الشعّار: لا عوائق أمام عودة النازحين السوريين إلى بلدهم إبراهيم: هدف فتح المعبر إعادة التواصل بين بعلبك الهرمل و حمص فارس: «القومي» يدعو إلى فتح الحدود بين الكيانات المصطنعة بسايكس ـ بيكو

أكّد وزير الداخلية السوري محمد الشعّار أنّ «العلاقات اللبنانية – السورية أكبر من تصريحات أو غيرها» موضحاً أنّها علاقات طبيعية، ولا تستطيع أن تفصلها لا الجغرافيا ولا الحدود، وشدّد على أنّ لا عوائق أمام عودة النازحين السوريين إلى بلدهم. فيما أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إعادة افتتاح معبر جوسيه الحدودي، لافتاً إلى أن الهدف من فتحه هو إعادة التواصل بين بعلبك الهرمل ومنطقة حمص.

تم أمس تدشين مركز أمن عام القاع الحدودي معبر جوسيه ، برعاية اللواء إبراهيم بحضور النوّاب مروان فارس، نوّار الساحلي، علي المقداد، كامل الرفاعي، وفد سوري رفيع ضمّ الوزير الشعّار ومحافظ حمص طلال البرازي، كما حضر الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، محافظ بعلبك بشير خضر، قائمقام الهرمل طلال قطايا، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة وحشد من الفاعليات البلدية والأمنيّة البقاعية.

فارس

وألقى فارس كلمة ترحيبية، أشار في مستهلّها إلى أنّ «اللواء إبراهيم قدّم للبنان الكثير الكثير في مجالات متعدّدة. فقد أعاد للمؤسسة التي يرأسها دعماً كبيراً فأضحت المعبر للحرية، حرية المخطوفين والمسجونين عن غير وجه حق. لقد جعل من مؤسسة الأمن العام اللبناني مؤسسة مثل مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي. إنّها مؤسسة مهمّة في تاريخ لبنان الحديث، الجميع في لبنان يرون ذلك ويعرفونه».

وقال: «نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، إذ ندعو في عقيدتنا القومية الاجتماعية إلى فتح الحدود بين الكيانات المصطنعة من قبل الاستعمار منذ سايكس بيكو، نتوخّى أنّ تزال هذه الحدود، مؤكّداً أنّ «وحدة الأمّة، حقيقة في الواقع وفي التاريخ لا يمكن لأحد إزالتها. لذلك تأتي عملية فتح المعبر بين بلاد الشام ولبنان لتؤكّد أنّ ما هو حقيقة في التاريخ لا يمكن له إلّا وأن ينبسط على وجه المساحة المشتركة بين الدولتين».

واعتبر أنّ «فتح الطريق بين حمص وبعلبك إلى كلّ النواحي السورية اللبنانية، يعود فيه الفضل لجهود هذا الرجل الذي نحب ونحترم اللواء عباس إبراهيم، له ولجهود كلّ العاملين من أجل إزالة الفروقات بين الدولة السورية والدولة اللبنانية»، مؤكّداً «لبعض الأطراف في الدولة اللبنانية أنّهم لن يستطيعوا أن يقفوا في وجه الحياة المشتركة بين لبنان وسورية».

وختم: «مرة أخيرة أرحّب بكم في بلدة القاع، البلدة التي لم تعرف الطائفية، فكانت وسوف تبقى عنوان وحدة أبناء بعلبك الهرمل، وهي اليوم تعود لتصبح عنوان الوحدة اللبنانية السورية».

ضاهر

ثمّ تحدّث ضاهر، فشكر اللواء إبراهيم، متمنّياً «أن يكون فتح المعابر فتحاً للقلوب بين كلّ الشعوب. ذلك أنّنا نقرّب الناس من بعضهم بعضاً»، مشيراً إلى أنّ إبراهيم أنجز الأمور بسرعة قياسية، علماً أنّه لو أردنا أن نسير وفق الروتين الإداري، لافتتح المعبر العام المقبل.

وشكر ضاهر المتبرّعين لإنجاز مركز الجمارك بالتوازي مع ذاك العائد إلى الأمن العام، متمنّياً تضافر جهود الجهازين لفتح كل ّالمعابر، واعداً بأن يصبح معبر جوسيه من الدرجة الأولى ويستقبل كلّ البضائع، وليس السيارات فقط، لنبلغ هدفنا في تنمية المنطقة.

إبراهيم

بعد ذلك، ألقى إبراهيم كلمة قال فيها: «وقف بالأمس مدافعاً عن القدس عاصمة للدينات السماوية، ووقف قبله مكرّساً لبنان القوي بوحدة أبنائه واصطفافهم خلفه. إنّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فلكم منه ألف سلام».

وأضاف: «إنّ احتفالنا بتدشين المبنى الجديد لمركز أمن عام القاع الحدودي الذي تقرّر إنشاؤه بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 7 الصادر في تاريخ 28/3/2012، يكتسب أهمية كبيرة في ظروف استثنائية دقيقة. فنحن هنا لنثبّت حدود وطننا بالجهد والتضحية، فيما مصائر دول عدّة باتت أسيرة الإرهاب العابر للحدود، والمناكفات الدولية ومصالحها التي لا تقيم اعتباراً لحق الشعوب أو حرية إنسانها أو تقرير المصير. وأعني هنا ما حصل قبل أسبوع في شأن القدس، واسطة عقد عروبتنا وفضاؤه الذي نتلو فيه القداديس والصلوات، على وقع استمرار العدو «الإسرائيلي» في إطلاق تهديداته، يتستّر أمام المجتمع الدولي بالديمقراطية وحقوق الإنسان، غير آبه بقرارات الأمم المتحدة، ولا بعودة الفلسطينيّين إلى أرضهم».

وأشار إلى أنّ «الإرهاب الذي تكسّرت أمواجه على حدودنا، والذي تتناغم أهدافه مع أطماع العدو «الإسرائيلي» وخروقه اليومية للقرار 1701»، معتبراً أنّ «أهمية هذا المعبر الحدودي الذي كان يبعد 10 كيلومترات من هنا داخل الأراضي اللبنانية، تكمن في موقعه الجيوسياسي. فبلدة القاع الملاصقة للحدود السورية هي آخر بلدة لبنانية على خط بعلبك – حمص، وهي بهذا المعنى شكّلت بوّابة عبور على مدى التاريخ».

وتابع: «اليوم، وبعد الإقفال القسري للمركز السابق نتيجة العمل الإرهابي الذي تعرّضت له المنطقة بأسرها، وبالأخصّ مركز جوسيه السوري، نحتفل وإيّاكم بافتتاح هذا المعبر، ونعلن أمامكم استئناف العمل فيه مجهّزاً بالعديد والعتاد ليكون أولاً محطة أمن وأمان لأهل القاع واللبنانيين، ويضمن ثانياً للوافدين من وإلى لبنان حرية الانتقال بالتعاون مع الأشقاء على الجهة السورية، بما تفرضه القوانين والإجراءات والاتفاقات، وأن تعود ثالثاً بلدة القاع ومشاريعها كما كانتا على الدوام، قبل أن تتّخذ الهجمة الإرهابية البربرية عليهما وعلى المنطقة، طابعاً فائق الخطورة منذ ارتسمت خطوط المواجهة اللبنانية مع تداعيات الحرب السورية، بحيث يتمكّن أهل القاع وجوارها من صون أملاكهم واستثمار أراضيهم من دون معوِّقات أو صعوبات».

واعتبر أنّ «وجود هذا المركز في هذه البقعة العزيزة على قلوبنا وانطلاق العمل فيه بالتعاون مع باقي الأجهزة الأمنيّة، كلّ حسب صلاحياته ومهمّاته، كما في باقي المعابر الحدودية ، يشكّل ركيزة أساسية من دعائم السيادة الوطنية، مع الالتزام التامّ بالمواثيق والاتفاقات الدولية والقوانين المحلّية، لجهة احترام حقوق الإنسان من دون تفرقة أو تمييز، لأنّنا نرى أنّ قوة لبنان في فاعليّة أبنائه ودورهم وتمسّكهم بالسلم الأهلي على مساحة الجغرافيا في بلد الانتشار»، لافتاً إلى أنّ «صلابة الدولة ومؤسّساتها في انتظام سلطاتها التنفيذيّة والتشريعية والقضائية، وتطبيق القانون والتزام الشفافية ومحاربة الإرهاب، ودرء الخطر يكمن في تعزيز صمود الجيش والأجهزة الأمنيّة كما في استقلالية القضاء».

وشكر إبراهيم كلّ من ساهم في تشييد هذا المركز.

واختتم الاحتفال بقصّ شريط الافتتاح وإزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية قبل أن يشارك المدعوّون في حفل غداء.

الشعّار

وفي تعليق على خطوة افتتاح المعبر من جديد، قال الوزير الشعار، في دردشة مع الإعلاميين: «تهمّنا كلّ المراكز المتعلّقة بالعمل في هذه النقطة، وهو ما قد بدأ منذ شهور عدّة قبل أن يتمّ تدشينه اليوم للبدء في الحركة فيه اعتباراً من الغد، كما هي الحال في سائر المعابر والمراكز التي تفصل بين لبنان وسورية».

وأشار إلى أنّ «العلاقات اللبنانية – السورية أكبر من تصريحات أو غيرها. ذلك أنّها علاقات طبيعية، ولا تستطيع أن تفصلها لا الجغرافيا ولا الحدود، ولا أيّ إعاقة أخرى، لأنّ هذا هو الشيء الطبيعي الذي تسير فيه الأمور»، مشيراً إلى أنّ «هذا المعبر هو الأخير، لأنّ بقية المراكز لم تغلق بين لبنان وسورية طيلة الفترة السابقة، وهذا أمر مطمئن في العلاقة بين البلدين».

وشدّد على أنّنا مع كلّ ما من شأنه أن يخدم العلاقة الطبيعية من الممكن أن يحصل، لافتاً إلى أنّ ليس هناك أيّ عائق أمام عودة أيّ مواطن إلى سورية، خصوصاً إذا كان وضعه طبيعياً.

الساحلي

من جهته، اعتبر عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب نوّار الساحلي، أنّ «افتتاح معبر جوسيه أمر مهم جداً، وهو رسالة إلى العالم كلّه تفيد بأنّنا استطعنا كمقاومة، وجيش سوري، أن نطرد الإرهاب من هذه المنطقة، لا سيّما على تخوم القاع وعرسال والهرمل».

ورجّح أن «تكون هذه خطوة أولى على طريق عودة النازحين السوريين، وهذه رسالة مفادها أنّ الوضع في سورية أصبح، في أكثر المناطق، جيداً والأمن مستتب. ويستطيع النازحون العودة آمنين وسالمين، وهذا أمر جيد لهم كسوريين، ولنا كلبنانيين».

وعن انسحاب الحزب من سورية بعد فتح المعابر الحدودية، أعلن أنّ كلّ شيء في وقته، مذكّراً بـ»أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أعلن أنّنا سنكون حيث يجب أن نكون وفي الوقت المناسب».

من جهة أخرى أكد اللواء إبراهيم خلال لقاء مع فاعليات الهرمل البلدية والاختيارية، في دارة النائب الساحلي، أن «التنسيق الأمني مع سورية لم يتوقف طيلة الأزمة السورية، وكان له «فوائد إيجابية في كل المراحل»، ورأى أن «الهدف من فتح المعبر الحدودي في القاع إعادة التواصل بين بعلبك الهرمل ومنطقة حمص»، آملاً أن «يصار إلى اعتباره درجة أولى ليساهم في عملية النهوض الاقتصادي».

ووعد إبراهيم بـ «السعى الجدي لفتح معبر حدودي في منطقة القصر الحدودية كون أهالي 15 قرية، غالبية سكانها من المواطنين اللبنانيين، يقيمون في قري ريف القصير السورية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى