تجمّع أهالي بلدة «شرتون» يفضح ممارسات «الكتائب»
قرأنا عن كيفية تعاطي «القوات اللبنانية» مع أهل الأمين حبيب الشرتوني ومع أفرادٍ من عائلته في بلدته «شرتون»، إنما لم نقرأ كيف تعاطى حزب «الكتائب» مع بلدة «شرتون» قبل عملية إعدام بشير الجميل. هذا ما نقرأه في البيان الذي كان قد أذاعه تجمّع أهالي بلدة «شرتون» وفيه يفضحون ممارسات «الكتائب»، ننقله بالنصّ الحرفيّ كما ورد في الصفحة 25 من عدد مجلة «صباح الخير» رقم 312 تاريخ 08/08/1981.
في ذلك إضاءة أكثر على الاسباب التي تكون قد دفعت الأمين البطل حبيب الشرتوني إلى تنفيذ الحكم العادل بحقّ من أساء إلى لبنان، وارتبط وارتهن وعمل على ربط لبنان بالعجلة الصهيونية.
«نحن تجمّع أهالي شرتون الوطنيين، وإدراكاً منّا صعوبة المرحلة التي يمرّ بها وطننا الغالي لبنان، ورغبة منّا في توضيح أمور لسكان قريتنا والرأي العام في منطقتنا خاصة، ولبنان عامة، قرّرنا إعلان ما يلي:
إنّ قرية شرتون كانت دائماً ومنذ القدم عائلة واحدة وبوتقة واحدة انصهرت فيها القلوب والإرادات الحرّة لتعمّ الألفة والمحبة سائر أبنائها، منجبة بذلك رجالاً نوابغ، من أدباء مفكّرين، وشعراء مبدعين، إلى علماء أمثال سعيد ورشيد الشرتوني، اللذين تشهد لهما معاجم وقواعد اللغة العربية، إلى الشيخ حبيب صالح الشرتوني الذي لعب دوراً أساسياً في ازدهار ونهضة القرية والمنطقة، والشاعر الفذّ محبوب الخوري الشرتوني الذي فاقت وطنيته والتزامه بقضايانا المصيرية حدود الالتزام، وأخيراً الأديب فريد محبوب الشرتوني الذي عرفته القرية خطيباً بليغاً، إضافة إلى رجال أشدّاء حملوا اسم شرتون عالياً في المغتربات وعشرات من شعراء الزجل الشعبي الذي لا مجال لذكرهم هنا.
إن قرية شرتون وقبل مطلع الأربعينات، تواجدت فيها تيارات حزبية لم تمسّ أبداً الروابط التي تشدّ أبناءها إلى بعضهم. وذلك قبل دخول حزب الكتائب إليها على يد شخص غريب عن القرية ادّعى وما زال يدّعي تمثيلها.
واليوم، وبعد مرور سبع سنوات على نشوب الحرب اللبنانية، بلغت قريتنا حدّاً لم يعد مسموحاً أو مقبولاً السكوت عنه. من هذا المنطلق، وبهدف تحييد القرية وتجنيبها مآسٍ وأخطاراً تحدق بأبنائها نعلن ما يلي:
إن حزب الكتائب ومنذ دخوله إلى شرتون في مطلع الأربعينات سعى دائماً إلى زرع الفتنة والتفرقة بين أهالي وسكان البلدة، متبعاً لذلك أساليب وطرقاً عدة نورد البعض منها:
أولاً: ضرب وتعطيل كل المجالات التربوية في القرية عن طريق محاربة المؤسّسات المدرسية ودفعها إلى الانهيار. فبعد ان كانت شرتون تعجّ بالمدارس والطلاب، أصبح التعليم فيها شبه معدوم، ومقتصراً على مدرسة واحدة للمرحلة الابتدائية.
ثانياً: تفشيل كافة النشاطات الاجتماعية والثقافية، كنادي شرتون الثقافي الاجتماعي الذي تعرّض خلال أوج مجده لطعنات مؤلمة أدّت إلى إنهائه وإنهاء كل مجال لقاء فكري ثقافي أو اجتماعي بين شباب وشابات القرية.
ثالثاً: التركيز على العناصر الوطنية وعلى العائلات المستقلة، التي خدمت وما زالت تخدم شرتون، لأنها غير كتائبية.
رابعاً: وضع اليد على المؤسّسات الوطنية والدينية كالبلدية والمخترة والوقف والتصرّف بالمساعدات المخصّصة لها من أموال وإعاشات لخدمة بعض البيوت الموالية للكتائب، ناهيك عن التحيّز الواضح خلال إقامة المشاريع الزراعية وفتح الطرقات.
خامساً: القيام إبان الأحداث اللبنانية بحراسات ودوريات وحواجز استفزازية والاحتفاظ بالمركز الكتائبيّ حتى أواخر عام 1978.
سادساً: إثارة ضجّات إعلامية وتهديدات من كلّ حدب وصوب مستهدفين بذلك تفجير الوضع أمنياً.
سابعاً: افتعال جريمة ضدّ أحد العسكريين من أبناء بلدة مجاورة وتهريب فاعلها إلى خارج لبنان.
ثامناً: تسخير جريمة شرتون الغامضة، إعلامياً والتي ذهب ضحيتها شابان من القرية، لاتّهام أطراف وأفراد تزعج من خلال تواجدها في المنطقة حزب الكتائب، بهدف توسيع رقعة سيطرته ورمي الخلفة والضغينة بين الأهالي.
تاسعاً: توظيف عناصر موالية للكتائب في مركز الهاتف ومراقبة الخطوط خلسة.
عاشراً: مضايقة كلّ كاهن مرسل للاهتمام بالرعية لا يجاري أو يوافق على مواقف وممارسات جماعة الكتائب في القرية.
حادي عشر: الارتباط الدائم والمستمر بالقيادة الكتائبية، رغم وجود شرتون في منطقة عاليه العريقة في وطنيتها، وتعريض البلدة من خلال هذه الأعمال لمواقف محرجة.
ثاني عشر: محاولة المماطلة والهيمنة على إنشاء اللجان الشعبية في القرية والتي دعي إليها مؤخراً في كلّ قرى المنطقة، تنفيذاً لأوامر أرباب الكتائب في المنطقة الشرقية.
أخيراً وليس آخراً، لن يسعنا، إضافة إلى ما ذكرناه آنفاً، غير أن ندعو أهلنا في شرتون للتيقظ، والعودة إلى الوحدة التي كانت دائماً شيمة وميزة من شيم ومميزات شرتون، ونحثّ الجميع على رفض كل ما يتهدّد مصيرنا وعلى تعزيز الأواصر الأهلية التي تجمع في ما بيننا.