دمشق تؤكّد أنّ لا قرار بعودة وفد الحكومة إلى جنيف.. وسفير أميركي يعترف بمنجزات روسيا في محاربة «داعش»
كشف مصدر حكومي سوري أنّ وفد الحكومة لم يقرّر بعد ما إذا كان سيعود إلى جنيف، اليوم الثلاثاء، لاستئناف مفاوضاته مع المعارضة تحت إشراف الأمم المتحدة.
وقال المصدر، إنّ القرار النهائي لم يُتّخذ بعد، وإنّ دمشق لا تزال تفكّر في مدى جدوى مشاركته في المفاوضات، مضيفاً أنّه بعد اتخاذ القرار سيتمّ الإعلان عنه عبر القنوات الدبلوماسية المعتمدة.
من جانبه، أكّد يحيى العريضي، المتحدّث بِاسم «معارضة الرياض»، أنّ رئيس الوفد نصر الحريري سيعود إلى جنيف مساء الاثنين.
ولم تصدر أيّ معلومات أمس، من مكتب المبعوث الدولي الخاص إلى الشأن السوري ستيفان دي ميستورا، حول استئناف الجولة الثامنة من المفاوضات السورية في جنيف، بعد أن أعلن دي ميستورا، الخميس الماضي، أنّه دعا الوفود إلى استئناف المناقشات اليوم الثلاثاء.
ويوم الجمعة الماضي، وضع رئيس الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري، عودة وفده إلى المفاوضات موضع الشك، مشيراً إلى أنّ إصرار المعارضة على الحديث عن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد «عمل استفزازي» و«غير مسؤول سياسياً».
إلى ذلك، اعترف السفير الأميركي بموسكو، جون هانتسمان، بنجاحات روسيا في الحرب ضدّ «داعش» في سورية، مشيراً إلى أنّ النجاحات في محاربة «داعش» تمّ تحقيقها بفضل التعاون بين واشنطن وموسكو.
وقال السفير في حديث لإذاعة «كومرسانت أف أم» الروسيّة، إنّ «الرئيس دونالد ترامب كان يشير في تعهّداته قبل الانتخابات إلى أنّ استئصال «داعش» يعتبر نقطة رئيسية. وعلى ما يبدو، فقد تمّ إنجاز ذلك، أو سيتمّ إنجازه قريباً. وقد تمّ إنجاز ذلك بالتعاون مع الشركاء الآخرين، مثل روسيا التي عملنا معها سويّة في سورية».
وأضاف السفير أنّ الملف السوري هو «المجال الذي نتعاون فيه، ويجب أن نتعاون فيه».
وتابع قائلاً: «نحن جميعاً نسعى إلى نتيجة واحدة، ألا وهي انتخابات وفقاً للدستور برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة كافّة فئات الشعب السوري. والولايات المتحدة لم تتخلَّ عن مسؤولياتها في مجال الأمن والمفاوضات».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن في وقت سابق أنّ روسيا والولايات المتحدة توصّلتا إلى مزيد من التفاهم بشأن استراتيجية محاربة الإرهاب في سورية، بفضل الاتصالات المستمرّة بين العسكريّين.
بدوره، أكّد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، أنّ إمكانيات التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في سورية لم تستنفد بعد.
وفي السياق، رحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي بالنجاحات الأخيرة التي تمّ إحرازها في عملية استئصال بؤر الإرهاب في سورية.
وأعلن الكرملين في بيان له، أنّ الرئيسين الروسي والمصري شدّدا أثناء مكالمة هاتفية بينهما أمس الاثنين، على أهمية تكثيف الجهود في سبيل دفع الحوار الشامل بين السوريّين إلى الأمام.
وأضاف البيان أنّ بوتين والسيسي بحثا أيضاً تطوّرات الوضع في ليبيا والتسوية الشرق أوسطيّة، وتبادلا مرة أخرى المواقف بشأن أهم مسائل التعاون الروسي المصري، على مختلف الأصعدة، وخاصة في مجال الطاقة النووية، ثمّ اتفقا على مواصلة الاتصالات بين دولتيهما على مختلف المستويات.
وفي مستهلّ المكالمة، قدّم الرئيس الروسي مرة أخرى تعازيه في سقوط أكثر من 300 قتيل إثر العملية الإرهابية الوحشية التي استهدفت مسجد الروضة في شمال سيناء يوم 24 تشرين الثاني المنصرم.
على الصعيد الميداني، أكّدت وزارة الدفاع الروسية أنّه في الأيام المقبلة سيتمّ تحرير كامل أراضي سورية إلى الشرق من الفرات من الإرهابيين.
وأشارت الوزارة إلى أنّه انعقد في سورية أول اجتماع لوفود لجنة إدارة الأقاليم الشرقيّة من نهر الفرات، وتمّت دعوة ممثّلي روسيا، لافتةً إلى أنّ لجنة شرق دير الزور تعمل على تشكيل هيئات السلطات ومساعدات إنسانيّة وعودة النازحين وإزالة الألغام وإعادة الإعمار.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية، أنّ «القوّات من تشكيلات الدفاع الشعبي الوطنية من قبائل شرق الفرات، تكمل تدمير تنظيم «داعش» في المنطقة الشرقية من محافظة دير الزور في سورية»، موضحةً أنّ إجراءات قوّات الدفاع الوطني شرق الفرات تنسّق من قِبل مقرّ مجموعة القوّات الروسية في حميميم.
وأردفت قائلةً إنّ «التشكيلات الكردية تعلن عن استعدادها لتوفير الأمن للعسكريّين الروس شرق الفرات في سورية».
وكشفت الوزارة أنّ القوات الجوية الروسية قامت بـ 672 طلعة جويّة لدعم قوات الدفاع الشعبي الوطنية لقبائل الفرات والقوات الكردية، وتمّ إصابة أكثر من 1450 هدفاً.
وقالت الدفاع الروسية، إنّه تمّ تشكيل غرفة عمليات مشتركة للتعاون مع قوات الدفاع الشعبي، والتي تضمّ عسكريّين روس وممثّلي قبائل شرق الفرات، مبيّنةً أنّ ممثّل الأكراد يعلن أنّ أعضاء لجنة شرق الفرات تعتبر المناطق الشرقية لمحافظة ديرالزور جزء لا يتجزّأ من سورية.
وكانت الوزارة أعلنت في وقت سابق، أنّ 6 قاذفات استراتيجية من طراز «تو22 أم3» شنّت غارات على مواقع لـ«داعش» في دير الزور، وعادت إلى قواعدها سالمة بعد إصابة أهدافها بدقة عالية. وأضافت الدفاع الروسية، أنّ «الغارة استهدفت مخازن عتاد ومراكز للآليّات ومواقع للإرهابيّين في دير الزور».
البيان الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية أوضح أنّ «القاذفات الاستراتيجية من طراز «توبوليف 22 أم 3» أقلعت من الأراضي الروسية، ووجّهت ضربات جويّة ضدّ مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي جنوب شرقي محافظة دير الزور».