لحود: هل يعقل أن لا تُقبل هبة إيرانية الى جيش يخوض حرباً على الإرهاب؟
أعرب الرئيس العماد أميل لحود عن دهشته واشمئزازه في آن من بعض المواقف الاخيرة لذوي الشأن في ملفات لا تحتمل التأجيل أو التسويف أو المراوغة أو التردد»، متسائلاً: «هل يعقل مثلاً ألا تقبل هبة عينية إيرانية غير مشروطة إلى الجيش وهو يخوض اليوم حرباً على الإرهاب ويستعد لجبه عدوان جديد لا سيما من جرود عرسال التي لفها الصقيع والتي يتهددها السلاح الأمضى، أي الثلج، الذي سوف يدفع بالارهابيين التكفيريين الى مغادرة أوكارهم وكهوفهم كي يجدوا ملاذاً أكثر دفئاً وأمناً لهم؟
وسأل «هل يعرف ذوو الشأن أن السلاح والعتاد الذي سيرد إلى الجيش في إطار الهبة المذكورة هو ما يحتاجه فعلاً هذا الجيش في معركته تلك، ما يمكنه من حسمها وإنقاذ لبنان من غزوة جديدة من أعداء لا يقيمون وزناً للقيم الانسانية والشعوب والأوطان والحدود؟ هل من المعقول أيضاً ألا تكون الحكومة اللبنانية قد توافقت نهائياً وفي شكل جدي وعملي على سياسة واضحة ومتماسكة وموحدة لجبه الإرهاب التكفيري وضبط أماكن النزوح للحؤول دون تحولها الى بؤر ارهاب؟ وماذا عن خطة إعادة النازحين السوريين الى ديارهم بالتنسيق مع الدولة السورية»؟ وقال: «إن المطلوب واحد، بعد أن ابدت الدولة السورية استعدادها للبحث في هذا الملف الضاغط على لبنان، وهو أن تقدم الحكومة على التنسيق مع الدولة السورية المعنية به بهدف الحد من النزوح وإعادة النازحين على دفعات، ما يحقق التناقص في العدد الهائل للنازحين الذي يفوق قدرة تحمل لبنان اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً. أما الأكثر دهشة واشمئزازاً، فهو استمرار الأزمة السياسية الخانقة، كأنه يراد لهذا البلد أن يظل منقسماً على ذاته ومستباحاً، في حين أن المطلوب إقرار قانون انتخابات تتوافر فيه قواعد العيش المشترك وتتأمن معه صحة التمثيل، تمهيداً لبلوغ دولة المواطنة يوماً ما يبدو أكثر بعداً في ظل تفاقم التموضع الطائفي والمذهبي المستجد في المنطقة ولبنان». ولفت إلى «أن المراهنة اليائسة على سقوط الدولة السورية عادت مجدداً إلى الواجهة في ظل الارهاب التكفيري وتعامل الائتلاف الدولي معه بصورة مشبوهة، واستمرار رعاته من بني عثمان وسواهم، على دعمه بشتى الوسائل على رغم القرارات الدولية الزجرية، وتغاضيهم عن جرائمه الموصوفة والمتمادية ضد الانسانية، لا سيما جرائم الإبادة، على ما تم توصيفها في قرارات مجلس الأمن تلك تحت الفصل السابع، في حين أن الدولة السورية قيادة وجيشاً وديبلوماسية وشعباً، لا تزال تمسك بزمام الامور، لأنها دولة بكل المعايير والمفاهيم، وأن كل مسعى لضرب مقوماتها إنما يصب في خانة العدو «الاسرائيلي» المتناغم مع حركات التكفير والارهاب هذه». وشدد لحود على «أن لبنان مدعو إلى الكف عن هذه المراهنات الخاطئة والتي ثبت عقمها والتي تفاقم من وضعه وتشرذمه وتعرضه لشتى الأخطار، وإذا كان لا بد أن يصطدم مشروعان في لبنان، فمن المؤكد من حركة التاريخ أن مشروعنا سينتصر لأن الحق أقوى من الباطل ولأن الغرب لم يأتِ يوماً الى مشرقنا ليحل السلام فيه بل ليدمر مقومات وجودنا.
وأكد «أن العدو مشترك، وعلينا جميعاً أن نتحد للانتصار عليه حتى إذا تاه بعض عن الهدف أو تواطأ أو دخل في تبريرات بذريعة التعامل مع الواقع، تنزع عن الإرهاب التكفيري العدمي صفة الارهاب».
وكان الرئيس لحود استقبل في دارته في اليرزة كلاً من المنسق العام للجان والروابط الشعبية معن بشور ورئيس المنتدى القومي العربي في الشمال فيصل درنيقة.
ومن زواره أيضاً السيدة كارين لحود مع وفد من شركة treshold الراعي الرسمي لسباق hannibalrace.