أردوغان والسبسي: تطابق مواقف البلدين في طيف واسع من القضايا الإقليمية والدولية
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن «تطابق وجهات نظر بلاده وتونس في ما يتعلق بالتسوية الليبية».
وأعرب أردوغان، أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي باجي قائد السبسي في العاصمة التونسية أمس، عن «سعي أنقرة إلى فتح سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس».
وأكد الرئيس التركي تقديره العالي ودعمه لـ «مبادرة نظيره التونسي بخصوص التسوية الليبية»، مؤكداً أنّ «استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا تنعكس إيجابياً على الأوضاع في تونس وتركيا».
وثمّن أردوغان «تطابق مواقف تركيا وتونس في طيف واسع من القضايا الإقليمية والدولية الأخرى وخاصة في رفض قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها».
وندّد أردوغان بـ «هيكلة مجلس الأمن الدولي»، متسائلاً «لماذا ليست فيه دول إسلامية دائمة العضوية، بينما يحظى الأعضاء الداعمون الحاليون بالصلاحيات المفرطة في ما يتعلق باستخدام حق النقض الفيتو ».
وشدّد الرئيس التركي على أنّ «الظروف تغيّرت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية»، داعياً إلى «إجراء تعديل في عضوية المجلس».
وذكر أردوغان «أنّ أجندة مفاوضاته مع السبسي الفردية ثم بحضور وفدي البلدين شملت طيفاً واسعاً من المسائل ذات الاهتمام المشترك»، مشدداً على «وقوف أنقرة الدائم إلى جانب تونس، لا سيما في محاربة الإرهاب».
وأعرب الرئيس التركي عن «جاهزية بلاده لتقديم تجربتها في هذا المجال إلى زملائها التونسيين، وخاصة في ما يتعلق بتدريب عناصر الأمن والدعم اللوجستي».
وأشار أردوغان إلى أنّ «تونس قطعت شوطاً كبيراً في سياستها التنموية بمختلف المجالات»، مؤكداً أنّ «هذا البلد قدم للعالم نموذجاً للتوافق بفضل قادته السياسيين وهي مصدر إلهام لذلك».
من جانبه، أشاد السبسي بـ»متانة العلاقات بين البلدين»، مؤكداً «تطابق وجهات نظر تونس وأنقرة إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية».
وقال السبسي: «إنّ قمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة في إسطنبول بخصوص تطورات قضية القدس توّجت بالتفاف بين دول العالم في رفض قرار ترامب، ما انعكس بوضوح على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يدين الخطوات الأميركية في هذا الشأن».
على صعيد اقتصادي، أبرمت تركيا وتونس أمس، «أربع اتفاقيات تهدف لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين».
وذكر وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، «أنّ الوثائق الموقعة تشمل اتفاقية للتعاون العسكري، وأخرى في مجال حماية وتعزيز الاستثمارات بين البلدين، والتي تعد هامة بالنسبة لتونس باعتبارها ستسهم في دفع الاستثمار التركي في تونس والشراكة بين البلدين».
كذلك تمّ التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال التعاون البيئي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء التونسية عن الجهيناوي.
وكشف أردوغان عن علاقات غير مسبوقة مع تونس على الصعيد الاقتصادي والسياسي، وقال: «نرى أن نموّ تونس هو نمو لتركيا أيضاً، والاستقرار والنمو الاقتصادي في تونس مسألة تهمّنا».
وأضاف: «سنسعى إلى سدّ العجز في ميزانية تونس وربما نعمل على الاستيراد، وقد نستورد زيت الزيتون على سبيل المثال»، وأكد «أنّ البلدين اتفقا على العمل لزيادة التبادل التجاري بينهما.»
وأشار إلى أن «رجال أعمال أتراك سيجتمعون مع نظرائهم التونسيين، وسيكون الاجتماع بداية لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين».
وتظهر بيانات موقع «ITC Trade» أن «حجم التبادل التجاري بين تركيا وتونس بلغ العام الماضي 1.124 مليار دولار، منها 910 ملايين دولار صادرات تركيا إلى تونس، مقابل واردات بقيمة 214 مليون دولار».
يُذكر أنّ الاجتماع بين الرئيس باجي قائد السبسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، عُقد في تونس العاصمة أمس.
واستقبل السبسي أردوغان في قصر قرطاج، مقر الرئاسة التونسية، وذلك في إطار زيارة رسمية تستغرق يومين يقوم بها الرئيس التركي إلى تونس.
ونشرت وسائل الإعلام صوراً ومقاطع فيديو تُظهر وصول أردوغان إلى القصر الرئاسي، وهو يُحيّي الجمهور بشعار رابعة، وهذا هو شعار يمثل الدولة التركية التي تقوم على أربع دعائم وهي علم واحد وأمة واحدة وبلد واحد وحكومة واحدة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه أولى زيارة لأردوغان إلى تونس بصفته رئيساً للبلاد، وتأتي في ختام جولة أفريقية للرئيس التركي.
وأعلنت الرئاسة التونسية في بيان لها «أن هذه الزيارة تأتي في إطار الإرادة المشتركة للجانبين التونسي والتركي لدعم علاقات التعاون الثنائي وتنويع مجالاتها، وتعزيز سنة التشاور السياسي بين البلدين، والتباحث في المسائل ذات الاهتمام المشترك».
وعلاوة على الرئيس السبسي، يعقد أردوغان خلال هذه الزيارة اجتماعات مع رئيس مجلس نواب الشعب التونسي محمد الناصر ورئيس الوزراء يوسف الشاهد، وكذلك مع رؤساء أهم ثلاثة أحزاب من حيث حجم تمثيلها في البرلمان، وهم رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي، والمدير التنفيذي لحركة «نداء تونس» حافظ قايد السبسي، نجل رئيس البلاد، والأمين العام لحزب «مشروع تونس» محسن مرزوق.
وفي نهاية زيارته سيشرف أردوغان على منتدى اقتصادي مشترك بين تونس وتركيا في ضاحية قمرت القريبة من العاصمة تونس.