أكثر من 235 شهيداً و 125 جريحاً بينهم أطفال حصيلة هجوم إرهابي على مسجد الروضة في العريش السيسي يعلن الردّ بقوة حاسمة وزير الأوقاف يدعو لمحاربة مروّجي فكر «البنّا» و «سيد قطب»
هاجم 15 إرهابياً مسجد الروضة في بئر العبد بالعريش شمال سيناء، خلال صلاة الجمعة أمس، وقالت وسائل الإعلام المصرية إنّ «هدف الهجوم الإرهابي هو إثارة فتنة طائفية، لأن المسجد يرتاده الصوفيون».
وتحدثت وسائل إعلامية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابي إلى «أكثر من 235 شهيداً و 125 جريحاً بينهم أطفال»، بحسب النائب العام المصري، مشيرة إلى أن «سيارات الإسعاف استمرت بنقل الشهداء والجرحى إلى المستشفيات لساعات طويلة».
من جهتها، أكدت مصادر طبية «أن سيارات إسعاف نقلت الشهداء والجرحى جراء التفجير الكبير».
وعلى الفور، أعلن الجيش المصري «حالة الطوارئ القصوى شمال سيناء». كما أعلنت وزارة الداخلية المصرية «حالة الطوارئ في القاهرة».
وكانت مصادر قالت «إن مجهولين قاموا بزرع عبوة ناسفة في المسجد الذي يقع غربي المدينة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد كبير من المصلين الذي من المتوقع ارتفاع عددهم نتيجة التفجير الإرهابي».
وتحدثت وسائل الإعلام عن «إعلان حالة الطوارئ القصوى في مستشفى بئر العبد الذي يقع شمال سيناء».
وأعلنت الرئاسة المصرية الحداد لـ «مدة 3 أيام» على ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة.
فيما عقد الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي اجتماعاً مع اللجنة الأمنية على خلفية الهجوم الإرهابي لـ «بحث تداعياته».
وأكد الرئيس المصري، «أن الهجوم الإرهابي المروّع في شمال سيناء لن يزيد مصر إلا إصراراً وقوة على محاربة المتطرفين»، معلناً «الردّ بقوة حاسمة».
وأكد السيسي «أن بلاده ستنتصر في الحرب ضدّ الإرهاب»، مضيفاً «العمل الغادر لن يمرّ من دون عقاب رادع وحاسم».
وقال السيسي خلال كلمة ألقاها اليوم بعد ساعات من وقوع الهجوم، «إن مصر تواجه الإرهاب بالنيابة عن المنطقة والعالم بأكمله»، مضيفاً «أن القوات المسلحة والشرطة المدنية ستثأران للقتلى، وتعيدان الأمن والاستقرار».
وشدّد السيسي على أنّ «يد العدالة ستطال كل مَن شارك وساهم أو موّل أو حرّض على الاعتداء الأخير في سيناء».
بدوره، أعلن مجلس الوزراء المصري «أنّ مصر ماضية في عزمها على استئصال الإرهاب وجذوره».
من جهته، دعا وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة إلى «تخليص المجتمع من مروّجي فكر مؤسس جماعة الإخوان المسلمون في مصر حسن البنّا ومنظّرها سيد قطب».
وأضاف الوزير أنّ «هذا الحادث يكشف بعمق عن وجه هذه الجماعات القبيح، ويُعرّيها من أي دعاوى كاذبة عن صلتها بالدين»، معتبراً أنهم «مجرد عملاء خونة مأجورين لتخريب بلادهم وأوطانهم وتدميرها، وتجب مقاومتهم بكل قوة وحسم».
وجاء تصريح جمعة عقب الهجوم الذي استهدف اليوم مسجداً في العريش شمال سيناء وتسبّب بسقوط مئات القتلى والجرحى، معتبراً أنّ «الهجوم سيكون نهاية النهاية للجماعات الإرهابية».
وتابع بالقول: «سنقوم بإعادة تأهيل المسجد على أفضل مما كان، وسنواجه الهدم والتخريب بمزيد من البناء والتعمير، وصناعة الموت بمزيد من صناعة الحياة، ولن يزيدنا ذلك كله إلا مزيداً من الإصرار على القضاء على هذا الإرهاب الغاشم».
فيما اعتبر شيخ الأزهر أحمد الطيب أنّ «انتهاك حرمة المساجد إفساد في الأرض». وقال «بعد استهداف الكنائس جاء الدور على المساجد».
مواقف معزية ومتضامنة مع مصر بعد الهجوم
وفي ردود الفعل المتضامنة، والمعزّية لمصر على هذا اليوم الدموي الإرهابي، أبرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معزّياً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث أكد «استعداد موسكو لزيادة التعاون مع القاهرة في محاربة الإرهاب الدولي».
وأعلن الكرملين في هذا الصّدد، أنّ الرئيس فلاديمير بوتين أرسل برقية تعزية لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي على خلفية التفجير الذي وقع في مسجد بالعريش وأسفر عن 235 قتيلاً.
وجاء في نص البرقية: «قتل الناس الأبرياء أثناء الصلاة عمل يصدم بقسوته. ونحن مرة أخرى نتأكد أن الإرهابيين مجرّدون من مفهوم القيم والأخلاق الإنسانية».
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن «تضامنها مع الجانب المصري على خلفية الهجوم الإرهابي في سيناء».
وجاء في بيان للخارجية: «نعرب عن صادق تعازينا لعائلات الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وواثقون أن الإرهابيين لن يتمكنوا من تخويف السكان، وبثّ الخوف وعدم اليقين في المستقبل في قلوب مواطني مصر الصديقة».
كذلك أدانت دول غربية الهجوم على مسجد في سيناء وعلى رأسها الولايات المتحدة، حيث أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب «أنه بات من غير الممكن أن يتسامح العالم مع الإرهاب».
وقال ترامب في تغريدة عبر موقع «تويتر»: «هجوم إرهابي رهيب وجبان على المصلين الأبرياء العزل في مصر»، وأضاف «لا يمكن للعالم أن يتسامح مع الإرهاب، يجب علينا أن نهزمه عسكرياً، وندحض أيديولوجيته المتطرفة التي تشكّل أساس وجوده».
كذلك، أدانت طهران هذا الهجوم الإرهابي، وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيراني بهرام قاسمي الذي «دان بشدّة الهجوم في مصر»، معلناً «تضامن بلاده مع عائلات الضحايا».
بدورها، أدانت دمشق بأشدّ العبارات المجزرة المروعة التي ارتكبتها مجموعات إرهابية ضد مصلين في مسجد بسيناء، مؤكدة «أهمية تضافر جميع الجهود لمواجهة الإرهاب الذي يستهدف حاضر الأمة العربية ومستقبلها».
وقالت وزارة الخارجية السورية في هذا الشأن، إنها تدين بشدة ما وصفته بـ «العمل الجبان والمجزرة المروّعة» التي وقعت في سيناء. وعبّرت الوزارة عن «تعازيها الصادقة لأسر الضحايا في مصر».
من جهته، أرسل الملك السعودي، سلمان بن عبدالعزيز برقية تعزية إلى الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي بضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجداً في شمال سيناء.
وجاء في نص برقية الملك السعودي:» تلقينا ببالغ الألم والحزن نبأ العمل الإرهابي الذي استهدف مسجداً في شمال سيناء، وما نتج عنه من وفيات وإصابات، وإننا ندين ونستنكر بأشد العبارات هذا العمل الإجرامي الآثم، ونشارك فخامتكم والشعب المصري الشقيق ألم هذا المصاب».
كما أعرب الملك السعوي في برقيته لأسر القتلى والشعب المصري عن «بالغ التعازي، وصدق المواساة»، مؤكداً على أنّ «المملكة تقف دائماً إلى جانب مصر في وجه كل ما يستهدف أمنها واستقرارها».
كما أعربت جامعة الدول العربية وكل من البحرين ودولة الإمارات والكويت والأردن واليمن والعراق وفلسطين ولبنان وتونس وتركيا عن «إدانتها الشديدة للحادث الإرهابي» الذي استهدف عشرات المصلين في أحد المساجد بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء.
كذلك، دان الأمين العام لجامعة الدول العربية «الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بـ العريش».
وأدانت سلطنة عُمان التفجير الإرهابي والهجوم المسلح على مسجد الروضة في شمال سيناء.
حزب الله في لبنان استنكر «بشدة الاعتداء الوحشي الذي استهدف المسجد، معتبراً أن «الهجوم نتاج الفكر التكفيري الوهابي الذي لا يرى في المسلمين والمؤمنين الذين لا يتبعون خطه إلا كفاراً».
في السياق، اعتبرت لجان المقاومة في فلسطين أن «تفجير مسجد الروضة في سيناء جريمة حقيرة وعدوان إرهابي آثم على بيوت الله واستهداف لعقيدة المسلمين لا يخدم الا أعداء الأمة والمتربّصين بها».
كذلك، حركة «فتح» وفي بيان لها استنكرت فيه الهجوم، كما عبّرت عن «خالص تعازيها لمصر قيادة وحكومة وشعباً، ولأسر الضحايا»، مؤكدة «الوقوف إلى جانب هذا البلد في محنته ومعركته في التصدّي للإرهاب والحد من انتشاره». هذا ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيانٍ رئاسي التفجير في الروضة.
وأضاف البيان «أننا على ثقة تامة بأن هذه الجرائم والأعمال الآثمة لن تنال من عزم مصر في حربها ضد الإرهاب ومحاربته بالوسائل المتاحة كافة».
وأعربت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين بدورها، عن «إدانتها بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة في سيناء، معتبرةً «أن هذا الهجوم الإرهابي هو استهداف وعدوان على كل القيم ويخدم أعداء الأمة الصهاينة»، في وقتٍ أكدت فيه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «وقوفها إلى جانب مصر وشعبها الشقيق في هذا المصاب الجلل، وفي مواجهة خطر الإرهاب ومجموعاته التكفيرية».
بدوره، قال الناطق باسم أنصارالله محمد عبدالسلام «ندين ونستنكر بشدة العمل الإجرامي البشع الذي استهدف مصلّين، معتبراًَ أن «استهداف المساجد والمصلين آفة ضربت العديد من البلدان منها اليمن الذي نشطت فيه الجماعات التكفيرية بدعم وإسناد العدوان السعودي الأميركي».
على صعيد آخر، أعلن المتحدّث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد تامر الرفاعي، «أن قوات إنفاذ القانون في الجيش الثالث الميداني تمكنت من القضاء على تكفيريين وتدمير 6 دراجات نارية وسط سيناء».
وأضاف العقيد تامر الرفاعي «أنه تم تدمير عدد من الأوكار تحتوي على كمية كبيرة من المواد التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة»، مشيراً إلى ضبط عربة عند أحد المعابر محملة بكمية هائلة من المواد المخدرة».
وأكد المسؤول العسكري المصري «أن قوات الجيش الثالث الميداني، تواصل جهودها للقضاء على العناصر التكفيرية والإجرامية في وسط سيناء».