رئيس الجمهورية: لبنان يدرس اتخاذ خطوات للحدّ من تداعيات ملفّ النازحين
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أنه سوف يعمل «لرفع الحرمان عن المناطق اللبنانية كافة من دون تمييز، لأن هذه المعاناة واحدة بالنسبة إلى جميع اللبنانيين»، ودعا إلى»معالجة التداعيات التي سببها الاقتصاد الريعي، وذلك من خلال الانتقال إلى اقتصاد إنتاجي»، ومن المهم معالجته للوصول إلى نظام اقتصادي جديد تستفيد منه كل المناطق في لبنان. وقال لقد بدأنا بخطوة إقامة مناطق صناعية في مختلف الأقضية والترخيص لها وتأمين الاستثمارات اللازمة وجذب المستثمرين، وهناك خطوات أخرى نحاول تطبيقها واحدة تلو الأخرى. نحن بحاجة إلى تحرّك أقوى لتحقيق هذه المرحلة الانتقالية، والخروج من الطائفية التي يتمّ اعتمادها حالياً، وهناك كفاءات لدى مختلف الطوائف»، مشدداً على أنه «سيتعاون مع الجميع «لتحقيق هذه الاهداف التي يسعى اليها اللبنانيون».
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، وفداً من «اللقاء التشاوري للمحافظات» برئاسة رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ. ونوّه بـ «الفكر المنفتح الذي ينتهجه اللقاء التشاوري ويهدف إلى جعل كل إنسان مواطناً وليس ابن عشيرة، وحين ندرك أن كل فرد له قيمته الخاصة ويتمتع بحقوق يحصل عليها كإنسان غير منتمٍ إلى طائفة، نصبح جميعاً مواطنين».
أضاف: «طرحنا موضوعين للسير بالدولة المدنية هما إلغاء المذهبية السياسية من كل طائفة واعتماد الكفاءة، ووضع برنامج تربوي غير طائفي، يركّز على مفاهيم الوطنية والديموقراطية والواجبات تجاه الدولة والتاريخ. وهي كلها مواضيع غير طائفية، مع احترام حرية المعتقد ورأي الآخر».
وشدّد الرئيس عون على أنه يلاحق شؤون المناطق الشمالية، ومنها طرابلس حتى قبل وصوله إلى الرئاسة، وأنه لا يعتقد بوجود مناطق أطراف وأخرى في الوسط، لأن لبنان منطقة واحدة».
وحول أزمة النازحين السوريين وطريقة حلها، أوضح الرئيس عون أنه طرح منذ سنوات «استقبال لبنان للنازحين ذوي الحاجات الإنسانية الملحة فقط، لأن مساحة لبنان وعدد سكانه لا يسمحان باستقبال أعداد كبيرة كما هي الحال اليوم، حيث هناك أكثر من مليون و850 الف نازح سوري». أضاف: «إن لبنان يدرس اتخاذ سلسلة خطوات لمعالجة هذا الموضوع والحد من تداعياته، لا سيما أن لبنان لم يتلقّ أيّ دعم من الدول ويتحمّل وحده نفقات رعاية النازحين».
أما محفوظ فقال: «إن هذا اللقاء التشاوري يمثل الأطياف اللبنانية كلها، ويلتقي على فكرة الدولة المدنية العادلة والقادرة وعلى المشترك بين اللبنانيين وتكريسه وعلى فكرة المواطنة الواحدة وليس الطائفة وفكرة العدالة الاجتماعية. وهو يثمّن مواقف العهد الجديد، وتحديداً في مسألتين أساسيتين شكّلتا منعطفاً في الحياة السياسية اللبنانية، وكان بإمكانهما ترك تداعيات على لبنان والمنطقة. المسألة الأولى معالجتكم لأزمة استقالة الرئيس سعد الحريري، وهي معالجة أدّت إلى ولادة وحدة وطنية حقيقية مدنية، ومثل هذه الوحدة هي ثورة للبنانيين ينبغي الحفاظ عليها واعتبارها بوصلة هذا العهد، لأن خارجها تتولد الأزمات والعلاقات الطائفية المتوترة، ووحده السلم الأهلي يمكنه خلق المناخات المؤاتية لفكرة المواطنة وتعزيزها».
وأضاف: «أما المسألة الثانية التي تعتبر سمة هذا العهد، فهي موقفكم من موضوع مدينة القدس. وهو موقف شرف اللبنانيين والعرب والمسلمين والمسيحيين كلهم. فلهذه القضية رمزية خاصة تشكل عنصر توحيد وراء فلسطين ومدينة القدس. جئنا من مختلف المناطق اللبنانية ونحن مقتنعون أنه لا يمكن للبنان أن يسير على درب الخلاص إلا بالوحدة الوطنية وبفكرة المواطنة والإنماء المتوازن، خصوصاً أن سكان الأطراف وتحديداً في عكار وباقي الاطراف اللبنانية، يشعرون بأنهم منسيّون. ولذلك في عهدكم كلهم أمل بأن هناك دولة لبنانية واحدة يهتم فيها المسؤولون بمشاكل المواطنين كلهم، وتحديداً في بعلبك – الهرمل وعكار التي نحمل رسالة من أهلها مفادها أنهم شبه مطلوبين للعدالة بحق وبغير حق بعد صدور اكثر من 45 الف مذكرة توقيف بحقهم. وهو أمر غير طبيعي. والجميع ينتظر منكم معالجة المسألة وأسبابها، ومنها البطالة وعدم تشغيل القطاعات الإنتاجية وغياب البنى التحتية إلى غيرها من الأمور».
وختم: «فخامة الرئيس، نحن نعتبر أن الوحدة الوطنية هي الأساس، والحرص عليها يفترض معالجة الأمور والخلافات بحكمة، ونحن ندرك بأنكم شيخ الحكماء».
إلى ذلك، استقبل الرئيس عون رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية وعرض معه عمل التفتيش، مركزاً على «ضرورة تفعيل الرقابة التي يمارسها التفتيش بمختلف اختصاصاته لتأمين الانتظام العام في الإدارات والمؤسسات ومنع المخالفات والتجاوزات».
واستقبل الرئيس عون كلاً من سفير لبنان المعين في تركيا السفير غسان المعلم ومندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي، لمناسبة التحاقهما بمركزَيْ عملهما الجديدين. وزوّدهما بالتوجيهات متمنياً لهما التوفيق.
وفي قصر بعبدا، وفد موقع «tayyar.org» برئاسة المهندس باتريك باسيل، وذلك لمناسبة مرور 15 عاماً على تأسيس الموقع.
وقد هنّأ الرئيس عون أعضاء الوفد على «الجهود التي بذلوها لإطلاق الموقع واستمراره في خدمة الحقيقة ولبنان والتعبير بأمانة عن حاجات اللبنانيين وتطلعاتهم».