مراد: سياسة النأي بالنفس أكبر جريمة في حق لبنان وآن الأوان للتنسيق علناً مع الجيش السوري
حاورته روزانا رمال
اعتبر رئيس اللقاء الوطني الوزير السابق عبد الرحيم مراد «أنّ الشارع السني خُطف من ثوابته القومية والعروبية إلى مكان آخر بخطاب بعيد من القومية والناصرية والعروبة والتحريض المذهبي والطائفي، لذلك ارتأينا أن نجمع القيادات والشخصيات السنية التي لا تزال تحافظ على ثوابتها القومية والعروبية لنعيد إلى الشارع السني ثوابته العروبية والقومية في هذه الظروف»، لافتاً إلى «أنّ المشروع الأميركي استهدف الشارع السني الذي يشكل الغالبية العظمى من الشارع العربي ليذهب إلى الصلح والتطبيع مع الكيان الصهيوني».
واعتبر مراد «أنّ كل من يتهجم على الجيش اللبناني هو معاد لكل اللبنانيين والجيش هو صمام أمان واستقرار البلد، ويجب أن تسحب الحصانة من النواب الذين يهاجمونه ويحرضون عليه».
وإذ لفت إلى «أننا لم نرَ شيئاً من الثلاثة مليارات ولا هبة المليار لتسليح الجيش»، دعا مراد «إلى إنشاء جسر جوي لتسليح الجيش من روسيا لأنّ فرنسا وبريطانيا وأميركا لن تسلحه».
وشدّد مراد على «أنّ المقاومة شكلت لنا صمام أمان في وجه العدو الصهيوني الذي ارتعب من العملية التي نفذتها المقاومة في مزارع شبعا وهو يعرف أنّ لدى حزب الله جاهزية أضعاف أضعاف ما كان لديه في حرب تموز 2006».
ورأى مراد «أنّ سياسة النأي بالنفس أكبر جريمة ارتكبت في حقّ لبنان، وآن الأوان لأن ننتهي منها وننسق علناً مع الجيش السوري، ونحن نخالف موقف جنبلاط بأنّ النصرة ثوار لأنّ من دمر وخرب وقتل ليس له مكان في المعادلة».
واعتبر مراد «أنّ موقف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل كان سيئاً جداً»، آملاً «بأن تتطور هذه العلاقات إيجاباً لأنّ الطرفين يخسران لأنّ الصراع المذهبي ليس لمصلحة أحد»، متحدثاً عن دور مصري يسعى إلى الجمع بينهما.
لو تفصّل لنا بإيجاز أهداف اللقاء الوطني ومهماته التي تعدون بها؟
– الوضع اللبناني للأسف الشديد ينقسم إلى طوائف ومذاهب وكل طائفة فيها قوة سياسية موجودة، الشيعة لديهم مرجعيتان حركة أمل وحزب الله، ودرزياً هناك الحزب الاشتراكي والديمقراطي، وعلى الساحة المسيحية هناك التيار الوطني الحر والمرده من جهة والكتائب والقوات من جهة أخرى، والسنّة لديهم تمثيل واحد وهو تيار المستقبل، وفي المقابل هناك مرجعيات وقوى وشخصيات سنّية لا يتوافقون مع الخط الذي ينتهجه تيار المستقبل بل هم اعتادوا على الشارع السنّي الذي يمثل العروبة والقومية والوطنية والناصرية وكنا نقول دائماً بيروت العروبة والناصرية والمقاومة وهذا الشارع خُطف من ثوابته القومية والعروبية إلى مكان آخر وتيار المستقبل هو من بدأ يسحب هذا الشارع منذ أوائل التسعينات، وترجم ذلك على الساحة اللبنانية بخطاب بعيد من القومية والناصرية والعروبة حتى أنّ بعضهم ذهب بعيداً في التحريض المذهبي والطائفي، لا سيما في المحنة التي نمر بها حالياً في جرود عرسال وهذه الهجمة التكفيرية الإرهابية، في وقت يعتبر بعضهم أنّ هؤلاء الإرهابيين ثوار.
من هم الذين يعتبرون أنّ الارهابيين ثوار؟
هناك بعض الوزراء والساسيين الذين اعتبروا الإرهابيين ثواراً، فالشارع السنّي كان يشعّ عروبة ووطنية على الساحات العربية كلها من أقصى موريتانيا إلى أقصى اليمن، وساهم هذا الشارع السنّي اللبناني مع القوى الوطنية الأخرى في صناعة زعامة الرئيس جمال عبدالناصر في أواخر الخمسينات والستينات، خصوصاً خلال الوحدة بين مصر وسورية. أما اليوم فنحن نواجه هذا الانحراف في الخطاب السياسي في الشارع السنّي بفرادة ولا يسمع الصوت، وارتأينا أن نجمع القيادات والشخصيات السنية التي لا تزال تحافظ على ثوابتها القومية والعروبية، واجتمعنا في لقاءات تهميدية وبالصدفة جاءت فكرة موضوع نهاية ولاية المفتي وكاد أن يُنتخب مفتيان وجاءت المبادرة المصرية عبر القنصل المصري شريف البحراوي واقتنع المفتي قباني بإلغاء الدعوى إلى انتخاب مفتٍ آخر وانتخبنا المفتي عبداللطيف دريان وهذا ما شجّع المجموعة التي تعمل مع بعضها إلى الالتقاء وتحديد دورها لكي تعيد إلى الشارع السني ثوابته العروبية والقومية، في هذه الظروف تحديداً، بعد المشروع التخريبي الذي حصل في العالم العربي الذي كان تدميراً عربياً وليس ربيعاً، وتشويه الإسلام من داخله وقتل الأطفال والنساء باسم الإسلام وإصدار الفتاوى، ودورنا هو التصدي لهذه الموجات التخريبية، وليس على الصعيد اللبناني فقط، لأنّ لبنان يشع دائماً بنشاطاته الفكرية والسياسية ويؤثر في كل الشارع العربي.
ولكن ألا يعتبر هذا اللقاء اصطفافاً آخر في البلد في وقت نحن أحوج ما نكون إلى التقارب والتواصل مع تيار المستقبل؟
هذا اللقاء ليس اصطفافاً جديداً، فالاختلاف مسموح وموجود، وفي الشارع السياسي المسلم والمسيحي هناك اختلاف وليس خلافاً، وأيضاً على الساحة السنية نريد تعدد الآراء والاختلاف لكن من دون أي خلاف أو صدام، وخطابي السياسي لم يتغير منذ بداية حياتي السياسية وما زلت أتمسك بالعروبة والقومية والوحدة العربية ورفض المشروع الأميركي الصهيوني والعلاقة المميزة مع سورية ودعم المقاومة في لبنان وفلسطين، والعدو «الإسرائيلي» سيبقى عدواً ولا للتحريض المذهبي والطائفي وهذه هي ثوابت اللقاء الوطني.
نحن الآن في زمن «داعش» والإرهاب، فهل ستتوجهون إلى الطرف الآخر بأننا جميعاً في خطر ويجب أن نتوحد؟
– نتمنى أن نتوحد في الاستراتيجيا مع الطرف السنّي الآخر في البلد، لكننا نرفض الخطاب المذهبي الذي يصدر من نواب في تيار المستقبل أو من نواب محسوبين عليه، ونرفض أيضاً الخطاب التحريضي الذي يعادي سورية والمقاومة، ونقول إنّ الذي يجري على الصعيد العربي في سورية ومصر والعراق واليمن، وهذا الإرهاب المتفشي في كل المناطق العربية يحتاج إلى مشروع كبير نشكل بحصة صغيرة منه، وسنتحرك في اتجاه مصر والجزائر وكل الدول العربية لنحرك مجموعات من إخواننا نلتقي معهم، وقد طلبنا موعداً مع رؤساء مصر وسورية وإيران والجزائر، وسنقوم بجولات عربية لنبدأ بالتفكير في خطة لمواجهة مشروع الإرهاب التكفيري الذي استهدف الإسلام في شكل عام والسنّة في شكل خاص».
هل يمكن أن تكون هناك يد مصرية في مقابل يد سعودية في لبنان؟
– لقد كانت مصر سيدة المواقف العربية وقائدة العالم العربي في زمن الرئيس عبدالناصر وانطوت هذه المرحلة مع الرئيس أنور السادات وأخرجت مصر من جسدها العربي وتقوقعت على نفسها وأصبحت قطر تقود العالم العربي وتقود مصر، ولكن بعد ثورة 30 يوليو ووصول الرئيس عبدالفتاح السياسي إلى الرئاسة نتطلع في شكل كبير لأن تعود مصر إلى دورها العروبي المحوري وحتى الآن كل الخطوات التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السياسي هي على الطريق الناصري، وقد بارك السعودي والسوري تلك الخطوات وأتى وفد من جامعة القاهرة ووقعنا اتفاقية تربوية وعلمية وثقافية معهم ومع الأزهر الذي سيلعب دوراً أيضاً. وقلت لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أنّ دوره ليس على الصعيد اللبناني فقط، بل يجب أن ينطلق إلى الأزهر للتعاون حول كيفية وضع مخطط لمواجهة التطرف والإرهاب، ويجب مراقبة المشايخ الذين يحرضون مذهبياً وطائفياً في لبنان، وعلى الأزهر أيضاً أن يراقب المشايخ وأن يبعث إرساليات إلى الدول الإسلامية والعربية لتعيد إلى هذا الدين جوهره.
ما هو دور السعودية في هذا المجال؟
– نحن نأمل بأن تشارك السعودية كأي دولة عربية، ودور الأزهر هو أن يجمع المفتين العرب لإقامة مؤتمر إسلامي، وللجامعات أيضاً رسالتها العربية والإسلامية لتوضيح حقيقة الدين، فهذا مشروع متكامل ولن ننتظر الأنظمة، ونحن في اللقاء الوطني بحصة في هذا المشروع الكبير لنحرك المياه الراكدة التي تطالب بهذه الاجتماعات واللقاءات. وقد استهدف المشروع التخريبي الأميركي الشارع السنّي الذي يشكل الغالبية العظمى من الشارع العربي ليذهب إلى الصلح والتطبيع مع الكيان الصهيوني، كما قال رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز «إننا لا نريد التطبيع مع الأنظمة فقط بل مع الشعوب».
الرئيس سعد الحريري أعلن أنّ السنّة كلهم معتدلون ولا توجد بينهم بيئة حاضنة للإرهاب ولـ»داعش»، هل تعتقد أنّ في لبنان بيئة حاضنة للإرهاب؟
– نتمنى على الرئيس سعد الحريري أن يتبرأ من المحسوبين عليه الذي يتحدثون بخطاب طائفي ومذهبي، وصحيح لا يوجد بيئة كبيرة حاضنة للإرهاب في لبنان بل هناك نتوءات صغيرة والذين يحملون رايات سوداء في طرابلس هم مجموعة صغيرة وليسوا كل طرابلس، وهناك مسؤولون ينتمون إلى الإرهاب وهناك إطلاق نار على الجيش، ولم نسمع من سعد الحريري أنه قام بفصل أي مسؤول في المستقبل مارس التحريض الطائفي أو اعتدى على الجيش ولا تكفي المواقف فقط.
العسكريون المنشقون هم من الطائفة السنّية ويقولون إنّ السنّة في خطر وحزب الله يهاجمنا والجيش تابع لإيران، ما رأيك؟
– كل من يتهجم على الجيش اللبناني هو معادٍ لكل اللبنانيين، والجيش هو صمام أمان واستقرار البلد والذين يتهجمون ويطلقون النار عليه يتهجمون على البلد، وإذا انهار الجيش لن يستطيع أي من هؤلاء الخروج من منزله، كما أنّ هناك مبالغة في ما يتعلق بالانشقاق، فحالات الفرار تحصل في كل الدول، فالجندي الذي يقاتل في عرسال عندما يسمع مسؤول سياسي من منطقته يتهجم على الجيش سيترك الجيش، وهذا الخطاب التحريضي ضد الجيش يخدم الإرهابيين ويجب أن لا نضخم الأمور، والمؤسسة العسكرية تعرف ذلك ويجب أن تسحب الحصانة من النواب الذين يهاجمون ويحرضون على الجيش. هناك نار من حولنا تتمثل في ما يجري في جرود عرسال حالياً ونسمع أنّ الإرهابيين يسعون إلى السيطرة على منفذ على البحر وهذا يمكن أن يحصل ونحن يجب أن نكون على أهبة الاستعداد للمواجهة ويجب أن ندعم الجيش بالعدد والعديد ويجب تجنيد وتدريب المزيد من الجنود، وحكي عن ثلاثة مليارات لتسليح الجيش ثم مليار آخر ولم نر شيئاً منها ولن نرى جدية في هذا الأمر، فأين الجدية ودولة كإيران تعلن استعدادها لأن ترسل سلاحاً إلى الجيش اللبناني وبعض الأطراف يرفضون؟ وفي رأيي يجب أن نقيم جسراً جوياً لتسليح الجيش من روسيا لأنّ فرنسا وبريطانيا وأميركا لن تسلح الجيش، لذلك يجب التوجه إلى روسيا لتسليحه لأنّ هناك أطرافاً لا تزال تعتبر أنّ قوة لبنان في ضعفه، رغم كل ما نراه من عمليات بطولية للمقاومة التي شكلت لنا صمام أمان في وجه العدو الصهيوني الذي ارتعب من العملية الأخيرة التي نفذتها المقاومة في مزارع شبعا والعدو يعرف أنّها رسالة مفادها أنّ لدى حزب الله جاهزية أضعاف أضعاف ما كان لديه في حرب تموز 2006، ولهذا السبب نراه يفكر كثيراً قبل أن يقدم على عدوان جديد وهذا يستدعي أن تكون المقاومة والجيش توأمان. من جانب آخر، يجب ضبط الحدود مع سورية، ولن نتمكن من ذلك وحدنا، كما أنّ سياسة النأي بالنفس هي أكبر جريمة ارتكبت في حق لبنان، وآن الأوان لأن ننتهي من سياسة النأي بالنفس وأن ننسق علناً مع الجيش السوري لأنّ لديه إمكانات كبيرة لمعالجة أي قضية أمنية على الحدود ونحن في حاجة أيضاً إلى مناخ سياسي داعم للجيش».
هل نستشعر خطراً من كلامك بأنّ الهبة السعودية لن تصل وهناك رفض للهبة الإيرانية، ما يعني أنّ الجيش سيواجه المعركة المفتوحة وهو شبه أعزل؟ فهل تتوقع أن يتمدّد الإرهابيون في عرسال؟
– إنّ إمكانات الجيش ضعيفة ولا يجوز أن يستمر الوضع على هذا الحال والخطر كبير، ولا نعرف إلى أي مدى ستبقى الأمور منضبطة، وحتى الآن لا يوجد قرار دولي بتفجير الوضع الداخلي في لبنان لكن يخشى من اللبنانيين أنفسهم أن يستدرجوا المشاكل إلى الداخل، ويجب أن لا تبقى هذه الشوشرة الإعلامية في موضوع العسكريين المخطوفين ونحن نثق بمؤسستين أمنيتين هما مخابرات الجيش والأمن العام برئاسة اللواء عباس ابراهيم الذي يملك خبرة وقدرة في ما يتعلق بهذا الملف ويجب أن يبقى الملف في عهدته.
لماذا يُعامل الرهائن الأتراك معاملة خاصة، في حين يذبح اللبنانيون والأميركيون والبريطانيون والفرنسيون؟
– إنّ تنظيمات مثل «داعش» و»النصرة» و»القاعدة» وغيرها هي وليدة التطرف الإسلامي وقد خرجت من رحم أميركا التي دعمتها وسهلت لها وسلحتها، وشحنة السلاح الأخيرة التي أرسلت للمجموعات الإرهابية في سورية جاءت من تركيا في الوقت الذي يدعي الأميركيون أنّ «داعش» و»النصرة» هما حالة واحدة، وهم يضربون «داعش» فقط، وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل: هل هم صادقون في ضرب «داعش» ويسمحون لتركيا أن تهرب السلاح إليه؟ إنّ تركيا عبد مأمور لأميركا ولحلف الأطلسي ولا تتجرأ أن تتجاوز الخطوط الحمر وهي مجبرة على أن تستمر في التخريب في سورية، وأميركا تضع كل الدول في المنطقة كطاولة شطرنج وتحركها كما تحرك قطع الشطرنج.
ما رأيك بكلام النائب وليد جنبلاط أنّ «النصرة» ليست إرهابية ويجب أن نتقبلها؟
– هؤلاء المسلحون بينهم سوريون ولبنانيون ومصريون وأفغانيون، وكلهم يعبرون عن حالة واحدة هي الإرهاب المأمور من أميركا، ونحن نخالف موقف جنبلاط أنّ عناصر «جبهة النصرة» ثوار ويجب أن يشاركوا في الحياة السياسية، لأنّ من دمر وخرب وقتل أبناءنا العسكريين ليس له مكان في المعادلة، وأعتقد أنّ أميركا تدرك أنّ مشروعها عُرقل في مكانين رغم أنها نجحت في تدمير البنى التحتية في العراق وسورية واليمن وسيناء وتونس وليبيا، ونجحت أيضاً في إنهاك الجيوش، أكان الجيش المصري أم السوري أم العراقي، ونجحت أيضاً في إلغاء روابط العروبة بين الشعوب العربية وفي حماية الكيان الصهيوني وفي تخريب الدين الإسلامي وبخاصة المذهب السنّي بمضمونه. أما بالنسبة إلى المكانين اللذين عُرقل فيهما المشروع الأميركي بالتقسيم والهيمنة الكاملة فهما ثورة 30 يونيو في مصر وصمود الشعب والجيش السوري والدولة السورية، وقد توجهت سورية إلى توطيد علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا والصين وهناك بوارج روسية وصينية وحاملات طائرات. أما في مصر فإنّ التوجه الذي انتهجه الرئيس السيسي تجاه روسيا عبر الصفقة الكبيرة في القمح وفي تسليح الجيش المصري بأحدث الأسلحة وإعادة بناء المصانع والأقمار الاصطناعية والنووي السلمي وحفر قناة سويس جديدة، جعل أميركا تشعر بأنها ستخسر دول المنطقة لمصلحة دول البريكس، فجاءت بهذا المشروع الجهنمي الذي سمّته التحالف الدولي الذي يضم خمسين دولة بحجة القضاء على «داعش»، وهو يهدف في الحقيقة إلى تدمير الدول كما تم تدمير العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل، وكما دمرت ليبيا واليمن وكما يتم اليوم تدمير سورية.
أين روسيا من التحالف الدولي؟ وفي العام الماضي عندما هُدّدت سورية بتوجيه ضربة عسكرية إليها وقفت روسيا وهدّدت، لماذا لم تقف اليوم الوقفة نفسها؟
– روسيا تقف اليوم الوقفة نفسها ولا تزال البوارج الروسية في البحر المتوسط، ولولا الموقفان الروسي والإيراني لكانت سورية في ظروف أصعب، ويجب أن نشكر إيران وسورية على مواقفهما الداعمة، فرغم أنّ روسيا تعاني من حصار وعقوبات بالإضافة إلى الأزمة الأوكرانية، فهي لم تقصر وبقيت على موقفها الاستراتيجي في دعم سورية.
لماذا تمثل أربيل خطاً أحمر بينما عين عرب ليست كذلك؟
– في أربيل هناك حكم ذاتي أما عين عرب كوباني فهي تحت السلطة السورية، لذلك فإنّ ضربها ضرب لسورية ومحاولة لتفتيتها، وتركيا هي الشيطان الأكبر في هذا الموضوع، وما يجري في عين عرب سينتقل إلى تركيا ونحن ندعو الشعب التركي إلى التحرك، ونحن نعلم أنّ هناك معارضة حقيقية لسياسة أردوغان الذي غش شعبه.
كيف ترى مستقبل العلاقات الإيرانية – السعودية؟
– نأسف لأنّ موقف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل كان سيئاً جداً ونتمنى أن تتطور هذه العلاقات إيجاباً لأنّ الطرفين يخسران في حال كانت العلاقات متوترة، ولأنّ الصراع المذهبي ليس في مصلحة أحد ونتمنى أن تقود مصر الحوار الإيراني – السعودي وهناك نوايا مصرية في هذا الشأن.
يُبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة عصراً ويعاد بثه الحادية عشرة ليلاً على شاشة «توب نيوز» تردد 12036