عباس فواز لـ«البناء»: وحدة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أوّلى أولوياتنا
علي بدر الدين
أكد رئيس المجلس القاري الأفريقي في الجامعة اللبنانبة الثقافية في العالم عباس فواز أهمية وحدة الجامعة، متوقعاً مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق بين الجميع من أجل تحقيق مصالح المغتربين، مشدّداً على ضرورة وأهمية مشاركة الجناح اللبناني المغترب في الاستحقاق الانتخابي لأنها مسؤولية وطنية.
وقد أجرت البناء حواراً مع فواز هذه وقائعه:
هل تضعنا في أجواء عمل المجلس القاري الأفريقي بعد انعقاد مؤتمره الثامن في بيروت وتجديد رئاستكم لهيئته الإدارية؟
ـ يعتبر المؤتمر القاري الأفريقي الثامن الذي عُقد في بيروت واحداً من أهمّ المؤتمرات وأكثرها حضوراً من رؤساء وممثلي المجالس الوطنية في أفريقيا، حيث كانوا من دول شرق أفريقيا وجنوبها، بعد أن كانت المشاركة سابقاً تقتصر على دول غرب أفريقيا، فضلاً عن أنّ النقاشات التي سادت المؤتمر اتسمت بالجدية والمسؤولية والصراحة، وهذا ما لم نشهده في مؤتمرات سابقة، ما أعطانا الأمل بأنّ العمل والعطاء وخدمة أهلنا وإخواننا في أفريقيا ستكون من العناوين الأساسية والمهمة التي ترسم خارطة الطريق الجديدة لمهام المجلس القاري ومسؤولياته في المرحلة المقبلة.
كما أنّ انعقاده اكتسب أهمية خاصة في ظلّ تحديات اقتصادية وسياسية ضاغطة تواجهها العديد من دول الاغتراب اللبناني في أفريقيا، وبطبيعة الحال فإنّ الجاليات اللبنانية هي جزء أساسي من النسيج الاقتصادي والاجتماعي الأفريقي وبخاصة أنها تمثل قوة استثمارية لا يُستهان بها وهي صمام الأمان للاستثمار بشكل عام.
ما هو برنامج عملكم للمرحلة المقبلة على مستوى أفريقيا ولبنان، وماذا عن الأولويات التي تتصدّر هذا البرنامج؟
ـ الطروحات كثيرة، والطموحات كبيرة، والجعبة ملأى بالدراسات والمشاريع والاقتراحات التي من شأنها أن تفعّل عمل المجلس وتخرجه من الروتين ومن سياسة الانتظار، خاصة أنّ التطورات متسارعة على غير صعيد والأزمات تتفاقم إنْ كان في أفريقيا أو في غيرها، وبما أننا كمغتربين ومستثمرين نعمل في قطاعات تجارية وصناعية، من واجبنا ومسؤولياتنا مواكبة ما يحصل، واتخاذ القرارات المناسبة والعملانية التي تكون على مستوى التحديات والصعاب، التي من شأنها أن تخفف عن المغتربين من الخسائر قدر الإمكان، وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار وجود مئات آلاف اللبنانين في أفريقيا، ولا يمكن ان نتركهم لقدرهم أو فريسة سهلة للأزمات التي تعصف في أفريقيا والعالم.
أضاف فواز: إنّ الثقة المتجدّدة برئيس المجلس وبالهيئة الإدارية شكلت حافزاً إضافياً في تحمّل المسؤولية، ونحن نستكمل ما بدأناه في المدة الأولى من تسلّم المسؤولية، لجهة تفعيل عمل المجلس إدارياً وتقنياً ولتأمين التواصل بيننا وبين الجاليات ومع بعضها البعض وقد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال، وهذا يترافق مع التحضير لجولة سيقوم بها وفد من المجلس إلى عدد من الدول الأفريقية وستكون على مراحل، ولكن في أوقات متقاربة لمزيد من الاطلاع على أوضاع الجاليات والاستماع إلى مطالبها والتنسيق معها لاستحداث مجالس وطنية في الدول التي لم يتمّ سابقاً تأسيس مجالس فيها، أو لإعادة تفعيل المجالس القائمة لناحية توسيعها وإضافة عناصر شابة إليها لحاجة المجلس والجاليات إليها، وهذا ما لحظه المؤتمر الثامن حيث شكل هيئة شبابية لتنشيط العمل وزيادة الإنتاجية.
وماذا عن التنسيق والتعاون بين المجلس القاري الأفريقي والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم؟
ـ المجلس القاري الأفريقي ركن أساسي وفاعل، بل ومؤثر في الجامعة، وهو جزء منها منذ أن تأسّست في مطلع الستينات من القرن الماضي، علماً أنّ الجامعة شهدت مؤخراً أيضاً انتخاب رئيس جديد وهيئة إدارية جديدة، وسنشهد مرحلة جديدة من التعاون اللامحدود مع الرئيس الجديد والهيئة الإدارية الجديدة، لأنّ هنالك الكثير من القواسم المشتركة التي تحتاج إلى الدعم والعمل سوياً لتحقيقها، وهي على علاقة بمصالح المغتربين منها على سبيل المثال لا الحصر ضرورة أن تشمل رحلات شركة الطيران الوطنية ميدل إيست معظم الدول الأفريقية التي يتواجد فيها لبنانيون، والسعي لتخفيف الأعباء عن المغتربين كالسفر والكلفة والوقت والمعاناة.
كما نؤكد مجدّداً أنّ وحدة الجامعة هي هدف من أهدافنا وفي صلب مشروعنا التوحيدي، وحرام ان تبقى تعاني الانقسام والشرذمة أو تعصف فيها الخلافات، لأنها حاجة ماسّة لكلّ المغتربين، والممثلة الشرعية لهم، وحاضنة لكلّ الطبقات في المجتمع الاغترابي وليست لمجموعات وجمعيات نخبوية على مستوى الاقتصاد والمال، ولا يمكن لأيّ جهة أن تحلّ مكانها أو تسلبها دورها.
نعرف إصراركم على مشاركة المغتربين في الانتخابات النيابية المقرّرة في شهر أيار المقبل عبر دعوتكم لتسجيل أسمائهم في السفارات والقنصليات اللبنانية، هل هي دعوة سياسية أو وطنية؟
ـ إنّ مشاركة الجناح اللبناني المغترب في هذا الاستحقاق الوطني ضرورة وطنية وواجب ومسؤولية على اللبنانين المقيمين والمغتربين تحمّلها، ويجب عدم التهرّب منها أبداً، تحت أيّ عنوان أو ذريعة من أجل ترجمة التكامل بين جناحي لبنان المقيم والمغترب.
وقد تجاوب إخواننا المغتربون إلى حدّ كبير مع نداء رئيس مجلس النواب نبيه بري وبادر عدد لا بأس به منهم إلى تسجيل أسمائهم في السفارات والقنصليات من دون تردّد، خاصة أنّ الرئيس بري يشكل الضمانة وصمّام الأمان لوحدة لبنان بجناحيه ويدرك أهمية المشاركة الاغترابية في هذا الاستحقاق لأنه حق للجميع، ومن حق المغتربين أيضاً التعبير عن آرائهم واختيار من يمثلهم بملئ إرادتهم وحريتهم.ك اكا