زحفُنا الآتي
يوسف السبعلي
ننشر مقتطفات من قصيدة رائعة ألقاها الشاعر يوسف السبعلي في مهرجان جل الديب، أمس، إحياء ليوم الغضب القومي لأجل القدس وكل فلسطين، غضب ومقاومة:
سبعون عاماً والويلات والضرر
والصامدون هنا ما هالهم خطر
رجال حزبنا والإيمان جُمعتهم
تقاطروا للفدى أعمارهم نذروا
جاءوا من الجرح والأحزان رابضة
لبعث مجد كبا في الساح ينتظر
سبعون عاماً وما زالت بنادقهم
تُصلي العدو فما كلّوا وما ضجروا
سبعون عاماً بالعز مجلببة
ولو تغلغل فيها الحقد والضرر
يا أمّة النور والإشعاع من زمن
توثّب العقل فيك العقل مبتكِر
ذل العروبة جاءت في جحافلها
تغزو شآمَك قد أعماهم البطر
غاصوا ببئر من البترول غرّرَهم
أعمت قلوبهم الأموالُ فانبهروا
كان التآمر في ضرب المقاومة
فجمعوا من رعاع الأرض ما قدروا
عصابة الذبح والتخريب انطلقت
لتزرع الرعب في الأرض وتنتحر
وذنبُها الشام أنّ في وجههم وقفت
فدمّروا فيها ما أبدعت عُصُر
وأيّدوا ترامب وأمريكا بما فعلت
في القدس حتى يكبُرَ الضرر
الله يلعنهم كم هم بلا شرف
العربُ بالعار والإذلال ما شعروا
للغاصبين الضاربين بأمّتي
ذرّوا كرامتهم للدون انحدروا
نرتاح منهم وأمريكا تريحنا
فليرحلوا عنّا للتوّ ينقبروا
يا حزبُ يا دفق نور للحياة وثورة
تروم العلى في الوعي تأتزر
زعيمك باقٍ للأجيال قدوتها
كلامُهُ المجد والإكبار والظفر
جراح أمّته حتى يبلسمَها
يا قدسُ عاهدك في طرد مَن غدروا
أيقونة أنتِ في أعناقنا أبداً
فالمؤمنون بكِ يا قدسَنا كثر
للعودة اشتاقت الأجراسُ نقرعُها
مرهونة في غياب الصمت تنتظر
يزداد شوق الغيارى لاستعادتك
ليطردوا منك مَن ذَلّوا ومن قَهروا
جيش سيزحف لا تُردُّ قوّّتُه
له البقاء هو القضاء والقدر
لن نستريحَ لكي ترتاحَ يا وطني
من الغزاة فلا يبقى لهم أثر
يا مَن تعاقدتم مع الزعيم أنا
أعتزّ فيكم وفيكم يكبُرُ الكِبَر
الأرض منتهَكَةٌ والجوُّ مكتئِبٌ
والأمة اليوم يجتاحُها الخطر
سيف العروبة أنتم كلّما احتدمتْ
والصدر أنتم وساحُ القدس تنتظر
المسجد الأقصى يحكي كنيستنا
وبيت لحم عليها القلبُ ينفطر
عكّا على موعد، أريحا صابرة
حيفا ويافا والليمون والزهر
غزة البطولة كم مِنْ مرّة قهرت
جيش العدوّ يغزوها ويندحر
فوقفة العز مرهونة بوقفتكم
ووحدة الصفّ فيها النصر والظفر
في زحفنا في الغد الآتي بوقفتكم
نحرّرُ القدسَ والأرضَ وننتصر