أنا وأنت

أذكر جيداً أنّ الشتاء معك كان يشعّ دفءاً. الضباب، الأمطار والصقيع لا مكان لها تماماً كحرّ الصيف أو غبار الربيع. سعادتنا حمامة بيضاء حملت غصن الزيتون وانطلقت للمغامرات. نبض القلب على القلب، وعيون نشرت آلاف اللآلئ على ضحك لن يعود. معاً كنّا حكاية حقيقية ظلّها طويل. والظلال في الظلام تموت. تعالي نخبر العالم الافتراضي عن حبنا، عشقنا حدث لا يحتمل الاختباء. وعلى شاشة هاتفك الذكي عيناك دائماً في حالة انتظار. أنت، أصدقاؤك وغرباء من جميع الأصقاع تتبادلون الشعر والإعجاب. تُسكرك عباراتهم الحاسدة، وترقص عند كل تعليق. ما زلت حنوناً، تقبّلني صباحاً فوق الجبين. وبيد ناعمة تمسح على شعري الحرير. تدعوني طفلتك وملاكك الجميل. ولا تطلب مني الكثير. على صفحاتك الافتراضية نحن جداً مشهوران، فلِمَ أشعر أنني وحيدة؟ آه كم أنا وحيدة!

رانية الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى