«فاينانشال تايمز»: فرصة أردوغان الأخيرة لتحقيق سلام مع الأكراد
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تحليلاً أعدّه ديفيد غاردنر حول ما اعتبرها فرصة الرئيس التركي رجب طيب الدين أردوغان الأخيرة في إبرام معاهدة سلام مع الأكراد. ونقلت الصحيفة عن غاردنير قوله إن أردوغان الذي شغل منصب رئيس الوزراء في تركيا لعقد من الزمان، قبل أن يتولى منصب رئاسة البلاد خلال الصيف الفائت، يخاطر بإقحام بلاده في أزمة ودفن مبادرته الأولى بتحقيق السلام مع الأقلية الكردية في تركيا إلى الأبد.
وأوضح كاتب التحليل أن السبب يعود في ذلك إلى غضب الاتراك الأكراد من موقف الحكومة التركية التي نشرت عدداً من دباباتها على حدودها الجنوبية القريبة من مدينة عين العرب كوباني السورية من دون أن تهتم لمساعدة الأكراد السوريين ووقف المجازر التي يتعرضون لها على أيدي «داعش» الذي تحاصر المدينة الحدودية.
وأشار غاردنير إلى أن وقف اطلاق النار الذي أعلنه حزب العمال الكردستاني منذ 18 شهراً والذي يعتبر جزءاً من مفاوضات لإنهاء 30 سنة من حربه ضد الدولة التركية مهدد بالإنهيار.
وقال غاردنير إن أردوغان سيواجه مخاطر جمة بسبب مواقفه التي ستؤدي إلى تقسيم تركيا، كما أنه في حال لم يكن حذراً فإن هذا القائد صاحب الثقة العالية جداً قد يجر تركيا إلى حرب طائفية.
«واشنطن بوست» أوباما يواجه ضغوطاً مكثّفة للتصعيد في سورية والعراق
قال الكاتب الأميركي البارز ديفيد أغناتيوس في مقال له نشر في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إن الرئيس باراك أوباما يواجه ضغوطاً كبيرة للتصعيد في العراق وسورية. وأوضح الكاتب أن القادة العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين يؤكدون ضرورة أن توسّع واشنطن عملياتها قبل أن يسيطر المتطرفون على مزيد من الأراضى، وذلك في ظل سيطرة مقاتلين من تنظيم «داعش» على محافظة الأنبار غرب العراق وبلدة كوباني على الحدود السورية التركية.
ونقل أغناتيوس عن أحد المسؤولين وصفه الجهود المبذولة حتّى الآن لمواجهة «داعش» بأنها قليلة وبطيئة للغاية، وأشار الكاتب إلى أن وزير الخارجية كون كيري ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي يؤيدان على ما يبدو التصعيد. وأكد أن الرئيس أوباما يواجه خيارات جديدة صعبة لتعزيز الحلفاء في كل من سورية والعراق، ومع دراسته التوصيات بعمل أكثر قوة، لا بد أن أوباما يشعر بالقلق لأنه يواجه ضغوظاً في اتجاه طريق التصعيد نفسه الذي كان يأمل تجنبه بسبب الموقف المتدهور.
ويتابع أغناتيوس قائلاً إن الجنرال المتقاعد جون آلن هو من يدير الاستراتيجية الأميركية في العراق وسورية، وقد عاد لتوّه من المنطقة، ومن المرجح أن تشمل المقترحات التي يجري مناقشتها في البيت الأبيض التالي: المقترح الأول يتضمن إرسال مزيد من طائرات الأباتشي إلى العراق لمواجهة هجوم المتطرفين في محافظة الأنبار، وهناك بالفعل بعض من تلك المروحيات الفتاكة في مطار بغداد، ويمكن إرسال المزيد إلى قاعدة الأسد الجوية غرب الأنبار التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة. والمقترح الثاني يتعلق بتصعيد الهجمات الجوية في العراق وسورية، ويقول بعض المسؤولين إنهم يحتاجون لما يتراوح بين 150 إلى 200 طلعة جوية يومياً لوقف تقدم المتطرفين، وهي زيادة كبيرة جداً عن معدل 10 طلعات يومياً مؤخراً، وعلى رغم أن القوة الجوية تأثيرها محدود ضد المتمردين، إلا أن البنتاغون والخارجية الأميركية يصران على أنها قد تكون الوسيلة الوحيدة الآن لمنع مزيد من الخسائر. والمقترح الثالث يشمل الإسراع في تدريب الجيش العراقي وحرس وطني سني جديد، وسيعمل المئات من المدرّبين الأجانب من القوات الخاصة الأميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية والأسترالية وغيرها مع الجيش العراقي، وهناك حاجة إلى جهود مماثلة للحرس السنّي، إذ تطالب الخطة بثلاث فرق من المقاتلين القبليين في الأنبار وثلاثة أخرى في محافظة صلاح الدين.
كما يشير أغناتيوس إلى أنه من بين المقترحات إنشاء قطاع حدودي شمال سورية آمن من الهجمات الجوية للرئيس بشار الأسد، وعلى رغم أن أوباما عارض فكرة الحظر الجوي، فإن مسؤولين كثيرين يرون الآن أنه أساسي، كذلك الإسراع في تدريب «المعارضة السورية المعتدلة» وتحذير الأسد من استهدافهم. والمقترح الأخير والأكثر ألماً يتعلق بتفويض الخبراء الأميركيين للانضمام إلى قيادة الهجوم عندما يذهب العراقيين إلى المعركة ضدّ المتطرفين، وهو ما اعتبره أغناتيوس التوصية التي سيكون قبولها من جانب أوباما الأكثر صعوبة.
«وول ستريت جورنال»: تركيا تقصف الأكراد بدلاً من عناصر «داعش»
قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن الأتراك يقصفون الأكراد بدلاً من تنظيم «داعش» الإرهابي، مشيرة إلى هجمات شنتها الطائرات الحربية التركية والمدفعية، مراراً، على معسكرات تابعة لحزب العمال الكردستاني، جنوب شرقي البلاد، في وقت متأخر الاثنين، في أول هجوم عسكري كبير ضد الحزب الكردي منذ بدء محادثات السلام قبل سنتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطوة تشكل تهديداً جديداً للمفاوضات بين الحكومة والحركة الكردية، التي أصبحت متوترة بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة في مواجهة رفض تركيا المساعدة في مواجهة المسلحين الجهاديين على حدودها في سورية حيث يواجه الأكراد خطر مجزرة على يد تنظيم «داعش».
وقالت وكالة الأنباء التركية «دوجان» إن هجمات الاثنين على محافظة هكاري، الواقعة على الحدود مع إيران والعراق، أتت بعد تكرار تحرّش حزب العمال الكردستاني بمواقع عسكرية، في الأيام الأخيرة الماضية. وتأتي الضربات التركية على الحزب الكردي وسط رفض أنقرة تقديم المساعدة للأكراد في حربهم ضد تنظيم «داعش» في منطقة كوباني السورية، ما يزيد التوتر بين تركيا وأكرادها الذين يسعون منذ عقود للانفصال لتأسيس دولة مع جيرانهم من أكراد سورية والعراق. وقام أكراد تركيا، الذين يشكلون 18 في المئة من سكان البلاد الـ77 مليون، باحتجاجات واسعة في أنحاء البلاد، الأسبوع الماضي، حيث قتل أكثر من 30 شخصاً في اشتباكات مع الشرطة. وتجنب مسؤولو إدارة أوباما، الذين حضوا تركيا عل الانخراط بقوة في مواجهة «داعش»، الإعراب عن أيّ خيبة أمل لقرار أنقرة توجيه ضربات للمواقع الكردية، وقالت جين باسكي، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إنه لن يكون دقيقاً أن يتم إجمال الحدثين معاً، فالوضع معقد بقدر كبير.