الولايات المتحدة تطوّر سلاحاً قادراً على تعطيل الصواريخ الكورية.. واليابان تزيد من ميزانيتها الدفاعية كيم جونغ: أصبحنا دولة استراتيجية تشكّل تهديداً نووياً لواشنطن.. وموسكو تنشر صواريخ إس ـ 400
قال الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، «إنّ بلاده أصبحت دولة استراتيجية قادرة على تشكيل تهديد نووي جوهري للولايات المتحدة الأميركية».
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أمس، في بيان صدر باللغة الإنكليزية، «إنّ كيم أكد على أنه لا يمكن لأحد أن ينكر كيان جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، التي برزت سريعاً كدولة استراتيجية قادرة على تشكيل تهديد نووي جوهري للولايات المتحدة».
وزعم الرئيس الكوري الشمالي، «أنّ القوة النووية السريعة لتطوّر لبلاده تشكّل نفوذاً كبيراً على المجتمع الدولي». وأضاف: «على الرغم من أنّ التحديات الخطيرة التي تواجهنا لا يمكن التغاضي عنها، فإننا لا نشعر بخيبة أمل ولا نخاف منهم، ولكننا متفائلون بشأن تقدّم ثورتنا في ظل هذا الوضع».
وتأتي تصريحات كيم في الوقت الذي أعلنت فيه كوريا الشمالية الشهر الماضي، «أنها أكملت تسليحها النووي»، بعد إطلاق صاروخ بالستي جديد عابر للقارات، تدّعي أنه «يمكن أن يضع البر الرئيسي للولايات المتحدة في نطاقه».
من جانبه تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ «الاهتمام» بتهديدات كوريا الشمالية النووية والصاروخية البالستية، حيث كشف النقاب عن أول استراتيجية أمنية وطنية لإدارته، يوم 18 كانون الأول، قائلاً: «نحن أمام أهم ثلاثة مخاطر، جهود الصين وروسيا، والدول المارقة، إيران وكوريا الشمالية، والتنظيمات الإرهابية الدولية، الساعية للقيام بأعمال قتالية نشطة ضد الولايات المتحدة».
وبحسب الاستراتيجية الأميركية الجديدة فإنّ «الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية التي تطوّرها بيونغ يانغ تهدّد الولايات المتحدة».
فيما وصفت وزارة الخارجية الكورية الشمالية استراتيجية الأمن القومي الأميركي الجديد بأنها «وثيقة إجرامية تهدف إلى إخضاع العالم كله لمصالح الولايات المتحدة».
وأضافت الخارجية الكورية الشمالية أنّ «سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتمثلة في شعار أميركا قبل كل شيء هو التعبير عن العدوان». وأكدت مجدداً «أنّ السلاح النووي لكوريا الشمالية هو الوسيلة لحماية سيادتها في ظل تعاظم أعمال واشنطن العدائية وابتزازها وتهديداتها النووية».
في السياق نفسه، نقلت شبكة «سي أن أن» أمس، عن مسؤول في البنتاغون قوله «إنّ الولايات المتحدة لديها سلاح جديد قادر على تعطيل الصواريخ الكورية الشمالية».
وذكرت الشبكة الإخبارية الأميركية نقلاً عن مصدر في القوات الجوية «أنّ السلاح الجديد يُدعى تشامب ويشتمل على موجات دقيقة ميكروويف ذات طاقة عالية، ويمكن إطلاقه بواسطة صاروخ كروز من قاذفة قنابل أميركية».
ولفت المصدر إلى أنّ «ضربة واحدة بهذا السلاح، ربما تكون كفيلة بحرمان بيونغ يانغ من جميع أسلحتها الصاروخية».
وأرفقت الشبكة الإخبارية الأميركية الخبر بمشاهد تحاكي طريقة استخدام هذا السلاح الجديد، وكيفية إصابته للعدو في مقتل.
من جهة أخرى، نظر مجلس الأمن الدولي مساء أمس، في مشروع قرار أميركي، يتضمّن «فرض قيود جديدة على توريد السلع الحيوية إلى كوريا الشمالية».
واقترحت واشنطن «خفض توريد المشتقات النفطية إلى كوريا الشمالية بنسبة 90 في المئة، بما في ذلك وقود الديزل والكيروسين، وأن لا تزيد صادرات النفط الخام على 4 ملايين برميل في العام».
وسيتعيّن على جميع موردي النفط والمنتجات النفطية المتعاملين مع بيونغ يانغ إبلاغ الأمم المتحدة بذلك.
وتفرض الوثيقة الأميركية الحظر على «توريد مختلف الخامات المعدنية والمواد والمنتجات الكيميائية والأجهزة والمعدات الكهربائية وبعض المواد الغذائية إلى كوريا الشمالية».
ويمنح مشروع القرار «جميع الدول حق تفتيش وتوقيف وحجز كافة السفن المتوجهة من وإلى موانئ كوريا الشمالية».
وطلبت واشنطن من مجلس الأمن الدولي «إضافة 19 مواطناً من كوريا الشمالية إلى قائمة العقوبات، وكذلك وزارة القوات المسلحة الشعبية».
وخلال عام يجب على كافة الدول التي تستخدم القوى العاملة الكورية الشمالية أن «تطرد من أراضيها كل العمال الكوريين الشماليين».
وكان مجلس الأمن الدول قد أقرّ بالإجماع يوم 11 أيلول الماضي قراره التاسع حول فرض العقوبات ضدّ كوريا الشمالية. ولكن بيونغ يانغ قامت في نهاية تشرين الثاني وبعد فترة توقف طويلة نسبياً باستئناف تجاربها الصاروخية، وأعلنت عن إطلاق صاروخ «هواسونغ-15» الباليستي العابر للقارات» القادر على إصابة القسم القاري من الولايات المتحدة وهو ما زاد بحدّة شدة التوتر في شبه القارة الكورية.
على صعيد آخر، عرضت الحكومة اليابانية مشروع موازنة قياسية للسنة المالية 2018-2019 تتضمّن «إنفاقاً عسكرياً غير مسبوق، لتعزيز نظام دفاعاتها الصاروخية في مواجهة تهديد الصواريخ من كوريا الشمالية».
ووافق رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي على «ميزانية الدفاع للبلاد للعام الجديد بمعدل 46 مليار دولار»، وهي أعلى بنسبة 1.3 من الإنفاق الدفاعي لعام 2017.
وهي السنة السادسة على التوالي التي تزيد فيها اليابان من ميزانيتها الدفاعية منذ وصول آبي إلى السلطة عام 2012، بعد أن كان النهج المتبع يميل إلى تخفيض ميزانيتها الدفاعية.
ومن المخطّط أن تنفق الحكومة 208 ملايين دولار للعام الجديد على الأنظمة الأميركية المضادة للصواريخ من الجيل الجديد «آيجيس آشور».
وشمل مشروع الموازنة العامة بالإضافة للإنفاق الدفاعي، «الإنفاق على برامج الرعاية الاجتماعية في بلد يعاني من شيخوخة متزايدة تثقل كاهل الخزينة والاقتصاد ككل»، بحسب وسائل إعلام محلية.
وكانت الحكومة اليابانية وافقت الثلاثاء على إدخال منظومة الاعتراض الصاروخية الأرضية الأميركية «آيجيس» ضمن استراتيجيتها لتعزيز دفاعاتها ضدّ التهديدات الكورية الشمالية «الخطرة» و»الوشيكة»، ولاسيما بعدما أطلقت بيونغ يانغ صاروخين بالستيين فوق اليابان هذا العام وهدّدت «بإغراق» البلاد في البحر.
وتخطط اليابان لنشر منظومة «آيجيس آشور» في موقعين بإمكانهما تغطية كل البلاد بواسطة رادارات قوية.
وبحسب المسؤولين اليابانيين ستستغرق اليابان سنوات عدة قبل التمكّن من تشغيل «ايجيس آشور».
وتنتظر الحكومة توقيع العقد مع الولايات المتحدة الذي تبلغ تكلفته 1.8 مليار دولار لنشر المنظومة في موقعين، بما في ذلك تكلفة بناء منشآت جديدة.
كما تعتزم اليابان «شراء صواريخ كروز الأميركية التي يصل مداها إلى 900 كيلومتر»، مما يعني أنها قادرة على بلوغ كوريا الشمالية، في خطوة يرجح أن تثير الكثر من الجدل في البلاد لأنّ دستور اليابان السلمي يمنع «استخدام القوة كوسيلة لتسوية النزاعات الدولية».
من جهة أخرى، استبدلت القوات الجوية الفضائية الروسية بطاريات «إس-300» المنشورة في أراضي روسيا الشرقية على الحدود مع شبه الجزيرة الكورية ببطاريات «إس-400» على خلفية التوتر المحيط بالمنطقة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قررت «نشر أفواج جديدة من صواريخ إس-400 في مناطق البلاد الغربية والشرقية»، على أن تبدأ هذه المنظومات مناوباتها في حماية الأجواء الروسية اعتباراً من الـ22 من كانون الأول الحالي.
في هذا الصّدد، وتعليقاً على بيان وزارة الدفاع، رجح فاسيلي كاشين من مركز البحوث الأوروبية والدولية التابع لمدرسة موسكو العليا للاقتصاد، «أن يكون نشر إس-400، خطوة روتينية»، مشيراً إلى أنّ «وزارة الدفاع سعت منذ أمد لاستبدال إس-300 بما هو أحدث منها في إطار تحديث الجيش الروسي وتطوير معداته».
ولم يستبعد كاشين رغم ذلك، أن تكون خطوة نشر «إس- 400» في الشرق الأقصى الروسي، مرتبطة بـ»التوتر الحاصل في شبه الجزيرة الكورية والتجييش بين واشنطن وبيونغ يانغ واحتمال اندلاع المواجهة بين الكوريتين».
يشار إلى أنّ قلق موسكو تجاه التوتر بين بيونغ يانغ من جهة، وسيول وحلفائها في المنطقة من جهة، يكمن في احتمال «تعرّض الأراضي الروسية الشرقية بالخطأ لسقوط صواريخ الجانبين»، إذا ما اشتعلت الحرب بينهما، لا سيما أن الأراضي الروسية قد تعرضت لسقوط قذائف طائشة إبان الحرب الكورية في القرن الماضي.
في السياق نفسه، حذّر قائد قوات المارينز الأميركية المتمركزة في النرويج، الجنرال روبرت نيلر، الجنود من أنّ «شجاراً ضخماً» يمكن أن يبدأ في المنطقة، وذلك حسبما أفادت به بوابة Military.com الإلكترونية.
ولم يستبعد نيلر، «إمكانية إعادة نشر قريبة للجنود، في وقت سيتم فيه توسيع الوجود الأميركي في المنطقة». وقال: «آمل أن أكون مخطئاً، ولكن الحرب مقبلة.. وبفضل وجودكم هنا، فأنتم تشاركون في النضال.. النضال الإعلامي والنضال السياسي».
وأوضح الجنرال الأميركي، أنّ «التركيز في المستقبل القريب، سيكون على المحيط الهادئ وروسيا»، قائلاً: «تذكروا فقط لماذا توجدون هنا؟ هم يراقبونكم.. وكما أنتم تراقبونهم فهم أيضاً يراقبونكم.. لدينا هنا 300 من مشاة البحرية، ويمكننا زيادة هذا العدد إلى 3000 خلال ليلة واحدة».
وتتمركز وحدات من الجيش الأميركي في النرويج منذ كانون الثاني من هذا العام. ويُعَد هذا التواجد، أول عملية نشر للقوات الأجنبية في هذه الدولة منذ الحرب العالمية الثانية. وفي هذا البلد الإسكندنافي، يتم تدريب قوات المارينز على القيام بمعارك في ظروف جوية صعبة.