مزيد من المواقف والاعتصامات المتضامنة مع فلسطين المحتلّة: أفضل سُبُل مواجهة قرار ترامب هو المقاومة المسلّحة
أكّدت المواقف المندّدة بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتبارها عاصمة لـ«إسرائيل» أنّ أفضل سُبل المواجهة لهذا القرار هو سبيل المقاومة، لا سيّما المسلّحة منها، لافتةً إلى أنّنا لا نواجه عدواً واحداً متغطرساً، بل نواجه دولاً غربية وإقليمية وعربية تدعم هذا الاحتلال وتتآمر على فلسطين وقضيّتها.
لقاء تضامني في بعلبك
ففي إطار التحرّكات الاحتجاجية على القرار الأميركي،
نظّم «حزب الله» لقاءً في حسينية الإمام الخميني في بعلبك تضامناً مع القضية الفلسطينية ورفضاً لقرار ترامب، في حضور النائب كامل الرفاعي، مسؤول الحزب في البقاع النائب السابق محمد ياغي، رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، رئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان، رؤساء بلديات قرى الجوار، مخاتير وممثّلين عن الأحزاب والقوى اللبنانيّة والفصائل الفلسطينيّة.
كلمة الأحزاب الوطنية والقومية
وألقى كلمة الأحزاب الوطنية والقومية عضو المكتب السياسي عميد العمل والشؤون الاجتماعية في الحزب السوري القومي الاجتماعي بطرس سعادة، وقال: «ليس خافياً أنّنا اليوم أمام فصل جديد من فصول المؤامرة، ليس على فلسطين وحسب، بل على كلّ شعبنا وبلادنا، وهذا الفصل التآمري يأتي على وقع العواصف التي تجتاح المنطقة تحت مسمّى «الربيع العربي»، والذي بدأت تتكشّف أهدافه الحقيقية مع إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال اليهودي، وهذا شكل جديد من أشكال العدوان الاستعماري الذي يستهدف تصفية المسألة الفلسطينية، ما يستدعي الوقوف بوجه هذا العدوان، والدفاع عن القدس كلّ القدس، وعن فلسطين كلّ فلسطين، فهذا حقّنا ونحن معنيّون بالدفاع عنه، وببذل الدماء والتضحيات في سبيل هذا الحق.
إنّ إعلان ترامب بشأن القدس، كما «وعد بلفور» المشؤوم، يشكّل اعتداءً صارخاً على حقّنا القومي. هو اعتداء على فلسطين وكلّ أمّتنا، واعتداء على تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا، وهو اعتداء على وجودنا المتجذّر في هذه الأرض.
لذلك علينا أن نواجه هذا الإعلان وما يترتّب عليه، من إطلاق للغرائز الوحشيّة الصهيونية ضدّ شعبنا وأمّتنا ومستقبلنا، وأنّ أفضل سُبل المواجهة هو سبيل المقاومة بكلّ أشكالها، لا سيّما المسلّحة منها، لأنّنا لا نواجه عدواً واحداً متغطرساً، بل نواجه دولاً غربية وإقليمية وعربية تدعم هذا الاحتلال وتتآمر على فلسطين وقضية فلسطين.
إنّ المقاومة هي الخيار الأوحد وهي الخيار الأنجح، والأقلّ كلفة على شعبنا، وفي الوقت ذاته هي التي تشكّل للعدو وحلفائه ومشاريعهم العقدة الكأداء، ولذلك نحن متمسّكون بالمقاومة قدراً وخياراً.
المشكلة ليست في إعلان ترامب، ولا في مكان السفارة الأميركيّة. إنّ المشكلة الأساس هي في هذا الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، ونحن مطالبون بمواجهة هذا الكيان الغاصب ودحره عن أرضنا.
نحن معنيّون بكلّ فلسطين، ولسنا بحاجة إلى دول عربية وإسلامية تريد فقط القدس الشرقية وأقلّ من ربع مساحة فلسطين. إنّ من يطالب بالقدس الشرقية فقط، يعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ومن هنا نؤكّد أنّ لا فرق بين القدس ويافا وعكّا وصفد، أو أيّ مدينة فلسطينية أخرى، فهذه كلّها أرض فلسطينية محتلّة.
أيّها الحضور، إنّ أسوأ ما حلّ بمنطقتنا، هو هذا التواطؤ العربي من قِبل أنظمة الهرولة والتطبيع، التي تحاول حرف الصراع من خلال نزع صفة العداء مع عدو الأمّة الوجودي، وخلق عداوة جديدة مع إيران الصديقة الداعمة للمقاومة والمحتضنة لقضية فلسطين.
إنّنا نؤكّد بأنّ معيار النضال، هو فلسطين، فمن لا يكون مع فلسطين كلّ فلسطين أهلها وشعبها، هو متآمر عليها وعلى شعبها، ومن هنا ندعو الدول العربية إلى تحمّل مسؤولياته واتّخاذ القرار الذي يتلاءم وطبيعة المرحلة وشكل العدوان الذي يتهدّد فلسطين. ومن هنا، لا بُدّ من موقف مسؤول يحفظ حقّ وكرامة الشهداء الذين يرتقون على درب تحرير فلسطين، ونؤكّد على أنّ فلسطين غير قابلة للمساومة من قِبل بعض تجّار الهيكل، لذا لا بُدّ من التأكيد على هويّة فلسطين وعاصمتها القدس لإحباط كلّ المخطّطات الهادفة إلى تهويدها.
بعد قرار ترامب، ندعو القوى الفلسطينية إلى الوحدة على أساس برنامج نضالي مقاوم، وندعو إلى إسقاط اتفاق أوسلو وكلّ مسارات التسويات والاتفاقات، لأنّها لم تجلب إلّا المزيد من التنازلات عن الحق، ولم تردع العدو، بل زادته عدواناً ووحشيّة.
ختاماً، بِاسم الأحزاب والقوى الوطنية، نوجّه التحية إلى الرئيس العماد ميشال عون على مواقفه الشجاعة.
ودعوتنا لكلّ أبناء أمّتنا أن تحشد قواها، انخراطاً في مقاومة الاحتلال، ورفضاً للاتفاقات والمساومات والتطبيع مع العدو.
كما أنّنا ندعو كلّ أبناء فلسطين إلى إبقاء جذوة المقاومة متّقدة، وإعادة الأولويّة للعمل المقاوم، وإطلاق انتفاضة شعبية واسعة على امتداد ساحات النضال الفلسطيني.
مقاومة مقاومة .. بالنار لا مساومة، هذه هي دعوتنا. هذا هو خيارنا طالما هناك عدو يحتلّ قدسنا وفلسطين.
عطايا
وألقى كلمة الفصائل الفلسطينية ممثّل «حركة الجهاد الإسلامي» في لبنان إحسان عطايا، معتبراً أنّ «القرار الأميركي كشف القناع عن عداوة الإدارة الأميركية للمسلمين والفلسطينيين، ولم يعد هناك سوى خيار مُشرق وهو خيار المقاومة، وخيار مظلم وأسود هو قرار تصفية القضية الفلسطينية».
وأكّد أنّ «إعلان ترامب قراره جاء في لحظة حسّاسة تهدف إلى شطب القضية الفلسطينيّة»، معلناً «رفض كلّ أشكال التوطين تحت أيّ مسمّى وعنوان».
بدوره، الوكيل الشرعي العام للسيد الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، قال «إنّ فلسطين هي الحق المطلق، ولا ينحلّ اللغز إلا بتحريرها. ونحن سنكون حيث يجب أن نكون، وستبقى القبلة هي فلسطين، فالقدس هي القبلة الأولى»، مضيفاً: «عهداً قطعناه على أنفسنا بتقديم الغالي والنفيس في سبيل القدس».
وتوجّه بالتحية إلى «أطفال الحجارة في انتفاضتهم»، معتبراً أنّ «إلقاء القبض على الطفل واعتقاله وهو في السادسة من عمره هذه مقدّمة للتحرير، وستتحطّم الزنازين ويتحرّر الأسرى، وتتحرّر القدس وفلسطين ببركة المجاهدين المقاومين الأبطال الذين يتصدّون للاحتلال الصهيوني».
وحيّا الشهيد إبراهيم أبو ثريا، «هذا البطل الذي قدّم نفسه ليكون وقوداً للثورة في مواجهة العدو الصهيوني».
وختم: «لن يستطيعوا نزع القضية الفلسطينية من عقولنا ونفوسنا، فقد وُلدت معنا وستبقى في وجداننا وعقيدتنا، أمّا ترامب المتهوّر فهو يقود شعبه إلى الهاوية، وقد أسقط أوراق التين عن المتآمرين».
من جهته، نظّم اتحاد بلديات البحيرة في البقاع الغربي، وقفة تضامنية مع القدس أمام السراي الحكومي في جب جنين، حضرها قائمقام البقاع الغربي وسام نسبين ورؤساء بلديات ومخاتير وممثّلون عن الأحزاب وهيئات المجتمع المدني، وشخصيات روحيّة وفاعليات.
وأُلقيت للمناسبة كلمات لكلّ من القائمقام نسبين ورئيس الاتحاد يحيى ضاهر، وكلمة رابطة مخاتير البقاع الغربي ألقاها المختار فادي أبو فارس، والشيخ عمر حيمور إمام بلدة جب جنين، ومسؤول حزب الله في البقاع الغربي الشيخ محمد حمادي، ورئيس بلدية جب جنين عيسى الدسوقي وربيع جمعة، حيث أكّدوا «ضرورة تحمّل العرب مسؤوليّتهم التاريخية والأخلاقية، ورفض القرار الأميركي الغاشم واعتبار المقاومة السبيل الوحيد لتحرير الأرض والمقدّسات.
من جهته، توجّه «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان «إلى أهلنا الفلسطينيين بضرورة الاستمرار في الحضور المكثّف في الساحات، وإقلاق راحة قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، ومنع أيّ محاولة لتغيير الواقع في القدس، الهادفة إلى تهويد المدينة وتغيير معالمها».
وحيّا «أهلنا في بيت لحم على مسيرتهم المندّدة بزيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وحرق صوره».
ودعا «المقاومة الفلسطينية إلى تصعيد عمليات المقاومة، سواء عبر إطلاق الصواريخ في اتجاه المستوطنات والمواقع العسكرية، أو من خلال العمليات داخل المناطق المحتلّة قبل عام 48 وبعده»، معرباً عن اعتقاده أنّ «الكيان الصهيوني لن يدخل في مواجهة مفتوحة، لأنّ ذلك سيسهم في الضغط على الأميركي للتراجع عن قراره، لذا فإنّ التصعيد من جهة المقاومة مطلوب بوتيرة أكبر».