كمالوندي يهدّد بإعادة النظر بالاتفاق النووي في حال عدم رفع العقوبات وكوركر يحذّر ترامب من مخاطر وتداعيات الانسحاب
حذّر معاون رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والمتحدث باسمها بهروز كمالوندي من «خفض تعاون إيران مع الوكالة الدولية في حال نقض الحكومة الأميركية تعهّداتها في الاتفاق النووي».
وهدّد كمالوندي بـ»إعادة النظر بالاتفاق النووي في حال لم يتمّ رفع آثار العقوبات الاقتصادية على إيران»، قائلاً «إذا لم يتمّ تمديد تعليق العقوبات الأميركية في موعده فإنّ أول ردود إيران سيتمّ في اليوم نفسه أو في الأيام الأولى بعد ذلك».
وأعلن كمالوندي عن «تواصل إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كي لا تتفاجأ من الخطوات الإيرانية في حال قامت الحكومة الأميركية بنقض الاتفاق النووي»، معتبراً أنّ «المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية على تواصل مع أعضاء 5+1 وسيباغتهم بموقف إيران وتحذيرها».
وفي هذا السياق، أمل كمالوندي أن «تتعامل الحكومة الأميركية بعقلانية ولو أنها حتى الآن أثبتت أنها لا تفكر ولا تعمل بعقلانية»، معتبراً أن «إيران تتمتع سياسياً بوضع جيد على الساحة الدولية، فيما تعيش أميركا في عزلة».
ولفت معاون رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى أنّ «الاتفاق النووي لا ينحصر فقط بالقضايا النووية، لأنه اتفاق مرتبط بالقضايا الاقتصادية ورفع العقوبات عن إيران أيضاً».
كما أكّد أنّ «إيران مستعدة لتسريع عملياتها النووية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم أضعافاً عدة، مقارنة بما قبل الاتفاق النووي»، معتبراً أنّ «بلاده تواصل جهودها لاستمرار الاتفاق النووي الذي تعرّض لضربات عدة، وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد هذا».
وفي غضون ذلك، قال معاون الشؤون السياسية في الرئاسة الإيرانية مجيد تخت رفانتشي إن «إيران مستعدّة فيما يخصّ الاتفاق النووي لجميع الظروف بما في ذلك أسوأها»، مشدداً على أنّ «ردة فعل إيران ستكون سريعة إلى درجة سيستغرب الأميركيون من ذلك».
في السياق نفسه، حذّر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر بلاده من «مغبة الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران لمخاطر التداعيات التي سيتركها على الأزمة الجارية مع كوريا الشمالية».
كوركر الذي ينسّق مع أطراف في إدارة الرئيس ترامب للتوصل لاستصدار مشروع قرار يهدف إلى مقاربة تحفظات البيت الأبيض على الاتفاق النووي من دون المساس بروح الاتفاق، قال «أحرزنا بعض التقدم الملموس في هذا الشأن، والسؤال أمامنا إن كان باستطاعتنا المضي للنهاية بذلك».
وأضاف كوركر في حديث للصحافيين «أنه على اتصال دائم مع الدول الأوروبية الذين أعربوا له عن قلقهم من نية الرئيس ترامب بالانسحاب»، مشيراً إلى أنهم «يبدون رغبة عالية للعمل مع بلاده على جملة من القضايا»، محذّراً بالقول «لو انسحبنا فسنجد أننا نفقد نفوذنا لديهم».
كما أوضح كوركر أن هناك جملة اعتبارات ليست في صالح الانسحاب من الاتفاق في الوقت الراهن، «أوّلها مسألة كوريا الشمالية وكذلك الخشية من صرف الأنظار عن الاحتجاجات الشعبية في إيران، وبالتالي تراجع مدى النفوذ الأميركي على الحلفاء الأوروبيين».
وشدّد كوركر على أنه «إذا ما تم التوصل مع كوريا الشمالية لعناصر اتفاق ملزم، فإنّ الانسحاب من الاتفاق مع إيران سيضرّ بمصداقية ونفوذ الولايات المتحدة».
يُذكر أن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أول أمس «أنّ واشنطن ستعلن غداً قرارها بشأن تمديد نظام رفع العقوبات عن إيران في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة». مع وجود احتمال حقيقي بأن يتخذ الرئيس الأميركي هذا الأسبوع قرارات تفضي إلى «إلغاء الاتفاق النووي».