رئيس الجمهورية يلبّي دعوة نظيره الإيطالي: وحدة اللبنانيين عامل أساس في حفظ الاستقرار
يغادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم بيروت، متوجهاً إلى روما بزيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام، تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الذي سيجري معه محادثات في قصر الرئاسة الايطالية تتناول العلاقات اللبنانية الإيطالية وسبل تطويرها في المجالات كافة. كما سيتطرق البحث الى التطورات الاخيرة في لبنان والمنطقة. كما سيلتقي عون رئيس الوزراء الايطالي باولو جينتيلوني وعدداً من المسؤولين الايطاليين.
ويرافق الرئيس عون وفد رسمي يضم اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وسفيرة لبنان لدى ايطاليا السيدة ميرا الضاهر فيوليديس.
ومن المقرر أن يفتتح الرئيس عون غداً الخميس مؤتمر الحوار الاوروبي – المتوسطي الذي يعقد في العاصمة الايطالية ويلقي كلمة باسم لبنان، وذلك في حضور الرئيس الايطالي وعدد من المسؤولين في دول اوروبية ومتوسطية.
وينعقد المؤتمر للمرة الثالثة في روما ويتناول مواضيع تهم الدول الواقعة على ضفتي حوض البحر الابيض المتوسط، أبرزها هذه السنة كيفية المحافظة على الاستقرار السياسي لهذه الدول بما يتيح فرص التبادل والحوار والأمن المشترك، من خلال بناء استراتيجيات لمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وطرائق الحد منها مع احترام حقوق الانسان.
ودعي الى حضور المؤتمر الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، ووزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران محمد جواد ظريف، إضافة إلى ممثلين عن عدد من دول الخليج العربي والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني، إضافة الى مسؤولين ايطاليين وشخصيات لبنانية وعربية. ويتضمن برنامج زيارة الرئيس عون، لقاء مع ابناء الجالية اللبنانية في ايطاليا.
وعشية الزيارة الرسمية إلى إيطاليا استقبل الرئيس عون البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي أكد أن الرئيس عون بحكمته وهدوئه ونظرته البعيدة امتصّ ما حصل والبلد عاد ليعيش الفرحة الكبرى، لافتاً الى أن زيارته تأتي لسببين: أولاً «تمنيت للرئيس التوفيق في سفره إلى إيطاليا، وثانياً وضعته بأجواء زيارتي للسعودية، رغم أنني أرسلت له تقريراً خطياً». وإذ حيا الراعي المملكة العربية السعودية، لفت إلى أنه سمع كلاماً رائعاً من الملك سلمان وولي العهد عن لبنان، وقال الراعي: «ننتظر نتيجة المشاورات التي قام بها عون ونتمنى ان تحل الأمور وقيمة لبنان بعلاقاته مع الدول كافة». وأضاف: «الرئيس قام باستشارات وسمع الأحزاب، وننتظر نتيجة المشاورات ونأمل أن تكون إيجابية، والرئيس قال لي إنه سيكون هناك جلسة للحكومة فور عودته من إيطاليا وستكون المشاورات على جدول أعمالها». من جهة أخرى، قال: «إذا كان من حاجة فنحن مستعدّون لندعو إلى قمة مسيحية إسلامية، لكن ننتظر نتيجة المشاورات وأعتقد أنها ستكون خيراً». وكان الراعي وصل الى بعبدا آتياً من ايطاليا مباشرة.
واستقبل الرئيس عون، بحضور سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى، وفداً من معهد الدراسات الأميركي EAST WEST برئاسة كاميرون مونتير، تداول مع أعضائه الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، عارضاً مواقف لبنان من التطورات المحلية والاقليمية الراهنة.
وشدد الرئيس عون أمام الوفد، على أن وحدة اللبنانيين وتضامنهم والتفافهم حول مؤسساتهم الدستورية، عوامل أساسية في حفظ الاستقرار والأمن فيه، وتمكينه من مواجهة التحديات على أنواعها.
ولفت لأعضاء الوفد إلى استمرار التهديدات «الإسرائيلية» وخطورتها، لا سيما الانتهاكات المتكررة لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 الذي التزم لبنان تطبيقه، في ما لا تزال «إسرائيل» تُمعن في خرقه وتجاهل الدعوات الدولية المتكررة للتقيد به. كما شدّد على ضرورة إنهاء معاناة النازحين السوريين وتمكينهم من العودة الى بلادهم.
على صعيد آخر، أبرق الرئيس عون إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، معزياً بوفاة شقيقته الأميرة مضاوي بن عبد العزيز.