الحريري يلتقي الشرعي الإسلامي: التريّث فرصة لتحييد لبنان وإبعاده عن الحروب
قال رئيس الحكومة سعد الحريري إن «ما يقوم به من جهد واتصالات هو لخدمة البلد والناس، وخطوة التريّث الذي اتخذها بناء على طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هي لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث المطالب والشروط الأساسية بتحييد لبنان وإبعاده عن الحرائق والحروب بالمنطقة وتطبيق سياسة النأي بالنفس عملياً بالممارسات والسياسات المتبعة والتزام اتفاق الطائف كما أعلنا أكثر من مرة». وقال «لن أقبل بمواقف حزب الله التي تمسّ أشقاءنا العرب أو تستهدف أمن دولهم واستقرارها. هناك جدية بالاتصالات والحوارات القائمة للاستجابة للطروحات وعلينا أن نبني عليها».
وقال خلال استقباله في بيت الوسط المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى: «لقد كشفت هذه الأزمة نيات وتوجّهات البعض لضرب الاستقرار واستهداف البلد لغايات ومصالح خاصة، ونحن تصدينا وسنتصدى لهؤلاء بكل إمكاناتنا لاجل الحفاظ على الوحدة والاستقرار والنهوض بلبنان نحو الأفضل».
وحذّر من «أقاويل وإشاعات خبيثة تبث بين الناس لاستهداف أهل السنة، تارة باتهامنا بالتنازلات من هنا، وتارة أخرى بالتهاون بمصالح وحقوق السنة عموماً، وكل ذلك كلام سياسي هدفه محاولة هدم هذا الكيان السني الذي تمثله دار الفتوى ورئاسة الحكومة لغايات ومصالح شخصية».
أضاف: «من موقعي كرئيس للحكومة أؤكد لكم حرصي الشديد على حقوق السنة، كما سائر المذاهب والطوائف الأخرى في الوطن. لنا حقوق سنأخذها ولن نتهاون فيها، لأن هذا من حقنا. واجبي أن أجمع الناس على الخير وخصوصاً الذين يريدون الحفاظ على مصلحة الوطن العليا ووحدته واستقراره، أما الذين يريدون شراً بلبنان لغايات محلية او خارجية سأتصدى لهم وأواجههم بكل قوة».
وتابع: «نحن مستهدفون في المنطقة، وإذا لم نكن حكماء بمعالجة الأمور وتجنّب المزايدات والمهاترات سندخل البلد بمتاهات صعبة ونجره الى الخراب».
وعن المطالبة بمشروع العفو العام قال: «العمل متواصل بخصوصه، لأنه ملف معقد ويتطلب عملاً دؤوباً ووقتاً طويلاً لإنجازه. اما بالنسبة إلى التعطيل يوم الجمعة، فهناك مشروع قانون في المجلس النيابي في هذا الخصوص، وفي ما يخصّ موضوع الوظائف العامة، هناك حرص على عدم التنازل عن أي وظيفة أو موقع وهذا حق لنا كما للآخرين، وسنعمل على توزيع هذه الوظائف على المناطق على أساس الكفاءة».
أما نائب رئيس المجلس الشرعي الأسلامي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، فقال: «نحن في حاجة ماسة الى التنسيق والتناسق في وحدة العمل الحكومي، لما فيه مصلحة كل اللبنانيين، ولكي نتخطى الصعوبات والأزمات التي تواجهنا».
وخاطب الحريري قائلاً: «ما سمعناه منك في اليومين الماضيين من مواقف يطمئننا إلى أننا نسير على الطريق الصحيح الذي يجنب لبنان المخاطر المحدقة به. وكلنا أمل في تحقيق ما نرجوه لوطننا من استقرار وعزة وازدهار وما يعزّز أواصر الوحدة بين اللبنانيين واجتماعهم لمصلحة بلدهم».
وتوجّه المكتب الإعلامي للرئيس الحريري في بيان بـ «الشكر من جميع المواطنين الذين عبروا عن عواطفهم الصادقة تجاهه بكل الأشكال والوسائل. كما يشكر الجيش والقوى الأمنية على سهرهم على أمن المواطنين الذين توافدوا إلى بيت الوسط وتسهيل وصولهم. ولا ننسى توجيه شكر خاص للإعلاميين والصحافيين اللبنانيين والعرب والأجانب على تغطيتهم المميّزة.
ويدعو المكتب الإعلامي بلدية بيروت وأجهزتها المختصة إلى إزالة الصور واللافتات المرفوعة في المناسبة».