لافروف: اللعب بالنار مع كوريا الشمالية له عواقب كارثية

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي القضية النووية لكوريا الشمالية، إلى جانب عدد من المسائل الأخرى.

وقال الناطق الصحافي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للصحافيين إنه «جرى تبادل الآراء حول الوضع في شبه الجزيرة الكورية في أعقاب التجربة الأخيرة لصاروخ باليستي التي قامت بها بيونغ يانغ».

وأضاف بيسكوف أنه «في ما يخص القضايا الدولية، أطلع الرئيس أعضاء مجلس الأمن على نتائج قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي في مينسك».

كما أطلع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، المشاركين في الاجتماع على «نتائج زيارته الأخيرة لمصر. وتمّت أيضاً مناقشة موضوع أمن الطاقة في الأقاليم الروسية».

من جهّته، حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولايات المتحدة من «لعبها بالنار في قضية كوريا الشمالية»، مؤكداً أنّ أيّ «نزاع عسكري مباشر في شبه الجزيرة الكورية سيؤدي لعواقب كارثية وخيمة».

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك عقده، أمس، مع نظيره الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، في روما: «إنّ مواقفنا من قضايا شبه الجزيرة الكورية شفافة ونزيهة وواضحة، وأكدناها مراراً وتكراراً»، متابعاً: «نعتبر أنّ المهمة الأساسية تكمن في منع نشوب نزاع مسلح هناك، وهو ما سيسفر عن تداعيات كارثية بالنسبة للدول التي توجد في المنطقة»، مضيفاً: «يجب ألا ننسى أيضاً أن الصين وروسيا تقعان تقريباً على حدود كوريا الشمالية».

وانتقد لافروف «السياسة الحالية للولايات المتحدة في إطار هذه المسألة»، مشيراً إلى «اتخاذها خطوات استفزازية وتصعيدية قد تثير رداً من كوريا الشمالية».

واعتبر الدبلوماسي الروسي «أنّ كلمة المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، التي ألقتها مؤخراً في مجلس الأمن الدولي على خلفية الإطلاق الصاروخي الأخير لكوريا الشمالية، تصريحات محرّضة على سفك الدماء».

وتابع موضحاً: «لو يريد أحد حقاً إرادة شديدة استخدام القوة من أجل تدمير كوريا الشمالية، وفق ما قالته المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، فهذا، برأيي، لعب بالنار وخطأ كبير».

وشدّد لافروف على أنّ «روسيا ستفعل كل شيء لمنع وقوع ذلك، من أجل حل القضية حصراً من خلال سبل سلمية وسياسية دبلوماسية».

بدوره، أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، «أنّ موسكو تأخذ بالاعتبار عواقب حلّ عسكري محتمل بشأن كوريا الشمالية وهي مستعدة، ولذلك لن يكون مثل هذا التطور للأحداث مفاجئاً لها».

ورد باتروشوف على سؤال عما إذا كانت توجد تهديدات لروسيا أم لا بسبب أعمال كوريا الشمالية، قائلاّ: «توجد، طبعاً».

وأضاف في هذا الشأن قائلاً: «نحن نوجد عملياً على حدود معهم، ولذلك نحن مهتمّون، بأن يحل كل شيء بطريقة سياسية ودبلوماسية».

وعما إذا اتخذت روسيا تدابير في حالة حلّ عسكري ضدّ كوريا الشمالية والتهديد المحتمل لروسيا، قال المسؤول الأمني الروسي :»نحن نحسب لهذا الأمر، ونستعدّ. هذا لن يكون مفاجئاً لنا».

في السياق نفسه، قال أعضاء وفد برلماني روسي زار كوريا الشمالية مؤخراً، «إنّ بيونغ يانغ لم تؤيد المقترحات الروسية حول نزع السلاح في شبه الجزيرة الكورية».

وفي تصريح صحافي أكدت سفيتلانا ماكسيموفا «أنّ كوريا الشمالية لم تقبل خريطة الطريق التي عرضتها موسكو لحل الأزمة في المنطقة».

فيما قال النائب الآخر، فيتالي باشين، «إن أعضاء الوفد ناقشوا مع الطرف الكوري الشمالي خريطة الطريق الروسية الهادفة إلى تخلّي بيونغ يانغ عن برنامجها النووي في المستقبل»، متابعاً: «لكنّ زملاءنا الكوريين أجابوا بالقول إنهم لم يتخلّوا أبداً عن برنامجهم النووي في الظروف الراهنة».

وأضاف النائب «أنّ المسؤولين في بيونغ يانغ قالوا لهم إنهم مضطرون لاختيار سلوك عدواني»، كما إنهم يعتبرون أن «عملية إطلاق الصاروخ الأخيرة التي لم تمس بسيادة أي دولة جرت بدقة عالية» وأصبحت بلادهم بعدها «قوة نووية تشعر نفسها في مأمن تامّ».

فيما اعتبر نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي، أليكسي تشيبا، «أن على كوريا الشمالية والولايات المتحدة قبول الحلّ الصائب الوحيد الذي اقترحته روسيا، ألا وهو التجميد المتبادل وتسوية الأزمة بصورة تدريجية».

من جهة أخرى، أبدى وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أول أمس، «ثقته بضرورة بذل جهود دبلوماسية لحل الأزمة المتفاقمة مع كوريا الشمالية»، خلافاً لتصريحات دبلوماسيين هدّدت وتوعّدت.

وقال ماتيس في كلمة ألقاها في البنتاغون: «لا أريد أن أقول إنّ الدبلوماسية لا تعمل، سنواصل التحرّك على المسار الدبلوماسي والعمل من خلال مجلس الأمن الدولي، وسنكون مثابرين».

وفى الوقت ذاته، أكد ماتيس «أن الدبلوماسيين الأميركيين سيتحدثون من موقع قوة، لأنّ لدينا خيارات عسكرية لحل هذه المشكلة».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد قال أيضاً أول أمس، «إنّ الجهود الدبلوماسية الصينية أخفقت في كبح برنامج بيونغ يانغ النووي»، بينما قال وزير خارجيته ريكس تيلرسون «إنه ينبغي لبكين بذل المزيد للحدّ من إمدادات النفط إلى بيونغ يانغ».

وفي تغريدة على تويتر، وجّه ترامب إهانة جديدة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ووصفه بأنه «جرو مريض»، وذلك بعدما أجرت كوريا الشمالية، فجر الأربعاء، تجربة لأحدث صواريخها الباليستية العابرة للقارات حتى اليوم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى