الأطفال السوريون يتألّقون ويخطفون الأضواء… فهل ينصفهم التصويت؟
رشا محفوض
ثلاثة عشر طفلاً سورياً أبهروا بمواهبهم جمهورَ برنامج «ذا فويس كيدز 2» ولجنة التحكيم، لينجحوا في اجتياز مرحلته الأولى «الصوت وبس» بعد أنّ اختارتهم اللجنة ضمن 45 طفلاً من مختلف الدول العربية، ليشكّلوا وحدهم أكثر ربع عدد المتأهلين.
الأطفال السوريون الذين تأهلوا بينهم روّاد في مجال الغناء والعزف وطلّاب في المعاهد الموسيقية، أثبتوا أنّ سورية ما زالت تصنع المواهب وهي تواجه أعتى الحروب.
وتضمّ لجنة التحكيم ثلاثة مدربّين من الفنانين أصحاب الحضور الكبير على الساحة الفنّية العربية هم: قيصر الغناء العربي، الفنان العراقي كاظم الساهر الحاصل على عدد من الجوائز العربية والعالمية ومنها جائزة «أوسكار الأغنية العربية»، الفنانة اللبنانية نانسي عجرم التي تشغل سفيرة النوايا الحسنة في «منظمة الأمم المتحدة للطفولة ـ يونيسف»، والمطرب والممثل المصري تامر حسني الحاصل على عدد من الجوائز منها جائزة أفضل مطرب وأفضل أغنية في مهرجان الإذاعة والتلفزيون في القاهرة.
فريق نانسي عجرم
وكان لعجرم الحصّة الأكبر في جذب المواهب السورية الواعدة، فضمّ فريقها ثمانية منهم. الأولى هي الطفلة جيسيكا غربي تسع سنوات ، اختارت أغنية لسلطان الطرب جورج وسوف «ماما يا ماما»، مبيّنة أنّها تميل إلى الموسيقى الكلاسيكية وتفضّل أداء الأغنيات الطربية كما تحب مزاولة الرسم.
وبإحساسه المرهف، اختار الطفل يائيل القاسم تسع سنوات ، أغنية «كده يا قلبي»، فتميّز بإحساسه العالي رغم أنّه لم يسبق له أن وقف على مسارح أو غنّى أمام جمهور.
وامتاز الطفل أُبَي الفارس تسع سنوات بشخصيته الفريدة من حيث الطرافة والعفوية، وأدّى أغنية «شيل عيونك عنّي» لنانسي عجرم باقتدار، كونه صاحب تجارب سابقة في الغناء أمام الجمهور، أولها عندما كان في الرابعة من عمره عبر حفلات الروضة والمدرسة، أمّا اللون الذي يفضّله فهو المواويل والغناء الجبلي كما أنه يعزف كمبتدئ على آلة العود.
أما الطفل كُمي غرز الدين 13 سينة ، فأدّى موّالاً وأغنية «قتلوني عيونا السود» للعملاق الراحل وديع الصافي. إلى جانب صوته المميز، يجيد كُمي العزف على العود على الطريقة السمعية، وله تجربة في الغناء على المسرح مذ أنّ كان في الرابعة من عمره. كما فاز بجائزة في الغناء على مستوى محافظة السويداء وهو يهوى الغناء الجبلي والطربي.
الموهبة السورية الخامسة في فريق نانسي هو ابن السنوات العشر زين عمار الذي أدّى أغنية «أنا لحبيبي» لفيروز، مظهراً أسلوباً خاصاً عَكس ثقته بنفسه كونه غنّى للمرة الأولى عندما كان في السابعة، وهو يفضّل الموسيقى الطربية كما لديه هواية الرسم إلى جانب الغناء.
التوأم خالد وعابد المرعي، 11 سنة قدّما أغنيات تنتمي إلى اللون الطربي حيث أدىّ خالد موال «ليالي» وأغنية «اسأل مرة عليا» لمحمد عبد المطلب، في حين أدّى عابد أغنية «ظلموني الناس» لأمّ كلثوم. كما لفتا إلى دور والدهما في صقل موهبتهما وتطويرها ودفعهما إلى حبّ الموسيقى الشرقية الطربية.
أما الموهبة الثامنة والأخيرة في فريق نانسي، فهو طه محسن 12 سنة ، الذي أدّى أغنية لسلطان الطرب جورج وسوف «علّم قلبي الشوق». اكتشف موهبته خلال مشاركته في الغناء على مسرح مدرسته للمرّة الأولى وهو في التاسعة من عمره، تلقّى أصول الغناء والعزف على العود في «معهد الجيل العربي»، لُقّب بصباح فخري الصغير عندما غنّى على مسرح نقابة الفنانين في حلب. حاز في عام 2016 على الجائزة الأولى في الغناء على مستوى سورية.
فريق كاظم الساهر
الفريق الثاني من حيث عدد المواهب السورية هو فريق كاظم الساهر، الذي ضمّ أربعة أطفال، هزّ الأخير منهم وهو الطفل تيم الحلبي الفنان الساهر في آخر حلقة من المرحلة الأولى. لأنّ الحلبي 11 سنة الذي يحبّ الأغنيات الجبلية، أبهر الحضور بأغنية «يا صغيرة» لملحم زين.
والموهبة السورية الثانية في فريق الساهر هو الطفل زياد أمونة 12 سنة الذي اختار أغنية «يا وردة الحبّ الصافي» للموسيقار محمد عبد الوهاب، مُظهراً إمكاناته كطالب في «معهد صلحي الوادي للموسيقى» الذي تعلّم فيه العزف على آلة العود، وكانت له فرصة الوقوف على مسرح «دار الأوبرا» في دمشق. كما فاز بريادة الغناء على مستوى سورية لذلك لم يكن غريباً عليه التعلّق بالغناء الطربي.
الطفل الذي شغل صفحات التواصل الاجتماعي بصوته، تمكّنه وخصوصيته، كان ابن حلب يمان قصّار 13 سنة ، الذي قدّم موشّح «جاءت معذّبتي»، مبيّناً أنّه أراد تحدّي قذائف الإرهاب بالموسيقى.
عندما استمع والده إليه وهو يغني في إحدى الحفلات المدرسية، استعان بأحد موسيقيّي حلب المشهود لهم وهو الفنان عبد الباسط بكار ليقوم بتعليمه العزف على العود لمدّة سنة كاملة، كما تعلّم منه حبّ الغناء الطربي.
أمّا أصغر موهبة سورية في فريق كاظم، فكانت الطفلة تاج قسّام سبع سنوات ، التي اختارت ببراءتها أغنية «رزق الله على العربيات» للفنانة اللبنانية هدّى حداد. قسّام تقضي وقتاً طويلاً في الاستماع إلى الموسيقى والغناء وتميل إلى الموسيقى الشرقية الطربية كما تحبّ الرسم.
فريق تامر حسني
أما فريق المطرب تامر حسني، فكان نصيبه موهبة سورية واحدة وهي الطفلة نينار دلّا، 12 سنة ، التي اختارت أغنية «جاري يا حمّودة» لعليا التونسية فغنّتها، وهي تعزف على آلتها المفضّلة الكمان، فنالت إعجاب اللجنة لتؤكد أنّ حصولها على جوائز عدّة على مستوى سورية كان عن جدارة.
وبعد أنّ اكتمل عدد فريق كلّ مدرب المكوّن من 15 صوتاً، تنطلق مرحلة المواجهة حيث تقام مواجهات ثلاثية داخل كلّ فريق، ويختار المدرب مشتركاً واحداً عقب كلّ مواجهة، لينتقل إلى حلقة «سينغ أوف» التي تضمّ خمسة مشتركين من كلّ فريق.
ويختار كلّ مدرب من هؤلاء الخمسة مشتركَين اثنين ليصعد بهما إلى المرحلة النهائية، حيث يقدّم كلّ منهما أغنية منفردة وأخرى مشتركة برفقة المدرّب ليتم اختيار ثلاث مواهب من هؤلاء للتصويت الأخير للجمهور، وإعلان بطل النسخة الثانية من البرنامج.
أطفال سوريّون بعمر الورود تحدّوا الإرهاب والحرب على سورية ليؤكّدوا أنّ بلادهم ولّادة الفنّ والحضارة، فهل ينصفهم الحظّ… أو التصويت؟