المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب: المقاومة الشعبية طريق مشروع لاستعادة الحقوق الفلسطينية
انعقدت في العاصمة اللبنانية بيروت أمس فعاليات المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بدورته الأولى الطارئة في مقرّ الاتحاد العمالي العام في لبنان برئاسة الدكتور بشارة الأسمر «لإدانة القرار الأميركي الجائر بتهويد القدس عاصمة دولة فلسطين وجعلها عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها.»
حضر الاجتماع رئيس المجلس المركزي جبالي محمد المراغي، مدير عام منظمة العمل العربية فايز المطيري، الأمين العام للاتحاد النقابي العالمي جورج مافريكوس، الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن وأعضاء الأمانة العامة وأعضاء المجلس المركزي ورؤساء الاتحادات والأمناء العامون للاتحادات المهنية العربية ورئيسا لجنتي المرأة والشباب.
وقد أدان المجلس المركزي «العدوان الصهيوني الإسرائيلي الأميركي المستمر على الشعب الفلسطيني والقرار الأميركي الجائر بتهويد القدس وجعلها عاصمة للكيان الإسرائيلي وطلب نقل السفارة الأميركية إليها.»
واعتبر «أن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة إلى مدينة القدس يشكل سابقة خطيرة في اختراق القانون الدولي من قبل دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهو بمثابة خروج عن الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، ويفتح الباب على مصراعيه أمام مواجهة عربية شعبية ودولية يفرض على مجلس الأمن والأمم المتحدة مسؤولية عاجلة لاحترام قراراتها والالتزام بها، خصوصاً تلك المتعلقة بحقّ الشعب الفلسطيني بحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس».
وأكد «أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب سيتابع مسيرة النضال إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم قضيته من أجل التحرر من الاحتلال الغاشم المدعوم من الولايات المتحدة وحلفائها، ويرى أن ما تفعله أمريكا وأداتها إسرائيل يعتبر الإرهاب الأكبر على كوكب الأرض، ولا يقل خطورة على المجتمع العربي والدولي من الجماعات الإرهابية التي تعيث في بلداننا خراباً ودماراً، كما أنّ المجلس سيقف إلى جانب انتفاضة الشعب الفلسطيني من خلال المظاهرات والمواجهات التي تحدث اليوم على أرض فلسطين لإسقاط القرار المتهور والخطير الذي هو استكمال لوعد بلفور الذي زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي ومنح من لا يملك الحقّ لمن لا يستحق، وإنّ هذه الإجراءات تثبت من جديد بالدليل القاطع زيف الادّعاءات الأميركية وادّعائها زوراً حرصها على إحلال السلام في المنطقة والسلم والأمن العالميين».
ودعا المجلس «كافة النقابات العمالية العربية والدولية الصديقة تعميق تضامنهم مع الشعب العربي الفلسطيني في الدفاع عن حقوقهم وعن المقدسات المسيحية والإسلامية في فلسطين»، معتبراً «أنّ هذا القرار الظالم لن يغير في واقع أنّ القدس المحتلة هي عاصمة فلسطين الأبدية، ومستقبل القدس لا تحدّده دولة أو قرار بل هو ملك وقف للشعب الفلسطيني ولأجياله التي لم تولد بعد».
وخلص اجتماع المجلس المركزي إلى القرارات التالية:
« دعوة المنظمات النقابية العربية والدولية إلى التظاهر أمام السفارات الأميركية في مختلف العواصم العربية والدولية.
ـ الامتناع عن تأدية الخدمات التي تحتاجها السفارات والقنصليات والمراكز الأميركية وكذلك خدمات الموانئ والمطارات للسفن والطائرات الأميركية ولأي دولة تعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.
ـ مطالبة الدول العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية بالدعوة إلى عقد اجتماع طارئ مفتوح لمطالبة الإدارة الأميركية بالرجوع عن قرارها الجائر المخالف لشرعية قرارات الأمم المتحدة والمواثيق الدولية وقطع العلاقات مع الدول المؤيدة لهذا القرار.
ـ مناشدة كافة الفصائل الفلسطينية بالعمل بيد واحدة على تمتين الوحدة الوطنية ووضع أسس وطنية ونضالية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية لمواجهة الكيان الصهيو- أمريكي.
ـ اعتبار المقاومة الشعبية بكافة أشكالها طريقاً مشروعاً لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني .
ـ مطالبة المجلس رفع الحصار الجائر عن الشعب العربي الفلسطيني رفعاً كاملاً ليعيش كباقي شعوب الأرض ضمن دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
ـ مطالبة المجلس الأمم المتحدة ومجلس الأمن العمل على إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني وإيقاف بناء المستوطنات وإزالة جدار الفصل العنصري الذي أقيم في الضفة الغربية، ووقف كافة الأعمال لتغيير ديموغرافية وجغرافية مدينة القدس.
ـ مطالبة الدول العربية بالدعوة إلى عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإسقاط القرار الأميركي بتهويد القدس وجعلها عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل السفارة الأميركية إليها.
ـ مطالبة الدول العربية بوقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وطرد البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية حيثما وجدت وإقفال سفاراتها ومكاتبها التمثيلية.
ـ تفعيل مكتب مقاطعة إسرائيل وذلك بمقاطعة المنتجات الأميركية والإسرائيلية.
ـ توجيه التحية للشعب العربي الفلسطيني الذي عبر عن وحدة الموقف في مواجهة العدوان الصهيوني الأميركي وانطلاق انتفاضته الجماهيرية في وجه تهويد مدينة القدس.
ـ حيّا المجلس تحركات شعوب العالم التي ملأت ساحات المدن الكبرى احتجاجاً على العدوان الصهيوني الأميركي حتى في معاقل الدول المتسلطة والداعمة للعدو الصهيوني الأميركي.
ـ إدانة التطرف والإرهاب بكل أشكاله والعمل بكل قوة لمواجهته ومواجهة آثاره الخطيرة على النسيج الاجتماعي للأمة العربية باعتباره وجه آخر من وجوه الاعتداء الصهيو – أمريكي على الشعوب العربية.
ـ دعوة منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، ووضع حدّ للعدوان والحصار والتهويد المفروض عليه، والمساهمة في الحملة الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بصفة كاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة واعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة فلسطين.
ـ التوجه بتشكيل لجنة القدس لمتابعة توصيات المجلس المركزي الطارىء المنعقد على أن تجتمع بشكل دوري لمتابعة القرارات والنظر بأي مستجدات».
واختتم المجلس أعماله بتقديم الشكر للاتحاد العمالي العام في لبنان على كرم الضيافة وحسن التنظيم لإنجاح أعمال المجلس المركزي الطارئ، كما توجّه «إلى شعب لبنان وجيشه ومقاومته بالتحية لانتصاراته على العدو الصهيوني والعصابات الإرهابية ودحرهما وتحرير أراضيه».