انطلاق محادثات رفيعة المستوى بين الكوريتين ودعوات إلى الحذر

أعلنت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية أمس، «أن المحادثات رفيعة المستوى بين الكوريتين ستبدأ بعقد جلسة عامة في الساعة العاشرة صباح اليوم».

وقال المتحدث باسم الوزارة بايك تيه – هيون في مؤتمر صحافي دوري عُقد أمس، «إن الجلسة العامة للمحادثات ستبدأ في الساعة العاشرة من صباح اليوم، بموجب الاتفاق بين الكوريتين».

وأضاف «أن المحادثات المرتقبة ستركز على مشاركة كوريا الشمالية في دورتي الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية في بيونغ تشانغ».

وقال المتحدث «إنه من المتوقع أن يناقش الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك، لتحسين العلاقات بين الكوريتين، وما اقترحه الجانب الكوري الجنوبي في 17 تموز من العام الماضي بشكل مكثف».

وكانت الحكومة الكورية الجنوبية قد اقترحت في شهر تموز من العام الماضي على كوريا الشمالية «عقد محادثات عسكرية لوقف جميع التصرفات العدوانية في الخط الفاصل العسكري، وعقد اجتماع الصليب الأحمر لمناقشة لمّ شمل الأسر المشتتة، إلا أن كوريا الشمالية لم ترد على مقترح الجنوب حتى الآن».

ورداً على سؤال عما إذا كانت المحادثات ستتطرق إلى القضية النووية الكورية الشمالية، قال المتحدث بايك، «إنه يعتقد أنه من غير المناسب التنبؤ بوضع المحادثات وأجندتها».

وفي هذا الصّدد، دعا محلل سياسي في سيول إلى «عدم الاستهانة بقدرات كيم جونغ أون، والحذر من دعوته إلى الحوار مع سيول»، معتبراً «أنه من الخطأ التشكيك في قدرة قيادة كوريا الشمالية بسبب عمره فقط».

وقال الخبير السياسي تشون سون تشان، «في وسائل الإعلام في بلادنا، إلى الآن يتم الأخذ بالحسبان في قدرة زعيم كوريا الشمالية على الحكم اعتماداً على عمره، وهذا أمر خطير».

وذكرت وكالة أنباء كوريا الجنوبية «يونهاب»، أن «الزعيم كيم جونغ أون، سيبلغ اليوم الاثنين الـ34 عاماً، في الوقت الذي لا تذكر فيه بيونغ يانغ رسمياً تاريخ ميلاد زعيمها».

ووفقاً لتشان، فإن «جد كيم جونغ أون، كيم إيل سونغ المؤسس لكوريا الشمالية، تسلم السلطة وهو يبلغ من العمر 37 عاماً، حينما أمر بغزو كوريا الجنوبية في عام 1950 مما أدى إلى اندلاع الحرب الكورية التي اندفعت فيها الولايات المتحدة تحت مظلة الأمم المتحدة للدفاع عن كوريا الجنوبية».

ويعتقد تشون سون تشان، أن بيونغ يانغ تتقبل فكرة «إحلال السلام» في شبه الجزيرة الكورية، إذ ظهر ذلك من خلال خطاب كيم الذي ألقاه مؤخراً بمناسبة العام الجديد، ودعا فيه إلى «تهيئة كافة الظروف اللازمة لتحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية»، إلا أن الكاتب حذر من أن «خطاب كيم لم يستثن نية بلاده إنتاج كميات كبيرة من القنابل النووية والصواريخ الباليستية»، وبناء على ذلك دعا المحلل إلى «التعامل بحذر مع مبادرة بيونغ يانغ بتحسين العلاقات».

وأضاف الخبير «أن تطوير الحوار مع بيونغ يانغ من خلال قنوات اتصال مختلفة، يجب أن يتزامن مع السعي لتحقيق تكافؤ عسكري وخاصة التكافؤ النووي بين الجنوب والشمال».

وكان الزعيم الكوري الشمالي قد أوعز في الثالث من الشهر الحالي ببدء مفاوضات مع الجنوب بواسطة قناة الاتصال الخاصة في المنطقة المنزوعة السلاح في بانمونجوم. كما أعربت بيونغ يانغ عن رغبتها في بدء مفاوضات حول مشاركة فريق كوريا الشمالية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستجري في كوريا الجنوبية.

على صعيد آخر، وسع مجلس الاتحاد الأوروبي، العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن 2397 لعام 2017، مدرجاً بذلك 16 فرداً ووزارة الدفاع الكورية الشمالية في قائمة العقوبات.

وأشار المجلس، إلى أنه «مع مراعاة العقوبات الجديدة، فقد أصبح مدرجاً في قوائم عقوبات الأمم المتحدة، 79 فرداً و 54 منظمة».

وكان الاتحاد الأوروبي قد قرّر في الـ16 تشرين الأول من العام الماضي، فرض عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية، الأمر الذي وصفته بيونغ يانغ بغير القانوني.

وذكر المكتب الصحفي لمجلس الاتحاد، «أنّ المدرجين في القائمة ستجمد أصولهم المصرفية في الاتحاد الأوروبي وسيقيد دخولهم إلى الدول الأوروبية».

من جهة أخرى، اعتبر مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، مايكل بومبيو، «أن كوريا الشمالية تفصلها أشهر عدة عن امتلاك القدرة على توجيه تهديد نووي للمدن الأميركية».

وقال بومبيو، في مقابلة على قناة «سي. بي .إس» أول أمس: «كل شيء لا زال كما هو.. نعم أشهر عدة لا أستطيع أن أقول أكثر»، وذلك بعد أن ذكّره المذيع بأنه أدلى في تشرين الأول من العام الماضي بتصريح مماثل حول قدرة بيونغ يانغ الصاروخية وتهديدها للمدن الأميركية.

ولم يعط رئيس الاستخبارات إجابة مفصلة في ما يخص مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها حصلوا على أيّ معلومات من الجندي الكوري الشمالي الذي نجا مؤخراً بعد هروبه من بلاده إلى كوريا الجنوبية.

وحينما وجّه إليه سؤال حول الادعاءات التي تقول بأن «التقليل من شأن قدرات بيونغ يانغ النووية يمثل فشلاً لجهاز الاستخبارات الأميركية»، دحض الأمر واكتفى بالقول: «واشنطن لديها تقييم متطوّر للجاهزية القتالية للقوات المسلحة الكورية الشمالية».

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت في وقت سابق عن مصادر في الحكومة، قول بومبيو إنه «كان واحداً من الذين تحدثوا مباشرة عن إخفاقات الاستخبارات وإنه ينقصها شيء».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى