هارتلنغ لـ «سي أن أن»: «داعش» يريد تطويق الحكومة العراقية في بغداد لشلّ قوتها

استبعد محلل الشؤون العسكرية لدى «سي أن أن» الجنرال المتقاعد مارك هارتلنغ «حصول تبدل في استراتيجية الإدارة الأميركية حول مواجهة تنظيم داعش»، معتبراً «أنّ الغارات تعود بنتائج جيدة». ولفت هارتلنغ إلى «أنّ التنظيم يحاول محاصرة الحكومة العراقية في بغداد لشلها عن العمل».

وحول مدى القلق الموجود في واشنطن حيال وجود تنظيم «داعش» على بعد كيلومترات قليلة من بغداد، قال هارتلنغ: «إنه أمر خطير بالفعل، لأنّ التنظيم سيحاول فرض حصار على بغداد ودفع الحكومة العراقية إلى مواصلة الانشغال بأمن العاصمة في حين يوسع هو نفوذه في الأنبار ومناطق أخرى، وقد يزيد من ضغط هجماته شمالاً».

وأضاف: «إذا كانت الحكومة العراقية منشغلة بالتركيز على نجاتها وحماية العاصمة فسيكون من الصعب عليها توفير المتطلبات التي يحتاجها الجيش من أجل الوقوف على قدميه مجدداً وامتلاك القدرة على شن عمليات مضادة».

وردا على سؤال عن إمكانية حصول تبدّل في استراتيجية التحالف الدولي ضد «داعش» في ظل عدم نجاح الغارات في وقف التنظيم عن مواصلة هجماته، أجاب هارتلنغ: «لا أتوقع حصول تغيير لأنني أرى أنّ الغارات تؤثر ميدانياً، بخلاف ما يراه البعض، وقد أوقفت هذه الغارات بشكل كبير تقدم التنظيم، كما أنها تدمر منشآته وآلياته، وقد تابعنا التقارير حول نتائجها».

وأشار إلى «أنّ الاستراتيجية الحقيقية لإدارة أوباما هي محاولة استرداد الأرض في العراق بالتزامن مع ضرب أهداف للتنظيم في سورية، وبالتالي فنحن أمام استراتيجية من وجهين تقوم على استخدام القوة في مكان واستخدام سياسة الاحتواء في مكان آخر، وهذا أمر مهم في فهمنا لما يجري».

وحول التراجع التركي عن الموافقة على استخدام القواعد العسكرية التركية في العمليات ضد «داعش» قال هارتلنغ: «السبب يعود بالتأكيد إلى أنها مناطق كردية والمجموعات التي تقاتل في تركيا تابعة لأحزاب مناهضة للحكومة التركية التي ترغب في القضاء على نظام الرئيس بشار الأسد وليس الاكتفاء بضرب داعش».

وأضاف: «الأمر المهم الذي يتوجب متابعته في كوباني هو قدرة المقاتلين الأكراد على الصمود، وأنا أظن أن بوسعهم ذلك بحال حصولهم على بعض الذخائر والإمدادات، ولكن بحال سقوط كوباني فسيكون علينا متابعة الأهداف اللاحقة لداعش، هل سيحاول التنظيم التحرك نحو حلب؟ أم نحو المدن الكردية على طول الحدود مع تركيا؟ هذا هو السؤال».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى