الحاج حسن: كيف نبني اقتصاداً متيناً وواعداً وجزء من بلدنا لا يزال محتلاً من العدو «الإسرائيلي»؟
أكد وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن أنّ لبنان يسعى في لبنان، «على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها والمنطقة المحيطة بنا، إلى تخطي الصعوبات عبر ابتكار حلول آنية ومرحلية»، لافتاً إلى «أنّ هذه الحلول تحاول تخطي الأزمات ولكنها لا تستطيع حلها. وتؤجل بداية الانحدار الاقتصادي والاجتماعي في حال بقي الوضع على ما هو عليه».
وفي كلمة ألقاها خلال الدورة الـ 17 للمؤتمر العام لوزراء صناعة الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية يونيدو المنعقدة في العاصمة النمساوية ـ فيينا، قال الحاج حسن: «نحن نحرص على المشاركة في المحافل الدولية ونجد في هذه المشاركة ضرورة وفرصة لنقل موقفنا. ففي لبنان فسيفساء من القوى والأحزاب والطوائف اجتمعت واتفقت على تجنيب لبنان أي صراع في ما بينها. هذا التوافق الداخلي لم يرض أطرافاً خارجية حاولت وتحاول ضرب التسوية والسلام في لبنان».
أضاف: «إنّ التضامن الدولي مع لبنان مشكور. ولقد تجلى بوضوح في الأسبوعين الماضيين. وترجم بمواقف قوية عبرت عن دعم استقلال لبنان واستقراره السياسي والأمني، ودعم حكومته والمسار السياسي الذي تنتهجه. وأدى ذلك إلى تجنيب لبنان خضة كبيرة لو استفحلت، لكان من الصعوبة تقدير مخاطرها وانعكاساتها. ونحن ندرك أنّ الاهتمام الدولي بلبنان نابع من العلاقات التاريخية والأخوية التي تربطنا بمعظم الدول، ومن كون لبنان أحد المؤسسين الأوائل لشرعة الأمم المتحدة. ولكن يجب أن يلفت النظر إلى عدة أزمات تهدّد لبنان أولها التهديدات الاسرائيلية ومن ثم التهديدات الإرهابية وكذلك الوضع الاقتصادي في لبنان، وكذلك أزمة النازحين السوريين الذين يعيشون في لبنان والمقدر عددهم بمليون ونصف المليون لاجىء».
وتابع الحاج حسن: «الحرب في سورية شارفت على النهاية. وتقهقرت القوى الإرهابية والظلامية والتكفيرية التي ولدت الإرهاب والقتل والدمار في أنحاء المعمورة. وفي السنتين الماضيتين، وفي مثل هذه الأيام بالذات، كان داعش يضرب في أوروبا وفي أنحاء أخرى من العالم. ويوقع القتلى والضحايا الأبرياء في محطات الأنفاق وعلى الطرق وفي المطاعم والمسارح. ونقلنا تعازينا وتضامننا إلى عائلات الضحايا وإلى الحكومات والدول المستهدفة. أما الآن، فإنني أود في هذه المناسبة أن أطمئنكم وأن أؤكد لكم أنّ الحرب في سوريا والعراق على مشارف النهاية. ولقد استطعنا في لبنان وسورية والعراق أن نهزم المشروع التكفيري الإرهابي الهدام للأوطان والمجتمعات والأديان. هذا المشروع الذي لقي وللأسف الدعم والتمويل والتسليح والرعاية من دول عديدة».
نحن في لبنان، نريد السلام والأمان. نريد بناء بلدنا، وأن نعيش باستقرار وبحبوحة ورفاهية.
نحن نحمل رسالة الحضارة والثقافة والعيش المشترك. نريد الاعمار والتنمية المستدامة وتطوير القطاعات الانتاجية الصناعية والزراعية وغيرها من المرافق الحيوية لبناء اقتصاد متين ومستقبل واعد. ولكن كيف السبيل إلى ذلك ولا زال جزء من بلدنا محتلا من العدو الإسرائيلي الذي يخرق سيادة لبنان بشكل دائم، ولا زال يحرم الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه ومن أرضه؟ كيف السبيل الى ذلك وأطماع اسرائيل في أرض لبنان وفي مياه لبنان وفي نفط لبنان وفي غاز لبنان غير خافية على أحد؟
كيف السبيل إلى ذلك، مع أزمة اقتصادية وعدم التزام المجتمع الدولي بوعوده ومع وجود مليوني لاجىء سوري وفلسطيني. وكل هذه الأزمات تحتاج إلى حلول عادلة ومنصفة».
وقال: «من جهة أخرى، كما أعلنا شجبنا كل عمل ارهابي يطال الأبرياء والعزل، نعلن تضامننا مع شعب اليمن وأطفال اليمن الذين يموتون يوميا والحصار الظالم الذي يمنع عنهم المواد الغذائية والطبية مع تفشي مرض الكوليرا وانتشار المجاعة حيث غيب عنهم السلام والازدهار وغاب عنهم اهتمام الكوكب والشعوب بهم. وندعو المجتمع الدولي الى التحرك السريع لوقف الحرب في اليمن وعلى الشعب اليمني.
وختم الحاج حسن كلمته مجدّداً «التزام لبنان برنامج عمل يونيدو للأعوام 2016 2030».
وكان وزير الصناعة التقى المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو» لي يونغ.