاث عبوات في مناطق أخرى».

وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان: «إن قيادة عمليات دجلة وبالتعاون مع طيران الجيش تمكنت في عملية استباقية في منطقة الحفرية واللقوم والقرى المحيطة بها ضمن قاطع سليمان بيك من تدمير معسكر لتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام».

وأوضح البيان أن القوات المسلحة ضبطت معملين لتفخيخ السيارات إضافة إلى الاستيلاء على أربعة أكداس للعتاد وستة براميل تحتوي مواد متفجرة ومخزنين، وجد بداخلهما مئة عبوة ناسفة، مشيراً إلى أن العملية أسفرت أيضاً عن تفجير خمس سيارات مفخخة.

وفي محافظة ديالى، أكد مصدر في قيادة الشرطة أن قوة من عمليات دجلة شنت هجوماً على أحد أوكار تنظيم ما يسمى «دولة الإسلام في العراق والشام» في ناحية العظيم، أسفر عن مقتل أربعة إرهابيين وتدمير أربع سيارات.

وقال المصدر: «إن قوة من عمليات دجلة قضت على أربعة إرهابيين ودمرت أربع سيارات في عملية أمنية شنتها على وكر لهم في منطقة نجانة في ناحية العظيم بالمحافظة».

من جهة أخرى، دعا وكيل وزير الداخلية العراقية الأسبق عدنان الأسدي الكتل والأحزاب السياسية في العراق إلى دعم القوات المسلحة معنوياً «بدل رمي التهم من أجل الدعاية الانتخابية».

وقال المكتب الإعلامي للأسدي: «إن الأسدي يستنكر بشدة تصريحات البعض من السياسيين الذين ادعوا بأن القوات المسلحة العراقية ليست قوات عقيدة وكذلك الذين يقولون إن هناك ميليشيات مع القوات العراقية».

وأثارت تصريحات النائب العراقي عن كتلة الأحرار بهاء الأعرجي استياء القيادات العراقية بعد وصفه للجيش العراقي بأنه جيش وظيفة وليس عقيدة معتبراً أن الجنود انضموا إليه من أجل الوظيفة، وذلك في حديث لقناة السومرية.

وكان مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي قال في رد على التصريحات المسيئة: «في الوقت الذي نستنكر هذه التصريحات بشدة فإننا نؤكد أن هذه الإساءات لن تؤثر في جيشنا الباسل وهو يخوض معركة الشرف ضد قوى الإرهاب وعصابات القتلة والميليشيات، وسنقوم بواجبنا في الدفاع عن سمعة جيشنا الباسل عبر اللجوء إلى القضاء».

مقتل 23 شخصاً

قتل 16 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات في تفجيرين إرهابيين باستخدام سيارتين مفخختين في العاصمة العراقية بغداد مساء أمس. ونقلت مصادر عن مسؤولين عراقيين قولهم إن «الانفجار الأول وقع في منطقة تجارية في مدينة الصدر شرق بغداد وأسفر عن مقتل 11 شخصاً وإصابة 21 آخرين بجروح بينما وقع الانفجار الثاني في منطقة الأمين جنوب شرق بغداد مسفراً عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 13 آخرين بجروح». وفي وقت سابق قتل سبعة أشخاص في هجمات إرهابية متفرقة.

وُنقل عن ضابط في الشرطة العراقية قوله إن «خمسة أشخاص قتلوا عندما فتح مسلحون مجهولون يستقلون سيارة النار عليهم في قضاء الخالص شمال بغداد». وأضاف المصدر أن مسلحاً اغتال نقيباً في الجيش وسط مدينة بعقوبة شمال شرقي بغداد، بينما قتلت امرأة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة مدنية في ناحية العبّارة القريبة من بعقوبة.

وفي وقت سابق، تمكنت القوات العراقية في دجلة خلال عملياتها الأمنية من ضبط معملين لتفخيخ السيارات وآخر لتدريعها مع ضبط ذخائر متعددة، إضافة إلى تدمير معسكر لإرهابيي تنظيم ما يسمى «دولة الإسلام في العراق والشام» في دجلة.

وتأتي أعمال العنف هذه قبل اقل من 3 أسابيع على الانتخابات التشريعية المقرر أن تجرى في 30 نيسان الجاري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى