البدء بإخلاء «النصرة» الإرهابيّة من ريف دمشق الغربي
سيبدأ خلال الساعات القادمة خروج كافة إرهابيّي «النصرة» من بيت جن ومغير المير من ريف دمشق الجنوبي الغربي باتجاه إدلب ودرعا، وذلك بعد وصول 30 حافلة إلى نقطة تجمّع المسلّحين في محيط بيت جن.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنت في الساعات الماضية أنّه جرى إخراج دفعة ثانية من المرضى معظمهم من الأطفال من الغوطة الشرقية لدمشق.
وأكّدت مصادر أنّ عشرات الحافلات وصلت لبدء عمليات خروج المسلّحين، مشيرةً إلى أنّ الجزء الأكبر سيتمّ نقلهم إلى إدلب، مضيفةً أنّ ممثّلين عن الجيش السوري عقدوا اجتماعاً مع قياديين في «جبهة النصرة».
هذا، ومن المقرّر أن تتوجّه الحافلات وسيارات الإسعاف برعاية الهلال الأحمر السوري من بيت جن مروراً بكفر حور وبيت سابر، ومن ثمّ بيت تيما وصولاً إلى مزارع بشير النجار وبيت تيما ثمّ إلى بيت سابر فكفر حور.
وأفادت المصادر بأنّ مسلّحي «جبهة النصرة» والفصائل المرتبطة بها فجّروا مقارّهم قبل خروجهم من مزرعة بيت جن والمناطق المحيطة بها في ريف دمشق الجنوبي الغربي لإخفاء أيّة وثائق تتعلّق بهم.
هذا، وتضاربت الأنباء حول عدد المسلّحين، ففي الوقت الذي تحدّثت فيه عن مصادر عن أكثر من 250 مسلّحاً، أشارت مصادر أخرى عن وجود أكثر من 700 مسلّح.
وقد قبلت «جبهة النصرة» الإرهابية باتفاق يقضي بخروج مسلّحيها من ريف دمشق الجنوبي الغربي، وذلك بعد أن حقّق الجيش السوري تقدّماً، وتمكّن من السيطرة على جميع النقاط الاستراتيجية حولها وقطع طرق إمداد التنظيم.
ميدانياً، أفادت وكالة «سانا» بأنّ مروحيات أميركية قامت مؤخّراً بإجلاء مجموعة جديدة من متزعّمي تنظيم «داعش» من عدّة مناطق بريف دير الزور إلى ريف الحسكة، مواصلةً بذلك دعم واشنطن للتنظيم.
وأفادت المصادر لـ»سانا» بأنّ عدداً من المروحيات الأميركية قامت، خلال الأيام الماضية، بإنزال في الريف الشمالي لدير الزور ومن ثمّ أقلعت وحلّقت على ارتفاع منخفض فوق مخيم السد الواقع بالقرب من مدينة الشدادة ، وهبطت قرب سدّ الباسل جنوب مدينة الحسكة، وعلى متنها عدد من متزعّمي تنظيم «داعش» في مناطق تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية» قسد المدعومة من واشنطن.
وأشارت المصادر إلى أنّ عملية الإنزال هذه للمروحيات الأميركية هي الثانية من نوعها في الآونة الأخيرة.
ففي وقت سابق من شهر كانون الأول الحالي، هبطت مروحيات أميركية عدة بالقرب من سدّ الباسل جنوب الحسكة وعلى متنها 47 قيادياً في «داعش» فرّوا أمام ضربات الجيش السوري وتمّ نقل المصابين منهم لتلقّي العلاج عبر منظمة «أطباء بلا حدود»، بحسب الوكالة.
تجدر الإشارة إلى أنّ المركز الروسي لتنسيق المصالحة في سورية كان قد أكّد في الـ16 من كانون الأول الحالي أنّ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لا يزال يواصل تعاونه مع بقايا مسلّحي «داعش» في سورية.
وأفاد المركز حينذاك بأنّ المدرّبين العسكريين الأميركيين يقومون بإنشاء وحدات عسكرية جديدة بعنوان «الجيش السوري الجديد» بالقرب من مخيم للّاجئين في مدينة الحسكة.
إلى ذلك، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، على قانون بشأن اتفاق بين روسيا وسورية حول توسيع قاعدة طرطوس.
وجاء في نصّ القانون الذي نُشر على بوّابة المعلومات القانونية: «المصادقة على الاتفاقية بين روسيا وسورية لتوسيع مساحة مركز الإمداد المادّي والتقني في طرطوس».
هذا، وكان الرئيس الروسي قد صرّح الخميس الماضي، أنّ القاعدتين الروسيّتين في حميميم وطرطوس ستواصلان عملهما بشكلٍ دائم، مشيراً إلى أنّهما قلعتان هامّتان لحماية المصالح الروسيّة في سورية.
وكان مجلس الاتحاد الروسي قد صادق على اتفاقية توسيع نقطة الإسناد البحري الروسيّة في طرطوس السوريّة، وجعلها قاعدة بحريّة روسيّة على الساحل السوري بعد مصادقة دمشق على الاتفاقية مطلع العام الماضي.
وورد في نصّ الاتفاقية أنّها «تلبّي المصالح الروسيّة، وتسهم في تعزيز الحضور العسكري الروسي في المنطقة وضمان أمن الإقليم».
وفي سياقٍ متّصل، أعلن مصدر عسكري استعادة السيطرة على قرية أبو دالي بريف حماة الشمالي الشرقي بعد القضاء على آخر تجمّعات إرهابيّي تنظيم «جبهة النصرة» فيها.
وأفاد مصدر عسكري في تصريح لـ»سانا»، بأنّ وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة «واصلت عمليّاتها على تجمّعات إرهابيّي تنظيم «جبهة النصرة» بريف حماة الشمالي الشرقي، واستعادت خلالها السيطرة على قرية أبو دالي بعد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيّين وتدمير أسلحتهم».
ولفتَ المصدر إلى أنّ عناصر الهندسة تقوم بتمشيط القرية لتفكيك الألغام والمفخّخات التي زرعها الإرهابيّون فيها لإعاقة تقدّم وحدات الجيش، ولإيقاع أكبر الأضرار في ممتلكات الأهالي ومنازلهم.
وبسطت وحدات من الجيش، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية خلال اليومين الماضيين، سيطرتها على قرية أم حارتين وعدد من القرى والتلال أهمّها المشيرفة والطامة والمغارة والوارد والدجاج وتلّ المقطع.
وتنفّذ وحدات من الجيش منذ نحو شهرين عملية عسكرية في المنطقة الممتدة بين أرياف حماة وإدلب وحلب لاجتثاث إرهابيّي «جبهة النصرة»، أسفرت حتى الآن عن السيطرة على العديد من القرى والبلدات بعد تكبيد التنظيم التكفيري خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
كما عثرت وحدات الجيش السوري على كميّات كبيرة من الأسلحة والذخائر وصواريخ محمولة على الكتف، بعضها أميركي الصنع، وأجهزة اتصال ومحطّات بثّ، خلال تمشيطها عدداً من أحياء مدينة دير الزور وريفها الشرقي.
من جهةٍ أخرى، أكّد نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين، أنّ القوات المسلّحة السوريّة هزمت التنظيمات الإرهابيّة على الأراضي السورية بدعم من القوّات الجوية الفضائية الروسيّة.
جاء ذلك خلال لقاء فومين أمس سفيرة فرنسا في موسكو سيلفا اجنس بيرمان، حيث أطلعها على تقييم روسيا للوضع في سورية، ومبادرة عقد مؤتمر للحوار الوطني السوري في سوتشي وفق ما أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الروسيّة.
يُشار إلى أنّ الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية فى سورية، وهي روسيا وإيران وتركيا، كانت اتفقت خلال اجتماع أستانة 8 الذي عُقد يومَي الـ21 و الـ22 من الشهر الحالي على التعاون بشكلٍ وثيق للتحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي يومَي الـ29 والـ30 من كانون الثاني المقبل، بمشاركة جميع شرائح المجتمع السوري.
من جهتها، قالت دائرة الإعلام والاتصالات بالوزارة الروسيّة في بيان لها، إنّ «فومين وبيرمان تبادلا خلال اللقاء وجهات النظر حول العلاقات بين حلف الناتو وروسيا، إضافة إلى آفاق التعاون الثنائي بين وزارتَي الدفاع في البلدين».