عقدة الغوطة
ـ يستثمر مشغلو الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية الكثافة السكانية في مناطق سيطرتهم وقربها من العاصمة لجعل التصعيد فيها ورقة قوة لهم.
ـ أدارت الدولة السورية ملف المواجهة في الغوطة بمنح الأولوية للتهدئة وإقامة هدنة رغم معرفتها بهوية القوى المسلحة فيها وتوزع تبعيتها فيها بين السعودية وتنظيم القاعدة ومتفرّعاته تفادياً لأزمة إنسانية كبرى سيرتبها قرار الحسم العسكري.
ـ استغلت القوى المسلحة كلّ هدنة لترتيب أوضاعها والاستعداد لجولة جديدة تقوم هي بتوقيتها وكما تبدو منقسمة على بعضها في الهدنة والحديث السياسي سرعان ما تتوحّد في المواجهات ويسقط الرهان على التهدئة لتصير حرب استنزاف.
ـ مع بدء معركة ريف إدلب وتقدّم الجيش السوري في عشرات البلدات صدرت مواقف للكثير من رموز هذه القوى المسلحة ومشغليها في الخارج تتحدّث عن التفجير قبل وقوعه وتربطه بسقوط اتفاق خفض التصعيد بداعي استمرار الحصار وعدم إطلاق المعتقلين وهذه بنود دائمة لكلّ مرة يصير فيها التفجير هدفاً مطلوباً وتصير لاحقاً مواضيع تفاوض في التهدئة.
ـ تبدو سورية أمام طريق مقفل للتسوية الرئيسية في جنيف ووضوح المقاربة الأميركية بالسعي لتعطيل المسار السياسي مضطرة للتعامل مع قضية الغوطة من زاوية جديدة تفصلها عن الاستثمار المزدوج للجماعات المسلحة وتسقط منح الفرص للتسويات، وربما تكون بدايتها إمساك طرق الربط بين مربعات الغوطة في دوما وجوبر والقابون وحرستا وفصلها بعضها عن البعض كمدخل للتعامل معها بالمفرق لا بالجملة.
التعليق السياسي