رام الله لغواتيمالا: قرار نقل سفارتكم ليس له أيّ أثر قانوني
بعث المندوب المراقب لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، بثلاث رسائل متطابقة إلى رئيس مجلس الأمن اليابان ورئيس الجمعية العامّة والأمين العام للأمم المتحدة، احتجاجاً على قرار غواتيمالا بنقل سفارتها إلى القدس في ضوء القرار الأميركي غير الشرعي والاستفزازي، الذي يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وطالب منصور ببذل الجهود لدعم الإجماع الدولي التاريخي بشأن القدس على النحو المنصوص عليه في العديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامّة، وفقاً لما ذكرته وكالة «معاً» الإخبارية.
ودعا منصور، جميع الدول إلى معالجة هذه المسألة بشكلٍ عاجل، ورفض هذا الاستفزاز والعمل على التمسّك بنزاهة وسلطة قرارات الأمم المتحدة.
كما ذكّر بقرارات مجلس الأمن العديدة المتعلّقة بالقدس، وخصوصاً في ما يتعلّق بعدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة، واعترافها بالوضع الخاص للقدس وتصميمها الواضح على أنّ جميع التدابير والإجراءات التشريعية والإدارية التي يتّخذها الكيان الصهيوني، السلطة القائمة بالاحتلال، والتي تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس الشريف، ليس لها أيّة شرعية قانونية.
وقال منصور، إنّه من الضروري أيضاً التذكير بأنّ المجلس دعا صراحة جميع الدول الأعضاء إلى احترام قرارته بعدم الاعتراف «بالقانون الأساسي» الذي وضعه الكيان الصهيوني بشأن القدس، وأيّة أعمال أخرى من هذا القبيل تسعى إلى تغيير طابع القدس ومركزها، وطلبت مباشرة من الدول التي أقامت بعثات دبلوماسيّة في القدس لسحب هذه البعثات من المدينة المقدّسة.
وأوضح المندوب الفلسطيني، أنّ القرار الذي اتّخذته غواتيمالا ليس له أيّ أثر قانوني، ولا يمكن أن يغيّر من تطبيق القانون الدولي.
على صعيد الانتفاضة، اندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في عدة أماكن من الضفة الغربية، بعد خروج مسيرات سلمية مندّدة بقرار ترامب الخاص بالقدس في جمعة الغضب الرابعة التي دعت إليها القوى والفصائل الوطنية.
وكانت فعاليات جمعة الغضب الرابعة تواصلت في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وفي مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلّة في مظاهرات ومسيرات انطلقت بعد صلاة الجمعة، ونقلت وسائل الإعلام المحلّية والعربية والدولية تغطية مباشرة لفعاليات هذا اليوم.
في موازاة ذلك، استنفر جيش الاحتلال الصهيوني عناصره في محيط مدينة القدس والأقصى، وواجه المتظاهرين الفلسطينيين بعنف وإجرام. ونقلت وكالة «معاً» عن المتحدّث بِاسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، تأكيده أنّ 43 فلسطينياً جُرحوا بالرصاص الحيّ والمعدنيّ أطلقته قوات الاحتلال، حالة 3 منهم خطيرة، كما أُصيب أكثر من 100 آخرين باختناق، وتلقّوا إسعافات طبّية في المكان.
وقالت مصادر، إنّ إجراءات أمنيّة مشدّدة اتّخذتها قوات الاحتلال في باب العامود ومحيط الأقصى. ولفتت إلى أنّ قوات الاحتلال اعتقلت امرأة مقدسيّة بعد التعرّض لها بالضرب في باب العامود.
وفي بيت إيل برام الله، قالت إنّ قوات الاحتلال أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه المتظاهرين والمسعفين، وأشارت إلى إصابة صحافي بقنبلة صوتية، كما تحدّثت عن 5 إصابات برصاص الاحتلال في رام الله وشمال مدينة الخليل.
هذا، وتصدّى الشبان الفلسطينيون لاعتداءات قوات الاحتلال في رام الله.
وبالتزامن، تحدّثت وسائل إعلام العدو عن انطلاق صاروخ من غزة أصاب أحد المباني في مستوطنة شاعر هنيغف إصابة مباشرة. وأشارت الوسائل إلى أنّ منظومة القبة الحديدية اعترضت 3 صواريخ أُطلقت من قطاع غزة، فيما تحدّث جيش العدو عن انطلاق صافرات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة.
من جهةٍ ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس شاباً من مدينة قلقيلية. وأفاد مصدر أمني بأنّ قوات الاحتلال اقتحمت مدينة قلقيلية واعتقلت الشاب عبد القادر ولويل 27 عاماً ، ونقلته إلى جهة مجهولة.
الجدير ذكره، أنّ المظاهرات جرّاء قرار الرئيس الأميركي بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني أسفرت الجمعة الماضية عن استشهاد شابين فلسطينيين وإصابة أكثر من 110 آخرين بجروح.
وعلى هذا الصعيد، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش خلال مشاركته بتظاهرة، إنّه يجب أن يتحرّك الضغط العربي ضدّ الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف البطش: «لا يضيرنا أن يعترف الأميركي بالقدس عاصمة لـ»إسرائيل»، فنحن سنواصل المقاومة شاء ترامب أم أبى».
وأكّد أنّ القدس قبلة السعودية وإيران وماليزيا وغيرهم، مشيراً إلى أنّه على الجميع الدفاع عنها.
كما رأى أنّه «على الرئيس محمود عباس أن يستعين بشعبه لمواجهة القرار الأميركي». وأشار إلى أنّ أولويات الشعب الفلسطيني هي «انتفاضة القدس»، مؤكّداً «إذا تمادى العدو، فنحن سنردّ على العدوان».
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي كرّر تأكيده أنّ «لا أحد يعطي ضمانات، ونحن سنردّ على العدو».
من جهته، اعتبر القيادي في حماس مشير المصري إلى أنّ الدفاع عن المسجد الأقصى هو دفاع عن المسجد الحرام، مؤكّداً: «لن نفرّط في المسجد الأقصى أو بشبر من أرض فلسطين».
وقال المصري، إنّ من يراهنون على العدو عليهم أن يعيدوا حساباتهم، لأنّ التاريخ لن يرحمهم. وأشار إلى أنّ المطلوب إتمام استحقاقات المصالحة الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية.
ودعا المصري حركة فتح إلى التعامل بإيجابية مع خطوات حماس بشأن المصالحة، كما دعا الحكومة الفلسطينية إلى تحمل مسؤولياتها ورفع العقوبات عن أهالي غزة.
القيادي في حماس دعا إلى سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني وإنهاء مشروع التسوية وعدم المراهنة عليه، مشدّداً على ضرورة التوافق على برنامج وطني تحرّري بعيداً عن مشروع التسوية والمفاوضات الفاشلة.
وبالنسبة للتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني، دعا المصري السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق، مطالباً بدعوة الإطار القيادي الموحّد لمنظمة التحرير لمواجهة الغطرسة الصهيونيّة.
بدوره، رأى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي خلال مشاركته بتظاهرة في رام الله، أنّ ما راهنت عليه «إسرائيل» والولايات المتحدة قد فشل، وأنّ الانتفاضة تحوّلت إلى مقاومة شعبية.
وشدّد البرغوثي على ضرورة حسم الخيارات، مشيراً إلى أنّه لا يمكن الحديث عن عملية السلام ووساطة ووساطات بعد الآن. كما لفتَ إلى أنّ المراهنة على اتفاق أوسلو قد فشلت.
ورأى البرغوثي أنّ العدو الأكبر للشعب الفلسطيني كان الشعور بالإحباط، وأنّ هذا الأمر عملت عليه الدعاية الصهيونية.
وأكّد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أنّ السلطة الفلسطينية لن تتأثّر في حال قطعت المساعدات الخارجية، مشدّداً: «يجب ألّا نربط نضالنا بقضية المساعدات الخارجية»، ومتمنّياً أن توقف واشنطن دعمها.
كما رأى البرغوثي، أنّ محاولات الكيان الصهيوني لفرض قيادات جديدة على الفلسطينيين لن تنجح، موضحاً أنّ المقاومة للاحتلال أصبحت نمط حياة في فلسطين، مطالباً الدول العربية بتقديم الدعم لها.
الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أشار إلى أنّ الانتفاضة اليوم تأتي في إطار موجات متواصلة حتى الوصول إلى تحرير الأرض.
وفي الختام، أكّد البرغوثي أنّه يجب الاتفاق على استراتيجية وطنية مشتركة لمواجهة الاحتلال، قائلاً: «سنهزم نظام التمييز العنصري «الإسرائيلي»، وسنفرض على الاحتلال إقامة دولتنا».