«كأنّو مسرح» لغسان مسعود… رؤية مختلفة عن الحرب على سورية
يستعيد الفنان السوري القدير غسان مسعود عشقه فنَّ الخشبة في العرض المقدّم حالياً على مسرح الحمراء «كأنّو مسرح»، والذي يلعب بطولته عدد من الممثلين أبرزهم ديمة قندلفت، محمود نصر، روبين عيسى، راما عيسى، نظلي الروّاس، مصطفى مصطفى، لجين إسماعيل، أيمن عبد السلام، وغسان عزب.
النصّ الذي كتبته لوتس مسعود أتى ليروي حكاية فرقة مسرحية تديرها «ليلى» التي تعيدها ذكرياتها إلى قصّة حبّ مع عازف بيانو تقطّعت بهما السبل. لتكون ذاكرة المخرجة في التقاطع مع مشاهد تحضرها مع فرقتها وصولاً إلى تنويع بين حال الممثلين في الفرقة ولوحات يتدرّبون عليها لعرضهم المقبل، لا تلبث أن تتكشف عن نزاعات حادّة بين فريق المسرحية في مقاربة لنصّ «ستّ شخصيات تبحث عن مؤلف» للإيطالي لويجي بيرانديللو.
واعتمد مخرج العرض على مستويات من السينوغرافيا التي صمّمها بنفسه لتكون مساحة للعب عبر بارتيكابلات «مستويات» ولوحات صمّم لها الديكور هاني جبور بالتوازي مع إضاءة بسام حميدي التي لعبت هي الأخرى دوراً في توزيع مواضع الممثلين ومتابعة حركتهم من وإلى الكواليس بحركة شبه دائرية تركت الفسحة للقصة الأساسية بين «ليلى» وحبيبها عازف البيانو الذي ظلّ مؤمناً بحبّه حتّى رحيل حبيبته من جرّاء مرض السرطان.
وتناول العرض خلافات جذرية في الحرب على سورية شهدتها شرائح وفئات اجتماعية عدّة، لتكون بمثابة محاكمة علنية تطرح أطرافها كشهود على ما آلت إليه الأوضاع وما جرّته من خيبات عامة عاشها الإنسان في ظلّ الحرب بعيداً عن التحيّز، ومن خلال نقاش اقترح مرافعات كان أسلوب المسرح داخل المسرح حلاً لإظهارها ووضعها تحت الضوء حيث تقترب المسافة بين الممثل وشخصيته في لعبة توزيع أدوار جديدة وحاسمة.
وتصدّرت لوحة الفنان التشكيلي الراحل نذير نبعة الملصق الإعلاني والبروشور لعرض «كأنّو مسرح» الذي وضع له الموسيقى الفنان طاهر مامللي في مقاربة موسيقية لستارة المسرح الأحمر على مشهد من الدمار والخراب العام لتكون الموسيقى مسانداً أساسياً في هذه التجربة التي تفتتح موسماً جديداً من مواسم المسرح القومي لهذه السنة، في تمهيد لعروض مقبلة تعد بها مديرية المسارح والموسيقى.
يذكر أنّ عرض «كأنّو مسرح» من إنتاج وزارة الثقافة ـ مديرية المسارح والموسيقى، إخراج وسينوغرافيا غسان مسعود، موسيقى طاهر مامللي، تصميم الديكور هاني جبور، تصميم أزياء ديمة فياض، تصميم إضاءة بسام حميدي، إشراف فنّي غيث المرزوق، إشراف تقني يزن الطعان، تنفيذ ألوان الديكور جورج نوفل، تنفيذ الديكور محمد حسين مصطفى وحسان حيدر، مخرج مساعد عروة العربي، لوحة البوستر نذير نبعة، مساعدا الإخراج خوشناف ظاظا وغسان عزب، شَعر وماكياج منور عقاد.