إيفانوف: روسيا يمكن أن تكون ضامناً لاتفاق سلام نهائي في أوكرانيا

قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن اجتماعاً قد يعقد بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني، بيوتر بوروشينكو، بحضور رئيسي ألمانيا وفرنسا في ميلانو هذا الأسبوع.

وأضاف المسؤول الروسي أن بوتين وبوروشينكو قد يعقدان محادثات ثنائية خلال قمة قادة آسيا وأوروبا يومي الخميس والجمعة، لكنه قال إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد بعد، مشيراً إلى أنه من المنتظر أن يجتمع الرئيس الروسي مع مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل اليوم الخميس.

وكان بيان صادر عن الكرملين في وقت متأخر من ليل أول من أمس قد ذكر أن بوتين وبوروشينكو تحدثا هاتفياً وناقشا إجراءات استعادة السلام في شرق أوكرانيا، والخطوات الممكن اتخاذها للإسهام في إيجاد حل سلمي للوضع.

وأفاد المكتب الإعلامي للكرملين بأنه أثناء الاتصال الذي بادر إليه الجانب الأوكراني، اتفق الرئيسان على بحث موضوع توريدات الغاز الروسي إلى أوكرانيا، كما أكد الطرفان استعدادهما لمواصلة تبادل الآراء، بما في ذلك حول مسألة الغاز.

وقد جاء ذلك في وقت أعلن سيرغي إيفانوف، مدير ديوان الرئاسة الروسية، أنه في حال توصل طرفا النزاع في أوكرانيا إلى اتفاقات نهائية، فإن روسيا يمكن أن تكون ضامنة لهذه الاتفاقات بشكل أو بآخر.

وقال إيفانوف إن الهدنة في شرق أوكرانيا الآن هشة للغاية، وفي هذه الحالة يمكن لروسيا أن تساعد فقط في الحفاظ عليها، مؤكداً أن خطة الرئيس بوتين سمحت بوقف الحرب، و أشاد بالدور الواضح لوزارة الخارجية الروسية والرئيس الروسي في ذلك.

ولم ينف إيفانوف وجود متطوعين من روسيا في شرق أوكرانيا، كما لم يستبعد احتمال استئناف القتال هناك، لكنه أعرب في الوقت ذاته عن أمله في أن تدرك كييف وكذلك دونيتسك ولوغانسك عدم وجود بديل للسلام.

من جهة أخرى، أكد المسؤول الروسي أن العثور على مقابر جماعية قرب دونيتسك في شهر أيلول الماضي يدل على عمليات تطهير عرقي وإبادة.

من ناحيته، أعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أن المجتمع الأوكراني منقسم على نفسه، إلا أن أوكرانيا دولة مستقلة ويجب أن يقرر الأوكرانيون مصيرهم بأنفسهم، وأضاف أن بعض الأوكرانيين يريدون إقامة علاقات مع الاتحاد الأوروبي وآخرين يفضلون التعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وأن البعض يريدون التحدث باللغة الأوكرانية فقط، بينما يتحدث الآخرون بالروسية فقط.

وأكد رئيس الحكومة الروسية أن سياسة القيادة الأوكرانية السابقة في المجال الاقتصادي كانت غير فعالة إطلاقاً، مشيراً إلى أن أوكرانيا أصبحت نتيجة لذلك دولة على حافة «انهيار مالي» لا تستطيع تنفيذ التزاماتها وتسديد ديونها.

وقال إن نظام الحكم في أوكرانيا هو شأن الأوكرانيين وسلطات البلاد، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الحفاظ على أوكرانيا موحدة الآن في طريق مسدود، وأكد أن التوصل إلى اتفاق على إقامة نظام فدرالي قد يساعد على تطوير البلاد، مضيفاً أن هذا القرار هو بيد السلطات الأوكرانية وسكان شرق البلاد.

هذا وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن أن على الولايات المتحدة استغلال نفوذها لدى سلطات كييف لضمان تطبيقها اتفاقيات مينسك بشأن حل الأزمة الأوكرانية.

وأكد في مؤتمر صحافي، عقده بعد محادثاته مع نظيريه الأميركي والفرنسي في باريس يوم الثلاثاء 14 تشرين الأول، أن نظيره جون كيري قد شاطره هذه الموقف، مضيفاً أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين طرفي النزاع الأوكراني في العاصمة البيلاروسية مينسك في 5 أيلول الماضي، تقضي باتخاذ جميع الخطوات المؤدية إلى حل النزاع، ابتداءً من وقف إطلاق النار إلى بدء الحوار السياسي.

وفي قضية المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في ضواحي مدينة دونيتسك جنوب غرب أوكرانيا، قال لافروف إن محادثاته مع كيري لم تتناول هذا الموضوع. ومع ذلك، فقد جدد الوزير الروسي موقف بلاده الداعي إلى إجراء تحقيق في جميع الجرائم المرتكبة في أوكرانيا، بما في ذلك «قضية القناصة» في كييف، ومجزرة أوديسا.

وفي هذا الصدد، أعرب لافروف عن اعتقاده بأن سلطات كييف لا تبذل جهوداً كافية للتحقيق في هذه الجرائم، مضيفاً أن على مجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة الأمم المتحدة أن تأخذ زمام المبادرة في إشرافها على عملية التحقيق ومنع حجب بعض الوقائع الإجرامية.

الى ذلك، أعلن أحد قادة جمهورية دونيتسك الشعبية أنه يعول على توقيع الرئيس الأوكراني قانوناً يمنح بعض المناطق جنوب شرق أوكرانيا وضعاً قانونياً خاصاً، مشيراً إلى أن «دونيتسك» ستعتبر توقيع هذا القانون خطوة إلى الأمام من جانب سلطات كييف.

وفي تصريح صحافي، قال نائب رئيس وزراء الجمهورية أندريه بورغين إن هذا القانون يعد أول نص رسمي أوكراني يعتبر قادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك «أطرافاً وليس إرهابيين»، كما أنه ينص على أن لسلطاتهما حقاً في بناء علاقات سياسية واقتصادية مع الخارج، إضافة إلى بنود في القانون تلتزم كييف بموجبها بإعادة إعمار المناطق المتضررة جراء النزاع المسلح.

ويأتي ذلك في وقت قتل فيه أربعة مدنيين وأصيب 23 إضافة إلى 7 عناصر من «الدفاع الشعبي» في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا الليلة الماضية.

وأشارت قوات الدفاع الشعبي المحلية، أمس، إلى أن اثنين من المدنيين قتلا إثر قصف القوات الأوكرانية مدينة كيروفسكويه بالمدفعية، بينما قتل اثنان آخران في قصف هذه القوات أطراف مدينة غورلوفكا بصواريخ «غراد».

وقالت قيادة «جمهورية دونيتسك الشعبية» إنها لا تنوي سحب المدفعية والمعدات الثقيلة من خط التماس مع القوات الأوكرانية بسبب فشل «نظام التهدئة». وقال رئيس وزرائها ألكسندر زاخارتشينكو إن قصف دونيتسك مستمر، ولا يمكن في هذه الحالة سحب المعدات لأنه يجب الرد على النيران.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى