دمشق ترى استهتاراً أميركياً بالقوانين الدولية.. ومصر قلقة من عجز مجلس الأمن
توالت ردود الفعل المندّدة باستخدام الولايات المتحدة الفيتو ضدّ مشروع القرار في مجلس الأمن.
وكانت الولايات المتحدة عطّلت مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يرفض أيّ تغيير في وضع مدينة القدس، ورأت مندوبتها في المجلس نيكي هايلي أنّ الإجماع الدولي ضدّها معيب، مشيرةً إلى أنّ القدس «عاصمة يهوديّة منذ آلاف السنين».
وفي ردود الفعل، أعلن رئيس الجمعية العامّة للأمم المتحدة، ميروسلاف لايتشيك، أمس، موافقته على عقد اجتماع طارئ للجمعية لمناقشة التطوّرات الأخيرة الخاصة بمدينة القدس. وقال لايتشيك في تصريحات صحافية، إنّ الاجتماع الذي تقدّمت بطلب لعقده حكومتا تركيا واليمن، سيجري يوم الخميس.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، أشار إلى أنّ الفلسطينيين «مصمّمون على الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة».
وكشف عباس في مؤتمر صحافي، «أنّنا سننشر اليوم التوقيع على طلب الانضمام إلى 22 منظّمة دولية جديدة ضدّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب »، مركّزاً على أنّ «إعلان ترامب حول القدس لا يحمل أيّ شرعية، وسنتّخذ إجراءات قانونية وسياسية ودبلوماسية ضدّه».
وكانت الخارجية الفلسطينية أعلنت نيّتها التوجّه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، واعتبرت استخدام الفيتو «استهتاراً بالمجتمع الدولي»، محمّلة واشنطن مسؤولية كلّ ما سيترتّب عليه.
وقال الناطق بِاسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إنّ استخدام الفيتو الأميركي «مُدان وغير مقبول، ويهدّد استقرار المجتمع الدولي».
كما حذّرت حركة حماس الاحتلال الصهيوني من تبعات أيّ مساس بالأوضاع في القدس ديموغرافياً أو عمرانياً أو على مستوى المقدّسات، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرّك الفوري لمنع أيّ إجراءات للاحتلال تمسّ المدينة المقدّسة.
سوريّاً، دانت دمشق بشدّة استخدام الولايات المتحدة للفيتو. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، إنّ سورية «تدين بشدّة استخدام الولايات المتحدة الفيتو بمجلس الأمن ضدّ مشروع القرار حول القدس».
ورأى المصدر، أنّ الموقف الأميركي يؤكّد مجدّداً «استهتار الولايات المتحدة بالقوانين الدولية، وانتهاكها الفاضح لقرارات مجلس الأمن وكلّ المحافل الدولية حول الوضع القانوني لمدينة القدس، ما يشدّد أكثر من أيّ وقت مضى على ضرورة صياغة نظام عالمي جديد لوضع حدّ لهذه السياسات المتهوّرة للإدارات الأميركية المتعاقبة».
عربياً، مصر أعربت عن قلقها من عجز مجلس الأمن عن تأييد قرار يؤكّد قراراته ومواقفه السابقة بشأن الوضعية القانونية لمدينة القدس.
إقليمياً، اعتبرت وزارة الخارجية التركية أنّ استخدام الفيتو يُظهر أنّ واشنطن فقدت موضوعيّتها. فيما رأى المتحدّث بِاسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أنّ الفيتو الأميركي إجراء معارض للأمن والسلام الدوليين.
وفي السياق، أعلنت روسيا دعمها لمبدأ إنشاء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وأكّد مندوبها في مجلس الأمن استعداد بلاده للعب دور وسيط نزيه في تسوية الصراع الفلسطيني «الإسرائيلي»، ناقلاً تحذيرات روسيّة تجاه ما وصفه بـ»الخطوات الأُحادية».
من جهته، أكّد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتير، أنّ الغالبية في مجلس الأمن ترفض إحداث أيّ تغيير في وضع القدس، أيّده تأكيد المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت بالقول إنّ القدس الشرقية ستبقى جزءاً من الأراضي الفلسطينية.
في المقابل، عاصفة التنديد بالفيتو الأميركي قابلها تأييد صهيوني، حيث شكر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عبر موقع «تويتر» الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسفيرته في مجلس الأمن نيكي هايلي، وغرّد قائلاً: «لقد انتصرت الحقيقة على الأكاذيب».
وكانت اشنطن قد استخدمت حقّ النقض «الفيتو» ضدّ مشروع القرار بشأن القدس، وذلك بعد جلسة لمجلس الأمن بشأن مشروع قرار يرفض إعلان ترامب اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
الجدير ذكره أنّها ليست المرة الأولى التي تُشهر فيها أميركا الفيتو في وجه القضية الفلسطينية، فالفيتو الأخير هو الرقم 43 لصالح الكيان الصهيوني، وسبقه فيتو بتاريخ 31 كانون الأول 2016، رغم أنّ واشنطن لم تكن بحاجة لاستعماله نتيجة عدم حصول فلسطين على 9 أصوات كي يتمّ قبول المشروع الفلسطيني بإنهاء الاحتلال، إلّا أنّها استخدمته.