الملتقى الأول للمهندسات اللبنانيات برعاية أوغاسبيان

رعى وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان، الملتقى الأول للمهندسات اللبنانيات تحت شعار «المهندسة اللبنانية: قدرة، تفوق، وإبداع»، في قاعة نقابة المهندسين في بيروت، الذي نظمته لجنة المهندسات اللبنانيات في اتحاد المهندسين اللبنانيين، بحضور وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا التويني، رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب جاد تابت، رئيسة لجنة المهندسات في الاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية فاليري اكبركبا، والنقباء السابقون: سمير ضومط، صبحي البساط، خالد شهاب وأعضاء مجلس النقابة، وعدد من المديرات العامات في الإدارات العامة وحشد من المهندسات والمهندسين.

بداية، تحدثت رئيسة لجنة المهندسات اللبنانيات في نقابة المهندسين في بيروت المهندسة زينا مجدلاني، فأشارت إلى أنّ «الهدف الأساسي لهذا الملتقى هو تسليط الضوء على واقع المهندسة اللبنانية كقائدة وصانعة قرار في القطاعين العام والخاص وعلى دورها في إحداث التغيير والإصلاح بالرغم من العقبات والتحديات التي قد تواجهها في حياتها المهنية»، وعرضت قصص نجاحات مهندسات رائدات ومبدعات «يشكلن المثل الأعلى للزميلات الحاضرات ولمهندسات المستقبل».

وأجرت اكبركبا مقارنة بين «التجربة الأفريقية في واقع المرأة وبقية القارات وفقاً للمسح الأخير الذي أجرته اللجنة، إذ أنّ نسبة النساء في المدرسة مقابل نسبتها في القوى العاملة هي بين 8 و15 في المئة، أما في أوروبا فهي بين 8 و25 مع المملكة المتحدة أدنى و في السويد حوالي 25 . وفي الولايات المتحدة 14 ما يدل على بعض الانخفاض اليوم، أما في الشرق الأوسط فهي في البحرين مثلاً 32 وفي الكويت 49 وفي لبنان بين 15 و18.5 »، شارحة أسباب أن النسبة المئوية للقوى العاملة للمرأة أقلّ من نسبة الالتحاق بالمدارس في دول العالم الثالث».

من جهته، اعتبر النقيب تابت «أنّ الحياة لا تستقيم إلا بالمساواة بين المرأة والرجل، لأنه في كل مضمار تخوض المرأة مسارا معينا تبلي فيه بلاء حسنا، وترتقي إبداعا، وصولا نحو الريادة المشهودة. وعالم الهندسة، فيه من إبداعات المهندسات حجما كبيرا ومساحة واسعة، لأنها ترى بعينها الثاقبة التغيير وتعيشه، وهي واهبة الحياة، بارعة في جعلها تنتصر، على الرغم من الصعوبات والمعوقات التي تعترضها، وهي التي تهندس خطوط الحياة وتبني المعالم على أسس بارعة وواضحة».

وأعلن أنه «بالرغم من انه لا يزال هناك مسار طويل كي تتمكن المرأة اللبنانية من الحصول على حقوقها الكاملة، إلا أنّ المهندسات اللبنانيات أثبتن تفوقهن على كل المستويات، داحضات مقولة أنّ الرجل هو الأكفأ، فمنهن الخريجات اللواتي احتللن المراكز الأولى في دفعاتهن، وبرعن في تسلم أعلى المراكز المهنية، خصوصاً في البلديات والمؤسسات العامة والخاصة، وهن على رأس أفضل المكاتب الهندسية، فضلاً عن مساهمتهن الفعالة في الأعمال الهندسية دراسة وتنفيذاً في مواقع العمل».

ولفت إلى «أنّ هذا المؤتمر أو الملتقى هو ضرورة لتبادل الخبرات والتجارب بين المهندسات، وأنّ هذه المبادرة المشكورة يجب أن تكون خارطة الطريق نحو تمكين المهندسات في بناء المجتمع، إيماناً منا بقدرتهن على الوصول إلى مواقع القرار أكثر وإمكانياتها الكبيرة في اعتلاء المناصب القيادية».

وفي هذا المجال، أكد «ضرورة تعزيز التمثيل النسائي في الحكومة ومجلس النواب والفئة الأولى إذ أنّ هذا التمثيل لا يزال حتى الآن مجحفاً ويحتاج إلى فتح المسارات أمام اللبنانيات المبدعات في كل المجالات ليتمثلن في كل المراكز».

وأوضح «أنّ نقابة المهندسين في بيروت هي المبادرة الأولى على المستوى الوطني لإعطاء المهندسة اللبنانية حقها فهي تساوي الرجل بكلّ التفاعلات النقابية وتمثل المهندسات خير تمثيل في كل المواقع التي تعتليها في النقابة، وتبلغ نسبة النساء في النقابة أضعاف عدد الرجال في كلّ الأقسام والدوائر».

وأعلن تابت «أنّ النقابة ستعمل جاهدة على فتح المسارات القيادية للمهندسات اللواتي يعملن في الكادر الراداري والفني، إذ لهن الأولوية في كل النشاطات والأعمال فضلا إنهن وضعن لمساتهن الإبداعية في التفاعل العملي اليومي».

وختم: «إنها حقيقة لا تحتاج إلى هندسة، أنتن أيتها المهندسات هنا حاضرات في كل وقت، وبارعات في كل الميادين والمنتديات. فهنيئا لكن بكل إبداع وهنيئا للوطن بنسائه الملهمات».

وأشار أوغاسبيان، من ناحيته، إلى أنّ مطالبته «بوجود المرأة في المجلس النيابي لا تنطلق من المطالبة بحقوق المرأة فقط، لأنّ المسألة ليست مسألة شكلية أو ترفاً سياسياً أو عددياً، إنما هذه المؤسسات بحاجة إلى هذه القدرات لأنّ المرأة الناجحة بقدراتها تستطيع أن تنقل المؤسسة التي تعمل فيها نقلة نوعية في الأداء وتظهر كفاءاتها لتتبوأ هذه المراكز، وبالتالي أي غياب للمرأة عن هذه المؤسسات هي خسارة للمؤسسات والوطن ولبنان، أكثر مما هي خسارة للمرأة بحد ذاتها، إنها مسألة التزام وإنجازات وطاقات وعلم».

وتابع: «لقد تعرفت من خلال هذه الوزارة على المجتمع اللبناني، وزرت جميع المناطق من عكار إلى صور مروراً ببيروت، وليس صحيحاً أنّ المجتمعات الريفية لا تملك المرأة فيها ثورة بداخلها نحو الإصلاح والتقدم والتطور».

وأشار إلى أنّ «القيمة اليوم هي للقدرة والإمكانيات ولتطور المجتمع والمؤسسات في القطاع العام أو الخاص، إن كان عند المرأة أو عند الرجل، وعقلية توزيع المهام غير منصفة، فمن يملك الفكر والطاقة، وأنتن أيتها المهندسات مثال للتطور والتقدم».

وأكد «أنّ الرجال هم المسؤولون عن وضع العراقيل في عملية تطور وتقدم المرأة. ويجب أن يكون هناك توازن في السباق والانطلاق من الخط عينه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى