المونديال بلا الطليان لا بريق له!
زياد العسل
يدرك عشّاق المنتخب الإيطالي في العالم بأنّ المنتخب يمرّ في أصعب الفترات التاريخية له، وقد بدأ الحديث عن ذلك بُعيد خروجه من التصفيات المؤهّلة إلى نهائيات كأس العالم التي ستُقام في روسيا صيف هذا العام. المنتخب الذي قدّم مارشيلو وليبي وروسي ومالديني وكبار النجوم في عالم الساحرة المستديرة، بات يُنظر إليه في الآونة الأخيرة بعين الشفقة إن صحّت الرؤية، من منطلق المستوى الفني المتواضع الذي ظهر به خلال مرحلة التصفيات. وممّا لا شكّ فيه بأنّ أنصار هذا المنتخب، وحتى المحايدين، لم يتوقّع أحدهم غياب هذه القامة الرياضية الكبيرة وبهذا الشكل عن المونديال، وهنا يبدأ الحديث عن الأسباب التي أدّت إلى حصول تلك الأزمة الكرويّة الإيطالية البعض يعزو السبب إلى خلل في تركيبة المنتخب وانعدام التجانس بين اللاعبين، والبعض الآخر، وأبرزهم عضو بارز في الإتحاد الإيطالي لكرة القدم، اعتبر أنّ الأزمة الحقيقية تكمن في كرة القدم الإيطالية بحدّ ذاتها، والتي تراجع فيها ضخّ النجوم إلى المستطيل الأخضر، على شاكلة أريغو ساكي وفابيو كابيلو، ومردّ ذلك ـ من منظار أهل الخبرة ـ يعود إلى ضعف السياسة المتّبعة في عمليات استقطاب اللاعبين من الأندية، ولعلّ أبرز ما تحدّث عنه الإعلام الإيطالي كان على حدّ تعبيره رفض أنطونيو كونتي تدريب الآزوري، وهذا ما تعيده المصادر إلى الوضع العام القائم في البلاد، وثمّة من يقول إنّ هناك وجوه تعمل الآن في الدوري الإيطالي يمكنها أن تنهض بالمنتخب، كمدرّب السيدة العجوز الحالي ماسيميليانو أليغري، الذي يقدّم نتائج مميّزة مع اليوفي، والذي طالبت به الجماهير الإيطالية لقيادة الشراع الإيطالي مستقبلاً نحو برّ الأمان الكروي، ولكن رأي الجماهير الإيطالية لا يمكن أن يكون صائباً إذا ما قدّمنا مقاربة تاريخية تثبت أنّ الكثير من المدرّبين الذين نجحوا نجاحاً باهراً مع أنديتهم فشلوا في إدارة منتخبات بلادهم الوطنية.
في الخلاصة، الأزمة الكرويّة في بلاد «البيتزا» ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تفاقم الأخطاء من قِبل الاتحاد الإيطالي للّعبة الشعبية خلال السنوات المنصرمة، وهذا الرأي يتكرّر كثيراً على ألسنة أسماء كبيرة سبق أن تولّت قيادة المنتخب الذي قدّم لاعبوه الكثير من المتعة إلى عشّاق الكرة حول العالم.