ترامب: المحادثات بين الكوريتين نتيجة لصلابة موقف واشنطن تجاه بيونغ يانغ آبي: الأجواء الأمنية المحيطة باليابان هي الأشدّ حدّة وطوكيو تدعم الموقف الأميركي
قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي «إنّ كوريا الشمالية تواصل استفزازات غير مقبولة على الإطلاق»، مؤكداً أنه «سيعمل مع المجتمع الدولي للتصدي لتطوير بيونغ يانغ برامجها النووية والصاروخية».
وقال آبي خلال مؤتمر صحافي أمس، بمناسبة العام الجديد «ليس من قبيل المبالغة القول إنّ الأجواء الأمنية المحيطة باليابان هي الأشدّ حدّة منذ الحرب العالمية الثانية».
وأضاف آبي «بزيادة الضغط على كوريا الشمالية مع المجتمع الدولي أعتزم أن أبذل أقصى ما في وسعي لحل قضايا كوريا الشمالية المتعلقة بالبرامج النووية والصاروخية والخطف».
وكان آبي قد صرّح في السابق بأنه «حان الوقت لممارسة أكبر ضغوط ممكنة على كوريا الشمالية، وأن بلاده تدعم الموقف الأميركي بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة من أجل حلّ قضية كوريا الشمالية».
تجدر الإشارة إلى أنّ «الأوضاع حول شبه الجزيرة الكورية أصبحت في العام المنتهي قاب قوسين من نزاع مسلّح في ظل تجارب بيونغ يانغ النووية والصاروخية الناجحة، وتبادلها تهديدات نارية مع الولايات المتحدة».
من جهة أخرى، أعلن الجيش الكوري الجنوبي «أنه لم يرصد أية مؤشرات على تحضير بيونغ يانغ لاختبار صاروخي وشيك، من دون أن يستبعد احتمال قيام الشطر الشمالي بأعمال استفزازية من حيث المبدأ».
جاء هذا الموقف وسط تقارير إعلامية أميركية وتصريحات مسؤولين أميركيين بشأن «احتمال إجراء بيونغ يانغ تجربة صاروخية في وقت قريب».
وقال المتحدّث باسم هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية رو جي تشونغ خلال مؤتمر صحافي أمس: «لم نرصد نشاطاً يمكن الافتراض استناداً إليه أنّ كوريا الشمالية تستعدّ لاستفزاز صاروخي في وقت وشيك».
مع ذلك، لم يستبعد المسؤول احتمال إقدام بيونغ يانغ على «استفزازات صاروخية في أي وقت»، مضيفاً أنّ «كوريا الجنوبية بالتعاون مع الولايات المتحدة مستمرّة في متابعة الوضع».
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت شبكة «سي بي إس» الأميركية أنّ «كوريا الشمالية استأنفت نشاطها الصاروخي في الموقع ذاته، الذي أطلقت منه صاروخاً بالستياً عابراً للقارات في تشرين الثاني الماضي».
كما نقلت نيوزويك عن مسؤولين أميركيين قولهم «إنّ هناك احتمالاً لإطلاق صاروخ جديد في وقت لاحق من الأسبوع الحالي أو في الأسبوع المقبل».
وجاءت هذه التقارير وسط تجدّد الآمال في تخفيف التوتر في شبه الجزيرة، بعد أن تحرّكت الكوريتان لـ «استئناف محادثات رفيعة المستوى حول مشاركة الشطر الشمالي المحتملة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تنطلق في بلدة بيونغ تشانغ الجنوبية الشهر المقبل».
في هذا الصّدد، رحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، بـ «استئناف الاتصال بين الكوريتين الشمالية والجنوبية عبر الخط الساخن»، معتبراً أنّ «ذلك جاء نتيجة لصلابة موقف واشنطن تجاه بيونغ يانغ».
وتساءل ترامب في تغريدة على تويتر: «مع كل الخبراء الفاشلين…، هل هناك مَن يعتقد حقاً أنّ المحادثات والحوار بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية كانت ستجري في الوقت الراهن، لو لم أكن حازماً وقوياً ومستعدّاً لحشد كل جبروتنا ضدّ الشمال. إنهم مجانين، ولكن المحادثات شيء جيد!».
تجدر الإشارة إلى أنّ إعادة إطلاق الخط الساخن جاءت على خلفية تقارب ملحوظ بين الكوريتين، مهّد له إعلان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون خلال كلمة عيد رأس السنة، في قوله: «إنّ رياضيي بلادنا قد يشاركون في دورة الألعاب الأولمبية التي تنطلق الشهر المقبل في كوريا الجنوبية»، كما عبر كيم عن «سعي بيونغ يانغ إلى تطبيع العلاقات مع سيول».