شوقي العريضي: سعاده أطلق حركة نظاميّة هادفة إلى ارتقاء أمتنا من البلبلة إلى الجلاء واليقين رواد الخوري: التأسيس انطلاقةٌ نحو إقامة نظام جديد يجعل الحياة أرقى وأفضل وأجمل
أقامت مديرية أكرا في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً لمناسبة عيد تأسيس الحزب، في منزل ناموس المديرية نديم غانم، بحضور المدير أنور حاطوم وهيئة المديرية، مفوض مفوضية كوماسي شوقي العريضي، وجمع من القوميين والمواطنين.
افتُتح الاحتفال بالنشيدين الغاني والسوري القومي الاجتماعي، وألقى رواد الخوري كلمة جاء فيها: سأبدأ كلمتي بتحيا سورية، من هنا أتيت، ألقي التحية، مهنّئاً أبناء الحياة، بانبثاق نبض الحياة رافعة راية العزّ، ملوّنة بدماء الشهداء، مرفرفة بالحرّية والواجب والنظام والقوّة. سنة بعد سنة نمضي، يوم بعد يوم نقضي، ونحن ثابتون في وجهة سيرنا.
حرّية واجب نظام قوّة، كلمات حفرت على جدران قلوبنا، تكوّنت بها عقولنا، أُسّست عليها نفوسنا الشامخة التي فرضت حقيقتها في هذا الوجود، ولن تزول، والتي بعثت فينا قوّة تفعل وتغيّر وجه التاريخ.
وأضاف: إلى العلا، إلى مطارح الأمجاد، يتطلّع ذوو النفوس الكبيرة، لا ينظرون إلى الوراء من خلال السلبيات، بل يجعلون من الماضي نشيد الاندفاع وأهازيج الانطلاق إلى الأفضل عبر حاضر مساحاته القيم المتجذّرة في عمق التراث، تصدّهم حواجز الباطل لكنّهم لا يقفون لا يتراجعون، لا ينسون وبالانتصار متشبّثون.
يوم اللقاء هذا ليس حفلةً ترفيهيةً وليس لقاءً عاديّاً للتقليد، إنّه أسمى من هذا، إنّه وقفة للتأمّل والتفكير، إنه عرس الحصاد، والحصاد يشدّ جهد الأمس إلى لقاء الحاضر استعداداً للغد.
فالتأسيس، هو معنى وذكرى وانطلاقة يتوّجها الفداء الذي به للنصر سائرون، هو حركة تحويل الحزب إلى حركة شعبيّة تمتّد إلى جميع المناطق السورية، وعملية نشرٍ للوعي القوميّ في طول البلاد وعرضها، وبهذا يتحقّق المعنى.
التأسيس، ذكرى نقف من خلالها مع أبناء شعبنا وعليه نعلن أنّنا سنقف معاً ونجاهد معاً من أجل أمة حيّة أقسمنا على تحقيق مصلحتها وصيانة مصيرها بالدم الحار والذي يجري في عروقنا على كلّ القمم الشامخة في مسير حركة النهضة السورية القومية الاجتماعية، نستلهم منها زوادة الارتقاء لقمم نحن جديرون ببلوغها وبها نكون شهداء الحقّ والحقيقة، لأنّ الشهادة مصير كلّ الأحرار والقادة، القدوة عبر مسيرة النهضة منذ أسسها سعاده وعمّدها بدمه وحتى اليوم.
التأسيس انطلاقةٌ نحو إقامة نظام جديد يجعل الحياة أرقى وأفضل وأجمل، فالحياة وجمالها وخيرها وحسنها، هي الغاية الأخيرة لنا، حيث تضع أكتافنا ملتصقةً بأكتافكم، لنجتاز امتحان التحدّي فلنتزم بمبدأ الانتصار بكم ومعكم، لا عليكم، فيكون التأسيس عملاً يومياً متجدّداً يفتح الباب من جديد على رحاب الشهادة بعد أن حاول البعض إغلاقه، لأنّ حزباً التزم العزّ غاية لن ينتصر إلا بالفداء.
هوذا الحزب الذي جاء لبعث نهضة أمّة. إذا تشاركنا جميعاً في القول إنّ لنا نهضة، فإنّ النهضة لها مدلول واضح هو الخروج من البلبة والتفسّخ والشكّ، إلى النظام، نظام الفكر، وإلى التفاعل الموحّد، وإلى اليقين حيث الشؤون الحياتية، شؤون الانسان في الاستمرار، هي أشمل من الفرد وأبقى، لأنّها للمجتمع الباقي في تحقيقها في التطبيق العلمي تبقى في مدار الحقيقة المحوريّة الكبرى في مدار المجتمعات، كلّ بما هو خاص به منبثق عنه وعائد اليه بالمعرفة، ميزة العقل الهيبة الأسمى للإنسان، يميّز الانسان ما هو متوافق مع طبيعة وجوده وما هو باطل معرقل، كلّ ما دون ذلك باطل ولا يفلح من يجرّه الباطل.
العريضي
بعدئذٍ، تحدّث مفوض مفوضية كوماسي شوقي العريضي بِاسم المديرية، استهلّها بمجموعة قراءات قومية وتابع: في ظلّ الخطوب والمِحن وتحت وطأة الاستعمار، وهنا لا نقصد الاحتلال العسكري فقط، لا بل ما هو أشدّ بأساً وخطراً على وجودنا من استعمارٍ فكري ثقافي مُنظّم، لا يمكن ردعه إلا بالخطة النظاميّة المعاكسة التي وضعها مؤسس الحزب الزعيم أنطون سعاده والتي ترتكز على الصراع دفاعاً عن الحق وفي مواجهة الويل الذي حلّ بشعبنا.
وقال: من هنا، انبثق فجر النهضة، في السادس عشر من تشرين الثاني 1932، بعد أن أعدّ الزعيم الملهم الخطوط العريضة لتلك الحركة النظاميّة الهادفة إلى ارتقاء أمتنا من حال البلبلة إلى حالة الجلاء واليقين، أراد لها أن تكون ثورة فكرية توصلنا إلى أقانيم الخير والحق والجمال. نحن أعتمدنا في هذه المناسبة، ذكرى التأسيس، أن نكرّم بباقة من الورد تمثّل حضوركم الكريم، فنحن نؤمن بالتلاقي بالحوار، فحركتنا حركة مبنية على النهضة وتفاعل المجتمع، الهادفة إلى سلامة الارض والانسان، نحن لسنا مع اللون الواحد، وهنا أعني نسيج محتمعنا.
وتابع: يداً بيد، نبني وطناً على أسسٍ صلبةٍ لا تزول، هذا هو الفكر القوميّ الذي نعمل له، من أجل أجيالٍ ولدت وردّدت، بكم سنغيّر الدنيا ويسمع صوتنا القدر، بكم نبني غداً أحلى بكم نمضي وننتصر.
وإلى الأجيال التي لم تولد بعد، مخاطباً من عليائه، بنداءٍ مجلجلٍ، يا أبناء الحياة، لمن الحياة، ولمن نحيا، ومن هو زعيمنا؟ ولتحيَ سورية ويحيا سعادة.
واختتم كلمته بتوجيه تحية إلىا لأمين الراحل سبع منصور لِما كان له من حضور في غينيا وبين رفقاء مديرية أكرا ومفوضية كوماسي.
تلا ذلك قصيدة للشاعر أسد ملاح من وحي المناسبة. وطُبِعت 150 نسخة من الكتاب الصادر عن عمدة القضاء بِاسم «للحقيقة والتاريخ»، ووُزّعت على الحضور. واختُتم الاحتفال بعشاء، ثمّ قطع قالب حلوى خاص بالمناسبة.