تكثيف الاعتصامات التضامنيّة مع فلسطين والقدس: لتصعيد المواجهة مع الاحتلال واتّخاذ إجراءت ملموسة ضدّ أميركا

تواصلت فعاليات التضامن مع فلسطين والقدس في عطلة عيد الميلاد من خلال الاعتصامات التي عمّت المناطق اللبنانيّة تنديداً بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودعماً للانتفاضة الفلسطينية وأُطلقت دعوات إلى تصعيد المقاومة ضدّ الاحتلال الصهيوني ومحذّرةً من محاولات احتوائها.

فعاليات جنوباً وشمالاً

وفي هذا الإطار، نظّمت جمعية «أفروديت» مؤتمراً هو الأول من نوعه في بلدة الناقورة المتاخمة لفلسطين المحتلة في الجنوب، برعاية وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن، تحت عنوان «القدس عاصمة أبدية لفلسطين»، في حضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور محمد فتحعلي ممثّلاً بحميد رضا فراهاني، السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين ممثّلاً بديمتري لييديف، عضوي كتلة «التنمية والتحرير» النائبين ميشال موسى وعبد المجيد صالح، وممثّلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، رئيس بلدية الناقورة عدنان حمزة، إضافة إلى شخصيات عسكرية ورؤساء بلديات وفاعليات اجتماعية وسياسية ودينية.

قدّمت المؤتمر الإعلامية مريم الضاحي، ثمّ كانت كلمة لرئيس جمعية «أفروديت» الدكتور أحمد الزين الذي استعرض مراحل سابقة من انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية ثمّ تعيين السفير ديفيد فريدمان سفيراً لأميركا في فلسطين المحتلة، الذي كان بداية الشعلة لإعلان القدس عاصمة لدولة «إسرائيل» المزعومة.

ثمّ ألقى الشيخ حمّود كلمة، أكّد فيها أنّ الكيان «الإسرائيلي» إلى زوال من دون أدنى شك.

ثمّ كانت كلمة للوزير الحاج حسن الذي وضع نقاطاً لمواجهة «إسرائيل»، من أهمّها: إنهاء الحروب ووضع كلّ الخلافات بين الدول العربية والإسلامية جانباً لدعم القضية الفلسطينية.

وأشار إلى «أنّ المقاومة لم تبدأ بعد قرار الرئيس الأميركي بل منذ وعد بلفور، وستظلّ هذه المقاومة النبيلة ما دمنا أحراراً» .

بدوره، تحدّث النائب موسى عن المسار التاريخي للمقاومة المسيحية والإسلامية ضدّ «إسرائيل» المغتصبة لدولة فلسطين.

وتناول النائب صالح «نضال حركة أمل، وعلى رأسها السيد موسى الصدر»، وناشد «رصّ الصفوف ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي».

وكانت كلمة للأب وليم نخلة، تحدّث فيها عن دور المقاومة، وعلى رأسها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حماية القضية الفلسطينية والنضال من أجلها.

بعدها، كلمة الفصائل الفلسطينية ألقاها عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية – القيادة العامّة غازي دبّور، الذي حيّا دور لبنان الجامع برئاسة الرئيس ميشال عون الذي كان قد أرسل رسالة دعم للمؤتمر.

واختتم المؤتمر الزميل عبد الرحمن جاسم، مشيداً بالعمل الذي تقوم به جميع الدول نصرة لفلسطين، مضيئاً على أهميّة وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الصراع الكبير.

بدوره، نظّم حزب الله وقفة تضامنية عند بوّابة فاطمة، استفزّت جنود الاحتلال الذين سيّروا دوريات في المستعمرات «الإسرائيلية» المقابلة، وصوّروا المعتصمين الذي رفعوا الأعلام اللبنانية والفلسطينية، وهتفوا «على القدس رايحين شهداء بالملايين».

وألقى عضوا كتلتي الوفاء للمقاومة النائب علي فياض وكتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم كلمتين، أشادا فيها «بالدول التي صوّتت ضدّ قرار ترامب في مجلس الأمن»، وأكّدا أنّ القدس ستعود إلى أصحابها بفضل المقاومة والانتفاضة.

من جهتها، نظّمت حركة الأمّة اعتصاماً تضامنيّاً تحت عنوان: «نصرة للقدس عاصمة فلسطين»، في بيروت، شارك فيه ممثّل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا، وممثّل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، بحضور المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية في لبنان د. محمد مهدي شريعتمدار، وعدد من رجال الدين، وممثّلي أحزاب وفصائل لبنانية وفلسطينية.

وألقى الأمين العام لـ «حركة الأمّة» الشيخ عبد الله جبري، كلمة دعا فيها «الفلسطينيين إلى الاستمرار في الحضور المكثّف في الساحات، وإقلاق راحة قوّات الاحتلال والمستوطنين، ومنع أيّ محاولة لتغيير الواقع في القدس، والهادف إلى تهويد المدينة وتغيير معالمها».

من جهته، شكر عطايا المصوّتين والداعمين «لقضيّتنا في الأمم المتحدة»، وقال: «أهل فلسطين لا يكفيهم هذا التصويت فقط، بل يجب أن يترجم على الأرض، من كان يصوّت حقاً من أجل القدس ومن أجل فلسطين، فليطرد سفراء الولايات المتحدة من دوله، ومن كان يصوّت لفلسطين ولقضية القدس فليقطع كلّ العلاقات وأشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب».

وأشار إلى أنّ «أكثر ما نخشاه هو أن تتمّ محاولة احتواء هذه الانتفاضة».

بدوره، اعتبر بركة أنّ «الولايات المتحدة الأميركية في عملية السلام المزعومة، كانت تصنع مهزلة ومسرحية وعملية خداع كبرى، من أجل أن تمكّن الكيان الصهيوني ممّا هو عليه الآن»، مؤكّداً «أنّ طريق الجهاد والمقاومة هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين».

ونظّم «اللقاء التضامني الوطني» في المنية لقاءً تضامنياً مع القدس وفلسطين، في حضور رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، رئيس التجمّع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني، رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، عضو المكتب السياسي في «الحزب العربي الديمقراطي» علي فضة، علي شحادة ممثّلاً حزب البعث في الشمال، مسؤول «حركة الجهاد الإسلامي» في الشمال بسام موعد، ووفد من الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية.

في مستهلّ الحفل، تحدّث رئيس اللقاء التضامني الوطني الشيخ مصطفى ملص، الذي رحّب بالحضور، معتبراً أنّ «ما يجري اليوم هو عبارة عن تعاون مشترك بين مؤامرات الأغراب والأعراب، وذلك لفرض صلح مع العدو الصهيوني، وهو ما لن ولم يحصل اليوم أو غداً أو بعد آلاف السنين».

ثمّ ألقى محمد العلي كلمة حزب البعث، فأكّد «التضامن مع فلسطين والقدس التي هي ليست عاصمة لفلسطين فقط، بل هي عاصمة لكلّ العرب».

بدوره، اعتبر فضة أنّ «ما فعله الرئيس الأميركي هو نقل القرار من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة»، معتبراً أنّ «لا بديل اليوم عن محور المقاومة».

ورأى شعبان، أنّه «إذا أردنا تحرير فلسطين فيجب علينا أن نستعيد المشروع الإنساني أولاً، ودعم مشروع المقاومة التي استطاعت وحدها أن تهزم العدو الصهيوني».

ورأى موعد بِاسم «حركة الجهاد الإسلامي» أنّ «بالرغم من ثورة الغضب التي عمّت وتعمّ أصقاع الأرض، لم تتردّد الإدارة الأميركية في قرارها، وكذلك لم ترضخ لمشروع الأمم المتحدة الذي أقرّته 128 دولة، وهو قرار يُستأنس به، ولكن يلزمه الحديد والنار في أيدي المقاومين الأبطال، لأنّ العدو الصهيوني تعوّد أن لا يفهم إلّا لغة المقاومة».

الكلمة الختامية كانت للشيخ حمّود، الذي شرح أهمية مدينة القدس التاريخية.

وفي صيدا، أقامت اللجنة الشعبية وفرع صيدا القديمة في التنظيم الشعبي الناصري، احتفالاً تضامنياً مع القدس وفلسطين، في ساحة باب السراي في صيدا القديمة، وأُلقيت كلمات حيّت شعبنا الفلسطيني «الذي يواصل درب كفاحه بعزم وثبات، مقدّماً الشهداء لأجل تحرير فلسطين». وأكّدت أنّ القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية.

كذلك، نفّذ إعلاميّو مدينة صور ومدراء المواقع الإلكترونية فيها، وقفة تضامنية مع القدس والفلسطينيين، عند دوار الشهداء في المدينة. بعد تقديم من الزميل سامر الحاج علي، وألقى الزميل بلال قشمر كلمة بِاسم الإعلاميّين، قال فيها: «ليس غريباً علينا نحن الإعلاميين أن نقف ونوجّه التحية للقدس، رمز القضية ونقطة ارتكاز صراع ما تبقّى من العرب المؤمنين بهذه القضية ضدّ إسرائيل».

من جهته، اعتبر عضو اللجنة الإعلامية في حركة «الجهاد الإسلامي» في لبنان هيثم أبو الغزلان، بِاسم إعلاميّي الفصائل الفلسطينية، «أنّ الخطوات العملية لمواجهة خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأميركية إليها، تحتّم الانخراط مع وإلى جانب انتفاضة أهلنا في فلسطين، ومواصلة إبقاء هذه القضية حاضرة وبقوّة في الإعلام العربي والعالمي، والاستمرار في تنفيذ الحملات الإعلامية، والأنشطة المساندة والداعمة لأهلنا المنتفضين، لتثبيت روايتنا للأحداث والوقائع».

كما ألقى المسؤول الإعلامي لإقليم جبل عامل في حركة «أمل» صدر داود كلمة بِاسم إعلاميّي الأحزاب اللبنانية، فقال: «كما أنّ وعد بلفور الأول أعطى من لا يملك الأرض لمن لا يستحق، نرى الإدارة الأميركية اليوم تعلن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونحن في المقابل نؤكّد أنّ القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية، من البحر إلى النهر»، مشدّداً على «أنّ المؤامرة كبيرة تُحاك ضدّ هذا الشعب وضدّ هذه القضية المركزية للأمّة أمام تخاذل وتآمر عربي».

وفي السِّياق، أكّدت الحملة الأهليّة لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة في بيان، «استمرار الحراك الشعبي الفلسطيني والعربي والعالمي المناهض للإعلان والمتمسّك بالقدس عاصمة لفلسطين»، وأبدت ارتياحها «للتوجّه السائد لدى القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية بتصعيد المواجهات مع الاحتلال».

وقرّرت قوى وحركات إسلامية بعد اجتماعها في مركز «جبهة العمل الإسلامي» في بيروت «القيام بأنشطة وفعاليات لمواجهة القرار، وتعبيراً عن دعم العمل المقاوم في فلسطين»، وشكّلت لجنة للقيام بالخطوات اللازمة.

.. ووقفة تضامن مع التميمي

ونظّم مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب وقفة تضامنيّة مع الطفلة الأسيرة عهد التميمي والأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال «الإسرائيلي»، أمام مقرّ الصليب الأحمر الدولي في الحمرا، في حضور هيئات لبنانية وفلسطينية وشبابية ونقابية ولجان الأسرى وأطفال من المخيمات وهيئات نسائية.

وتلا الأمين العام للمركز محمد صفا نصّ المذكّرة التي وُجّهت إلى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر مارتن كروستوف، وإلى المنظّمات الإنسانية الدولية، وممّا جاء فيها «أنّ اعتقال الأطفال وتعذيبهم ومحاكمتهم وفرض الإقامة الجبرية وحرمانهم من حنان عائلاتهم وتعليمهم، ليس فقط انتهاكاً لاتفاقية حقوق الطفل، بل باتت ترقى إلى جريمة حرب ضدّ الإنسانية وضدّ الطفولة، لما تتركه هذه الجريمة من آثار نفسية واجتماعية وتربويّة على الطفل الفلسطيني والمجتمع الفلسطيني لسنوات عديدة».

إلى ذلك، حيّت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف، «الشعب الفلسطيني المنتفض على الاحتلال في معظم الأراضي الفلسطينية، والذي يقدّم يومياً شهداء وجرحى وأسرى في مواجهاته البطوليّة مع جيش العدو الصهيوني وقطعان المستوطنين».

وأكّدت اللجنة، في بيان، أنّ «الانتصار الدبلوماسي المعنوي الذي حصل في الأمم المتحدة، القاضي بعدم التزام معظم الدول بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو نتيجة لانتفاض الشعب الفلسطيني وعدم رضوخه للإملاءات الأميركية – الصهيونية، وأنّ هذا الانتصار يستحقّه هذا الشعب الصامد الصابر، الذي لولاه لكانت فلسطين كاملة تحت الاحتلال»، داعيةً «شرفاء الأمّة وأحرارها إلى المزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني، من خلال التحرّكات والمظاهرات ضدّ السفارات الأميركية و»الإسرائيلية»، لأنّ هذه التحرّكات أساسية في هذه المعركة بين الحق والباطل».

وأثنت على «المسيرة الضخمة التي أُقيمت في شوارع طرابلس تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً للقرار الأميركي الجائر، والتي تؤكّد أنّ طرابلس ستبقى مع الشعب الفلسطيني وقضيّته حتى التحرير الكامل»، مؤكّدةً «تضامنها مع الشابة الفلسطينية عهد التميمي التي اعتقلها الاحتلال»، ووجّهت لها التحية على الصفعة التي وجّهتها لجنود الاحتلال الصهيوني».

واعتبرت اللجنة، أنّ «القدس ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين من البحر إلى النهر، وأنّ الاحتلال إلى زوال بفضل دماء الشهداء الزكية، وتضحيات المقاومين الأشاوس، الذين أثبتوا بالقول والفعل أنّ خيار المقاومة والكفاح المسلّح، هو الوحيد القادر على مواجهة العدو وتحرير الأرض والمقدّسات والأسرى».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى