لماذا نتذكّر.. وكيف ننسى؟
أكد علماء الفسيولوجيا العصبية من الأكاديمية الروسية للعلوم أن شخصاً أو حيواناً قد يتذكر معلومات لفترة محدودة، كما أثبتوا آلية محو الذاكرة المرتبطة بعمل مركز المتعة.
وقال بافل بلابان من معهد النشاط العصبي العالي والفسيولوجيا العصبية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، في مقال نشرته مجلة «فرونتيرز في علم الأعصاب» «تبين أن آلية النسيان بسيطة جداً وتعتمد على شرط ضروري، وهو التفعيل الانتقائي للخلايا العصبية التي تشارك في تخزين الذاكرة، ويؤدي تفعيل هذه الخلايا أي بدء عملية التذكّر إلى زيادة تركيز أكسيد النيتريك فيها. وهو المواد التي تعمل على تغيير عمل البروتينات المشاركة في تخزين المعلومات».
وكان اعتقد العلماء لفترة طويلة أن الذاكرة تخزّن في الدماغ على شكل نبضات كهربائية بين الخلايا في مركز الذاكرة، الحصين. لكن عام 2012، وجد علماء الأعصاب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا خلايا عصبية خاصة في الحصين، وتسمّى: خلايا عصبية إينغرام، وتخزن فيها الذكريات الفردية.
وقد أدى ذلك لاعتقاد الكثير من العلماء بأن ذاكرتنا لها طبيعة كيميائية بحتة أو كهروكيميائية، وأن عطل الذاكرة متعلق بخلل في الأنظمة الخلوية التي تتحكم بعملية الأيض في الخلايا العصبية.
وبعد هذا الاستنتاج، تمكن علماء الأحياء من الولايات المتحدة قبل عامين من قمع ومن ثم استعادة ذاكرة معينة لدى الفئران عن طريق تعريض الخلايا العصبية إلى الليزر.
وكما يقول بلابان وزملاؤه، دراسة هذه الخلايا العصبية، أشارت إلى مشكلة مثيرة للاهتمام، فجزيئات البروتين التي تشارك في تشكيل الذاكرة، تحتفظ بالمعلومات لفترة قصيرة، حوالي يومين. وأدى ذلك لتساؤل العلماء كيف تتشكل الذكريات الدائمة، وكيف يقدر الدماغ التخلص منها؟
واحتمال ما إذا كان الحيوان ينسى أو يتذكّر المعلومات يعتمد على مستوى نشاط بروتين «بي كي إم زيتا»، وهو عنصر أساسي من ذاكرة طويلة الأمد. كما اكتشف العلماء الروس، مركز المتعة والهرمونات ذات الصلة يتحكم بعمل هذا البروتين ونشاطه فيؤدي مباشرة إلى احتمال تذكّر.
وتفتح معرفة آليات التخزين وتنظيم الذاكرة الطريق لمزيد من البحث في هذا الاتجاه. على وجه الخصوص، سوف يكون المختصون قادرين على محو ذكريات الأحداث المأساوية في المرضى التي تضرّ بحياتهم.
سبوتنيك